رد حزب الله على استراتيجية “الرجل المجنون” للصهاينة
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، حزب الله اللبناني في الثالثة فجراً أطلقت مهر اليوم السبت 85 صاروخا ثم أطلقت 25 صاروخا آخر في الساعة 5:00 صباحا بصواريخ فادي، مستهدفة قاعدة راموت ديفيد ومصنع رافائيل للأسلحة بالقرب من حيفا.
ويعتبر هذا الهجوم من أقوى هجمات المقاومة اللبنانية ضد مواقع النظام الصهيوني خلال معركة الـ 11 شهراً الماضية. وكانت عملية اليوم، إلى جانب عملية “الأربعين” التي تم خلالها إطلاق 100 صاروخ على المواقع الصهيونية، أكبر هجوم صاروخي للمقاومة في هذا الوقت وتحسين أسلحة مقاتلي المقاومة الإسلامية اللبنانية، وعلى عكس ما حدث عملية الأربعين، وبدلا من الصواريخ الخفيفة، تم استخدام صواريخ “فادي” التي يبلغ قطرها 11 بوصة لاستهداف المستوطنات الصهيونية في أطراف مدينة حيفا وقاعدة راموت دافيد الجوية ومصنع الرافال.
كان حزب الله يحاول إبقاء جزء من القوة العسكرية للكيان الصهيوني مشغولاً في الشمال بضربات محكومة منذ بداية عملية طوفان الأقصى لمنع هجوم بري شامل على غزة. كما نفذ النظام الصهيوني هجمات على القرى الحدودية بهدف خلق توازن أمام ضربات السيطرة للمقاومة، ورد عليها لبنان بعملية الأربعين، لتتم مرة أخرى تبادل الضربات بشكل محكم بين الجانبين. وجهان. وأدى اجتماع المجلس الأمني للكيان الصهيوني الأسبوع الماضي إلى قرار قررت تل أبيب خلاله استكمال مهمة الجبهة الشمالية من خلال تصعيد الصراع ومستوى التوتر، ووقعت يومي الثلاثاء والأربعاء عملية اغتيال الشهيد “إبراهيم عقيل” وعدد من مقاتلي وحدة الرضوان، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصاً وجرح 4 آلاف لبناني خلال أسبوع واحد. وكانت الرسالة الواضحة للنظام الصهيوني من هذه الهجمات هي أن حزب الله يواجه معضلة؛ فإما أن تنتهي جبهة دعم حزب الله في غزة وتتوقف المقاومة عن مهاجمة شمال فلسطين للسماح للمستوطنين بالعودة، وإما أن تشتد هجمات النظام دون القواعد السابقة. وقد أجاب خطاب الخميس الماضي على هاتين الطريقتين للصهاينة وأكد أن حزب الله ليس مستعداً للتخلي عن قضية فلسطين ودعم غزة. وقد نقل هذه الرسالة بوضوح إلى تل أبيب بأن السبيل الوحيد لعودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتل هو انتهاء الحرب في غزة، وتحدى نتنياهو في هذا الصدد.
في الواقع، كان الهجوم الذي شنته المقاومة اللبنانية في الصباح الباكر بمثابة رد استراتيجي على الطريقتين اللتين صممهما النظام الصهيوني لإظهار أن حزب الله غير مستعد للتخلي عن استراتيجية التوحيد. المجالات في إطار نظرية “الرجل المجنون”. ومع أن الكيان الصهيوني نجح في البعد التكتيكي بفضل تجربته التاريخية في التخريب والإرهاب، إلا أنه فشل استراتيجياً؛ لأن الاستهداف الخاطئ للعصابة الإجرامية في تل أبيب بهذه الاستراتيجية لن يحقق الأهداف السابقة المتمثلة في إعادة المستوطنين النازحين فحسب، بل مع توسع حزب الله في هجماته الصاروخية إلى المناطق الوسطى، سيبقى على يديه لاجئون جدد وهذا سوف تكثف.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |