عطوان: أي حديث عن حل الدولتين هو إنقاذ إسرائيل والمقاومة الممثل الوحيد للفلسطينيين
أشار محلل عربي بارز إلى أن أي حديث عن عقد مؤتمرات متكررة ومناقشة حل "الدولتين" هو مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني، وأكد أن المقاومة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء هي الممثل الوحيد للسلطة الفلسطينية. شعب هذه الأرض. |
وفقًا لتقرير المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، “عبد الباري في مذكرته الجديدة حول حرب غزة، أشار عطوان، رئيس تحرير صحيفة الرياليوم الإقليمية والمحلل الفلسطيني البارز، وكتب عن المؤامرة الجديدة التي تحاكها الولايات المتحدة والنظام الصهيوني والدول الغربية”. دول صممت ضد الشعب الفلسطيني، وفي أوروبا والدول العربية نتحدث عن حل «الدولتين» لحل القضية الفلسطينية؛ وكأن هذا الحل قد تم اكتشافه للتو ولم يكن موجوداً من قبل!
نحن نتحدث عن حل الدولتين الذي يهدف إلى إنقاذ إسرائيل وإسرائيل. مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني.
وأضاف عطوان أن الحديث عن حل الدولتين لحل القضية الفلسطينية هذه الأيام يأتي في سياق محاولة لإخراج النظام الصهيوني من حالة الانهيار، وذلك أيضاً في إطار حماية مصالح أمريكا والغرب في المنطقة وربما العالم. وفي هذه الأيام، هناك أيضًا طلبات كثيرة لعقد ما يسمى بمؤتمرات “السلام” التي تعيد فيها الدول المختلفة النظر في حل الدولتين لفلسطين. وبغض النظر عن حقيقة أن حل الدولتين للقضية الفلسطينية ظل في طريق مسدود منذ عقود، فإن اللافت للنظر هو أن ما أعاد القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء بعد 30 عاما من الإهمال هو أداء المقاومة.
وتتمة لهذه المذكرة فإن المقاومة الفلسطينية هي التي أحدثت هذا التغيير الكبير في المعادلات السياسية وأعادت فلسطين مرة أخرى إلى مركز اهتمام العالم، ولكن مع ذلك فقد ظلت المقاومة ولم تتم دعوتهم للمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات التي ذكرناها. ونحن نتحدث هنا عن حركة حماس التي لم تتم دعوتها لحضور هذه المؤتمرات. يظهر هذا الموضوع أن هناك مؤامرة جديدة تحاك ضد الشعب الفلسطيني، هدفها سرقة نصر عظيم، يمكن رؤية بوادرها بين أنقاض غزة؛ مثل سرقة انتصار الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى والثانية.
الخلاف الدراماتيكي بين بايدن ونتنياهو هو جزء من المؤامرة الكبرى ضد فلسطين
يواصل عبد الباري عطفان الأخبار حول الاختلافات بين أمريكا والكيان الصهيوني، وفيما يتعلق باستمرار حرب غزة، أشار وشدد على أن هذا الفارق الكبير الذي نراه بين “جو بايدن” الرئيس الأمريكي الصهيوني، و”بنيامين نتنياهو” رئيس الوزراء إن ما يقوم به نظام الاحتلال هو في الواقع جزء كبير من هذه المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني، وهو العمود الفقري لهذه المؤامرة. والحقيقة أن أميركا تريد التظاهر بأنها أحدثت تغييرات في موقفها، وأنها تتفهم آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني. وبايدن الذي أنشأت حكومته جسراً جوياً لتزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث الأسلحة والصواريخ، هو الشريك الرئيسي في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة على يد النظام الصهيوني، والتي بدأت قبل 69 يوماً؛ حيث استشهد حتى اليوم 20 ألف مدني فلسطيني بريء، نصفهم من الأطفال، وأصيب 50 ألف إنسان، وشرد ما لا يقل عن 2 مليون إنسان.
وبحسب هذا المقال فإن بايدن الذي يريد تقديم نفسه على أنه “رسول السلام الجديد”، هو الذي استخدم حق الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل أيام قليلة وقبل أي اتفاق. التدخل الدولي لوقف الحرب، ومنح الكيان الصهيوني أربعة أسابيع إضافية لاستكمال جرائمه في قطاع غزة. كل هذه الحالات كافية لتثبت أنه لا يمكن الثقة في بايدن وكلامه بشأن أي حل سلمي للأزمة.وعاد العالم
هذا المحلل الفلسطيني كذلك وأشار إلى الظروف الميدانية لحرب غزة، وفصائل المقاومة الحاضرة بكل شجاعة في هذه المعركة الكبرى ضد العدو، حيث أظهرت مهاراتها التكتيكية والاستراتيجية غير العادية وفاجأت الأصدقاء والأعداء وحققت انتصارات كبيرة على المعتدين. حيث قُتل وجُرح العشرات من كبار ضباط والقوات الخاصة في الجيش الصهيوني من لواء جولاني خلال الأيام الماضية، كما تم تدمير الدبابات والمدرعات التابعة لهذا الجيش. هؤلاء المقاومون هم رجال لا يوافقون أبداً على عدم الحضور في مؤتمر يناقش مستقبل المقاومة والشعب الفلسطيني. كما أنهم لا يقبلون أية حلول؛ إلا الحلول التي تلبي المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في استعادة كافة أراضي هذه الأرض من البر إلى البحر، فبقدر ما لا يثقون بأمريكا والغرب، فإن فلسطين لا تثق بمعظم الدول العربية والوسطاء. وخاصة الأنظمة التوفيقية المرتبطة سراً أو علناً بالمحتلين؛ لأن هذه الدول العربية أيضاً تنفذ نفس أوامر واشنطن وتل أبيب ولا يمكنها حتى إخفاء استيائها من عدم قدرة نظام الاحتلال على تدمير حركات المقاومة وفشل هذا النظام في السيطرة على قطاع غزة.
بحسب عطوان زعيم حركة حماس الفلسطينية التي حاربت اقتحام الأقصى وأدارته بكفاءة وهزم الجيش الإسرائيلي وأعاد مرة أخرى قضية فلسطين إلى صدارة الأولويات العالمية، نادراً ما غادر غزة إلا عند الضرورة وليس لديه ثقة في أي من الدول العربية ولا يريد أي مساعدة منها. يعيش مقاتلو المقاومة الفلسطينية في أنفاق تحت الأرض ويأكلون نفس الطعام الذي يأكله جميع الفقراء في غزة. يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، لم يستقل طائرة ولم يغادر غزة قط، باستثناء رحلتين إلى القاهرة. الأمة الفلسطينية
وتابع أن أمريكا وحلفائها الأوروبيين والعرب حالوا دون نجاح انتفاضة الشعب الفلسطيني المسلحة عام 2000، وسذاجة قيادة منظمة الحكم الذاتي وعلى رأسها “محمود عباس” “، رئيس هذه المنظمة، أساء إليها وطرح مناقشة حل الدولتين. وشكلوا لجنة رباعية ورسموا خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف ووعدوا بتشكيل حكومة فلسطينية خلال عام. ولكن بعد أن هدأت الانتفاضة تحطمت كل هذه الوعود وأغرقت منظمة الحكم الذاتي نفسها مرة أخرى في مفاوضات لا طائل منها وأصبحت وحدة حماية للمستوطنين الصهاينة وأصبحت أيضاً جهاز التجسس الإسرائيلي لقمع أي انتفاضة جديدة.
صرح رئيس تحرير مجلة راي إليوم أننا، الذين لدغتنا أفاعي الولايات المتحدة السامة عدة مرات بحجة السلام، نشعر بقلق بالغ إزاء مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني تحت عنوان العودة إلى المؤتمرات المتكررة والحديث مرة أخرى عن حل لا جدوى منه، ونحذر الحكومتين اللتين هدفهما إنقاذ نظام الاحتلال من حالة الفوضى الحالية. ونؤكد مرة أخرى أن منظمة الحكم الذاتي في رام الله ورئيسها لا يمثلان الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال؛ بل ممثلو الشعب الفلسطيني هم الذين شاركوا بشجاعة في المعركة ضد العدو ودحروا المعتدين الإسرائيليين وحرروا قطاع غزة من الاحتلال الصهيوني.
وفي نهاية هذه المذكرة جاء في المذكرة أنه إذ تؤكد الغالبية العظمى من الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة على دعم الشعب الفلسطيني وضرورة وقف عدوان النظام الصهيوني في غزة والتصويت لصالح قرار وقف إطلاق النار الفوري في غزة يعني أننا ندخل مرحلة جديدة وهي في الحقيقة مرحلة زوال الهيمنة الأمريكية على العالم وانهيار النظام الصهيوني.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |