هآرتس: إسرائيل حامية عسكرية/الظل الثقيل للحرب الأهلية
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإنه حتى قبل معركة عاصفة الأقصى كانت التحذيرات لقد قيل الكثير عن الحرب الأهلية في فلسطين المحتلة بين الصهاينة، وفي مقال جديد أشارت صحيفة هآرتس العبرية مرة أخرى إلى هذا الخطر الذي يواجه نظام الاحتلال، وأعلنت أنه منذ بداية حرب غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، 2023، الصراعات الأهلية بين الإسرائيليين كانت السبب في اشتداد التوترات السياسية والاجتماعية بعد انتشار الحوادث العسكرية.
بوادر الحرب الأهلية بين الصهاينة
هذا وأضافت وسائل الإعلام الصهيونية: مع استمرار حرب غزة وزيادة التوترات بين مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي، هناك قلق من أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى صراع داخلي وحتى حرب أهلية بين الإسرائيليين أنفسهم. وفي توضيح ذلك لا بد أن نذكر أن الهوية اليهودية المشتركة بين الإسرائيليين تعرضت لفجوات كبيرة بين رأس السنة العبرية الأخيرة والعام الجديد الحالي.
وبحسب هذا المقال، فإن العديد من الإسرائيليين يشعرون بالقلق من ذلك الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة بسبب سياساتها الخاطئة في الحرب ستؤدي في النهاية إلى التمرد وحتى الحرب الأهلية. نحن هنا أمام مجموعتين من الإسرائيليين، مجموعة تسعى إلى تغيير البنية الشاملة للنظام الإسرائيلي، والمجموعة الأخرى ضد هذه القضية. وقد تؤدي الانقسامات والانقسامات في المجتمع الإسرائيلي إلى تصاعد احتمالات الحرب الأهلية، خاصة إذا شعرت فئات معينة أن مجلس الوزراء لا يتعامل مع الاحتجاجات بشكل صحيح أينما يمكن أن يحدث، مثل التمرد المدني، وهو شكل من أشكال التمرد السلمي احتجاج في حدود الديمقراطية ويمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف ضد مجلس الوزراء، وقد لوحظ ذلك في إسرائيل ونرى أن بعض الإسرائيليين دعوا إلى بدء أعمال الشغب هذه.
ذكرت وسائل الإعلام العبرية هذه أن الحرب الأهلية فهي ليست ضد مجلس الوزراء فحسب، بل يمكن أن تحدث بين مختلف شرائح المجتمع، وهناك تساؤل حول ما إذا كانت الحرب على الجبهة الشمالية ستؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ وتأجيل انتخابات 2026؛ وهي قضية تؤدي إلى بداية الاحتجاجات العنيفة.
وأشار كاتب هذه المذكرة إلى الحروب الأهلية في العصر الجديد، مثل الحربين الأهلية الأمريكية والإسبانية، وشدد على أن الفاشية لا تظهر فجأة ولكنها تتطور على مراحل ونحن الآن نشهد التطور التدريجي للفاشية في البنية السياسية والعسكرية لإسرائيل. وتذكروا مشاهد الأعمال الفاشية في أوروبا التي رافقها حرق بيوت المهاجرين، لتعلموا أن الإسرائيليين يفعلون الشيء نفسه، وقد أحرقوا منازل الكثير من العرب؛ دون أن تتخذ السلطات إجراءات لاعتقالهم أو محاكمتهم.
وتحولت إسرائيل إلى حامية عسكرية
وشددت هذه وسائل الإعلام الصهيونية على أن البعض يعتقد أن إسرائيل قد تكرر ذلك أخطاء الفاشية الأوروبية في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. الاستنتاج الواضح الذي يمكن التوصل إليه هو أن إسرائيل تواجه تحديات خطيرة بسبب الحرب المستمرة في غزة وتبعاتها، وهناك مؤشرات على تحول إسرائيل إلى حامية عسكرية؛ بمعنى أن هوية إسرائيل تعتمد على العسكرة والحروب.
وذكر كاتب هذا المقال أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد من الإسرائيليين مواصلة السعي لتحقيق النصر المطلق، على الرغم من الخسائر الفادحة في الحرب. لكن هذا التوجه قد يؤدي إلى فوضى كبيرة وحرب أهلية.
نقل أنشيل بوير، الكاتب والمحلل الصهيوني في صحيفة هآرتس العبرية، عن يديديا شتيرن، رئيس المعهد، في مقال حول هذا الموضوع. وأعلنت “سياسة الأمة اليهودية”: إن إسرائيل اليوم أقرب إلى الحرب الأهلية من أي وقت مضى. وأقرب حتى من اغتيال إسحاق رابين. هذه المجموعة اليمينية المتطرفة التي سيطرت على إسرائيل تشعر أن الآن هي اللحظة الحاسمة لانتصارها أو هزيمتها، وقد وضعت إسرائيل في موقف قد تفقد فيه وجودها. كما أنه لا أفق للخروج من الأزمة، في حين أن نتنياهو وأصدقائه ليس لديهم رغبة في إيجاد حل للخروج من هذا الوضع، وأكد: خطر الحرب الأهلية يهدد إسرائيل الآن بشكل جدي، وأحد الأمور وما يمكن أن يؤدي إلى تعميق هذا الخطر هو ارتباطه بحرب غزة والصراعات مع حزب الله. ولا يمكن مقارنة الانقسام الداخلي في إسرائيل بالاستقطابات الحالية في الدول الديمقراطية الغربية؛ لأنه ليس فقط أن إسرائيل ليست “دولة ديمقراطية”، بل إن البنية السياسية لإسرائيل لا علاقة لها بالدول الديمقراطية، والآن نرى أن ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف وحلفائه يسعون إلى تغيير الطبيعة السياسية لإسرائيل.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |