Get News Fast

صدمة الصاروخ اليمني تضيق دائرة التطويق على إسرائيل

وفي ظل حالة من الحيرة الشديدة التي يعاني منها النظام الصهيوني وليس لديه استراتيجية واضحة أمام مختلف جبهات المقاومة من الداخل والخارج، كان ضرب الصاروخ اليمني قلب تل أبيب بمثابة صدمة جديدة لهذا النظام وداعميه.

وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء فإن العديد من الدوائر الأمريكية والإسرائيلية والغربية لها نفس الرأي أن إسرائيل، بعد الحرب التي خاضتها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في مواجهة جبهات المقاومة داخل فلسطين وخارجها، افتقرت إلى الرؤية والأهداف الاستراتيجية، وأدخلت نفسها في حرب لا تستطيع فيها تحقيق أهدافها المرسومة. وقد رسم رؤية لنهاية هذه الحرب.

وهذا في حين أن عواقب الحرب المدمرة في غزة ابتليت بها إسرائيل منذ أشهر وهذا النظام ينهار على المستوى الاقتصادي والسياسي.

فشل جميع أهداف الصهاينة الحربية

فيما يتعلق بالهدف الأول للنظام الصهيوني منذ بداية الحرب على غزة وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية في في هذه المنطقة، فإن كافة المؤشرات تشير إلى أن مقاومة غزة ليست فقط أنها لم تضعف، بل رغم مرور ما يقرب من عام على الحرب، إلا أنها لا تزال قوية من حيث السلاح والقوة البشرية، وكما يقول قادة وقادة حماس وغيرها وتقول فصائل المقاومة الفلسطينية إن المقاومة في غزة جاهزة لحرب طويلة مع العدو.

أما الهدف الثاني وهو إعادة الأسرى الصهاينة من قطاع غزة عبر العمليات العسكرية فهو أيضاً ومن الواضح أن هذا الهدف لم يتحقق ولم يقتصر الأمر على الأسرى الإسرائيليين الذين لم يعودوا عبر العمليات العسكرية، بل قُتل عدد منهم في هذه العمليات على يد الجيش الإسرائيلي، وأن هذه القضية تؤجج التوترات الداخلية للصهاينة.

صدمة الصاروخ اليمني للغزاة

في ظل هذه الظروف ومع تخبط الجانب الصهيوني وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يا وزير هذا النظام، المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى لم تصل إلى نتيجة، وأضاع الصهاينة مرة أخرى فرصة إطلاق سراح أسراهم، وتوحد العدو الصهيوني ونفذ عمليات متقدمة ومفاجئة ضد المحتلين خلال هذه الفترة، ومع الهجوم الصاروخي غير المسبوق على قلب تل أبيب، ومع فشل جميع التشكيلات الدفاعية للجيش الإسرائيلي وكذلك الولايات المتحدة والدول الغربية، قدمت الصدمة شيئا جديدا للصهاينة.

وبحسب ما أعلنه الجيش اليمني فإن هذا الهجوم الصاروخي المتقدم يعد الرد الأول على جريمة نظام الاحتلال في قصف ميناء الحديدة، وكذلك في سياق مواصلة دعم الأمة الفلسطينية وشعبها. مقاومة شجاعة.

بعد هذا الهجوم وأيضًا في ظل التطورات على جبهات مختلفة، بما في ذلك شمال فلسطين المحتل، الذي وضعه حزب الله تحت نيرانه، ويعترف الجنرالات الإسرائيليون بذلك الجبهة الشمالية تحت سيطرة السيد حسن نصر الله، النظام الصهيوني، ويرى معضلة كبيرة: إما القبول بالصيغة الأمريكية الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، أو التحرك نحو مستنقع حرب متعددة الجبهات مع إسرائيل. عواقب مدمرة لإسرائيل على المصالح الأمريكية

في ظل تعطيل نتنياهو المستمر لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تشعر الأوساط الصهيونية بالقلق من قيام الولايات المتحدة بإغلاق ملف المفاوضات بشكل مؤقت و ترك خط الوساطة في هذه المفاوضات؛ وعلى وجه الخصوص، تفضل الحكومة الأمريكية الانسحاب المؤقت من المفاوضات على انهيارها الكامل عشية الانتخابات الرئاسية في هذا البلد.

ولهذا السبب نرى أن الأمريكيين قد أطلقوا مناورة إعلامية خلال المرحلة الأخيرة ويحاولون باستمرار تقديم أجواء المفاوضات الإيجابية وإخفاء الواقع. وفي هذا الوضع أدركت الحكومة الأمريكية أن عدم وجود استراتيجية واضحة لإسرائيل في الحرب وإغراق هذا النظام في عدة جبهات يشكل خطراً حقيقياً على تل أبيب، وبالإضافة إلى ذلك فإنه سيضر بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة. الولايات المتحدة ليس فقط في المنطقة، بل في العالم أجمع.

الخوف الذي زرعه الصاروخ اليمني في نفوس الأميركيين

يعتقد مراقبون. وأن الصاروخ اليمني في تل أبيب يكشف حقيقة مخاوف أمريكا، تحت عنوان أن الحكومة الإسرائيلية الحالية وضعت هذا النظام على أعتاب حرب إقليمية كبيرة ومدمرة ستتورط فيها الولايات المتحدة بشدة؛ لأن الولايات المتحدة كانت تأمل أن تكمل إسرائيل عمل قطاع غزة في حرب الإبادة التي تشنها ضد غزة، مع الدعم اللامحدود الذي تقدمه واشنطن لهذا النظام. لكن كل هذه الحسابات أخطأت، وإذا اندلعت حرب إقليمية، بالإضافة إلى الانهيار غير المسبوق للجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن المصالح الأمريكية سوف تتعرض لمخاطر جسيمة.

في هذه الأثناء، يبدو أن الصهيونية لقد أصبح النظام أكثر إرباكاً من ذي قبل في سياساته وتوجهاته في مواجهة كافة جبهات المقاومة؛ لأنه غير قادر حتى على اتخاذ قرار عسكري محدد لتحقيق واحد على الأقل من أهدافه الحربية.

كل هذا بينما يعلم نتنياهو أنه من الممكن تحقيق النصر المطلق الذي وعد به، فهو ليس كذلك. فوفقاً لمصالحها الحزبية والسياسية، سعت إلى مواصلة الحرب في غزة، وعولت على فوز دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية. كما أن نتنياهو لا يريد أن يقدم هدية للحزب الديمقراطي عشية الانتخابات الأمريكية بوقف الحرب على غزة، فالمحتل ونظام الاحتلال قلقان للغاية من انفجار الوضع الشامل وقيام الانتفاضة الثالثة. والتي يمكن رؤية بوادرها من خلال التوسع غير المسبوق في عمليات المقاومة الفعالة والخسائر الكبيرة في صفوف الصهاينة. ولذلك يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من القوات للتعامل مع هذا الوضع في الضفة الغربية، وهذا ما دفعه إلى تقليص عدد القوات في غزة ونقلها إلى الضفة الغربية.

ولكن على الجانب الآخر ومن ناحية الصهاينة يهددون بتوسيع الحرب على لبنان ويزعمون أنهم يعتزمون نقل مركز ثقل الجيش إلى الجبهة الشمالية. وهذا يعني أنه مع تمركز الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية فإن الجبهات الأخرى، خاصة غزة والضفة الغربية، ستزيد من شدة نيرانها ضد هذا النظام، ومن الواضح أن الجيش الصهيوني غير قادر على إدارة الوضع على هذا النحو.

كابوس إيران الذي لا ينتهي لإسرائيل

ويرى محللون إقليميون أن تهديدات نتنياهو الأخيرة بتوسيع العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية لا تعكس موقع إسرائيل الاستراتيجي فهو يعبر فقط عن رغبة نتنياهو في إيجاد طريقة لإطالة أمد الحرب قدر الإمكان؛ وهذا أمر يتناقض مع سياسة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وكذلك الأمريكان، الداعمين الرئيسيين لهذا النظام، والذين يعتقدون أن السبيل الوحيد لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإعادة اللاجئين الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية هو للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، وتوسيع الحرب لن يؤدي إلا إلى تحسين الوضع ويجعله أسوأ.

ولكن فيما يتعلق بالجبهة الإيرانية وفي ظل وعد بلادنا بالرد الحاسم على الإرهابيين. جريمة النظام الصهيوني باستشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الشهيد، فإن الصهاينة ينتهجون استراتيجية وسياسة محددة وهم في حيرة من أمرهم أمام هذا التهديد. وخاصة بعد العملية الانتقامية لـ “الوعد الصادق” لجمهورية إيران الإسلامية، تعلم إسرائيل أنها معرضة عمليا لهجمات إيران المباشرة. فبعد أن سحبت إحدى حاملات طائراتها في الأيام القليلة الماضية، ستشرع في سحب المزيد من قواتها والسفن من المنطقة. كما يشعر الإسرائيليون بالقلق من توسع العلاقات والتعاون غير المسبوق بين روسيا وإيران.

عموما، بعد 7 أكتوبر، أصبح النظام الصهيوني، دون رؤية أو استراتيجية، محاصرا عمليا من جبهات المقاومة و بعد مرور ما يقرب من عام على فشل حرب الإبادة الجماعية ضد غزة في استعادة قوة الردع المفقودة. كل هذا ونظام الاحتلال يحظى بدعم كامل وغير محدود من أمريكا والغرب، وكلهم كانوا يعولون على تدمير الشعب الفلسطيني وتهجيره إلى دول أخرى من خلال دعم جرائم الصهاينة في غزة.

وهذا الوضع يجعل حلفاء إسرائيل في الغرب وأمريكا أكثر قلقا بشأن مصيرهم في المنطقة. لأنهم يعلمون أنه في حال نشوب حرب إقليمية فإن إسرائيل ستتلقى ضرراً لا يمكن إصلاحه، وهو ما يعني خسارة كبيرة للغرب وأميركا. خاصة وأن الصاروخ اليمني مر عبر كل منظمات الدفاع الإسرائيلية والغربية وأميركا، ويعلم الصهاينة وداعموهم أن معادلات الحرب وقواعدها تغيرت بشكل خطير وعليهم انتظار صدمة جديدة كل يوم.

طلقة هروب إيران ومقاومة نظرية الأمن الداخلي لإسرائيل
صدمة إسرائيل الإعلامية / الحاجز القوي الذي بناه حزب الله في الأربعين
زلزال في مقر التجسس الإسرائيلي؛ من فضيحة تشرين إلى سهم حزب الله

نهاية الرسالة/

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء
  • من خلال الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية التالية، يمكنك الوصول بسرعة إلى أحدث الأخبار في الفئات المتعلقة بهذه الأخبار وأخبار العالم الأخرى .
  • الأخبار باللغة العربية :
  • من الممكن تلقي الأخبار بذكاء على القنوات الشخصية أو العامة وعرضها على جهات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، Bale  Telegram – Instagram – Facebook – X (Twitter) . يرجى الاتصال لاستلام الروبوت.
  • يدعم :         |       
زر الذهاب إلى الأعلى