هل تركيا بلد آمن؟
وبحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، فإن الجميع في تركيا هذه الأيام الحديث عن الأزمة الاقتصادية والتضخم غير المسبوق. التضخم الذي جعل حياة ملايين الأسر في هذا البلد صعبة. لكن ليست الأزمة المالية فقط هي التي جعلت الناس يشعرون بالضجر، بل هناك أسباب أخرى جعلت تركيا لا تبدو دولة آمنة جدًا في نظر المواطنين.
جديد كشف أحدث استطلاع أجراه معهد متروبول (أبحاث متروبول) الموثوق والمستقل عن حقيقة أن مؤشر الإدراك الأمني بين المواطنين الأتراك قد انخفض بشكل ملحوظ.
ما يقرب من 60% من الناس: تركيا غير آمنة
البروفيسور أوزير سنجار، الرئيس التنفيذي لمعهد متروبول للمسح والأبحاث نتائج بحث ميداني مع وسائل الإعلام والرأي العام، والذي سعى إلى قياس مؤشر الإدراك الأمني لدى المواطنين الأتراك.
كتب سنجار ما يلي عن نظرة الشعب التركي للشعور بالأمان: “التصور انخفض المؤشر الأمني، والآن يعتقد 58.5% من المواطنين الأتراك أنهم لا يعيشون في بيئة آمنة. وأظهرت نتائج بحثنا الميداني أن 39.1% فقط من المشاركين ذكروا أن تركيا بلد آمن، كما ذكر 2.4% من المشاركين أنه ليس لديهم رأي معين في هذا الشأن.
يعتقد المحللون السياسيون أن وجهة نظر المواطنين الأتراك فيما يتعلق بتصور الأمن لا تتعلق فقط بالقضايا الاقتصادية والرفاهية، وفي السنوات القليلة الماضية، وقعت أحداث جعلت بعض المدن الكبرى في تركيا غير آمنة إلى حد كبير.
انخفاض معدل إدراك الأمان من 55.2 إلى 39.1%
وأظهر التقرير البحثي لمعهد ميتروبول أنه في مسح ميداني آخر في سبتمبر 2023، بلغت نسبة التصور الأمني 55.2 بالمئة، لكنها انخفضت هذا العام بشكل كبير ووصلت إلى 39.1 بالمئة.
ماذا فهل فقد مواطنو تركيا الإحساس بأمن البلاد إلى هذا الحد؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد من القول: ثلاث حالات مهمة في رد أغلب المواطنين جذبت اهتمام الباحثين:
أ) مشكلة العنف القديمة ضد المرأة في تركيا منذ عدة سنوات، تزايدت في الآونة الأخيرة ارتكاب الجرائم وجرائم القتل والاعتداءات والضرب والتهديدات ضد النساء والفتيات، كعامل مهم للغاية لانعدام الأمن، مما أثار قلق المواطنين.
ب) أدت أنشطة العصابات الإجرامية ومجموعات المافيا المنظمة إلى زيادة المخاوف الأمنية في المجتمع التركي. لأنه، بالإضافة إلى العديد من شبكات المجرمين التي لها تاريخ في تركيا، فإن العديد من أعضاء شبكات المافيا قد قدموا إلى تركيا من دول مثل روسيا ودول منطقة البلقان، وأنشطتهم واسعة النطاق في المدن الكبرى مثل إسطنبول وإزمير وتركيا. لقد لفتت أنطاليا انتباه وسائل الإعلام إلى أنها جذبت نفسها.
ج) الهجوم الشجاع والوقح لبعض المجرمين على ضباط الشرطة في مدن مختلفة واستعراض القوة بإطلاق النار في ساعات المساء هي عوامل أخرى للقلق والشعور بعدم الأمان في هذا البلد
نقطتان مهمتان حول تغيير الوضع. الشعور بعدم الأمان
إحدى أهم نتائج البحث الميداني الذي أجراه معهد متروبول هو أنه في السنوات القليلة الماضية، لم يعرب المواطنون الأتراك عمليًا عن قلقهم حول تحركات وتهديدات جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. لأن الجيش وجهاز استخبارات الأرصاد الجوية جعلوا هذه المجموعة عالقة عمليا خلف حدود تركيا وتفقد إمكانية السفر في المناطق الحضرية والريفية. ونتيجة لذلك فإن المواطنين الأتراك لا يخافون من حزب العمال الكردستاني بقدر ما يخافون من عصابات المافيا.
النقطة الثانية حول التهديدات والشعور بعدم الأمان في تركيا خلال فترة حكم سليمان اتُهم صويلو، وزير الداخلية التركي السابق، والوزير نفسه وبعض المسؤولين في أجهزة الشرطة والأمن، بإقامة علاقات مالية مع زعماء المافيا، ويقال إن صويلو ليس له أي علاقة عمليا بشبكات المافيا. لكن في عهد الوزير الجديد علي يرلي كايا، يتم تنفيذ عشرات العمليات كل شهر لمهاجمة مجموعات المافيا، ورغم ذلك لا يزال بعض المجرمين المشهورين والمؤثرين ينشطون في شبكات سرية.
موقف الحزب والإدراك الأمني
نتائج البحث الميداني أظهر معهد متروبول أن هناك وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الموقف السياسي والمصالح الحزبية للمواطنين ومستوى إدراكهم لانعدام الأمن. وهذه الاختلافات هي كما يلي:
أ) لا يشعر أنصار أردوغان بعدم الأمان على الإطلاق، ويعتقد 61% من ناخبي أردوغان وحزب العدالة والتنمية أن تركيا بلد آمن. /p>
ب) 17.7% فقط من ناخبي حزب الشعب الجمهوري، أهم حزب معارض لأردوغان، يعتبرون تركيا دولة آمنة.
ج) حتى أنصار حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، باعتباره الشريك السياسي الأهم لأردوغان في ائتلاف الرئيس، ليس لديهم ثقة كبيرة في أمن تركيا، ويعتبر 40 بالمئة من أنصار هذا الحزب تركيا. غير آمنة.
د) يعتبر أنصار الحزب القومي الصالح أن تركيا غير آمنة ويشكو 86 بالمائة منهم من انعدام الأمن في البلاد.
نشر التقارير حول التصور الأمني في تركيا مهم لأن هذه القضية ليست مجرد انعكاس داخلي وتأثيرها على قضيتين مهمتين، أي جذب السياح الأجانب وأيضا جذب المستثمرين الأجانب، أمر مهم.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |