القصة الحزينة للمفقودين في غزة؛ والمصير المجهول لـ 15 ألف شخص
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن قضية المفقودين في قطاع غزة منذ مطلع العام الجاري وكانت أشهر الحرب دائماً من الحالات المعقدة التي تفتقر إلى التسهيلات اللازمة للتعامل معها وحتى الآن ظل مصير هذه القضية غير واضح.
مع إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تنتظر آلاف العائلات تحديد مصير أبنائها المفقودين. لأن هناك معلومات متضاربة حول وضع المفقودين ولا يعلم أهاليهم أن هؤلاء الأشخاص استشهدوا وظلوا تحت الأنقاض أو اختطفوا من غزة على يد قوات الاحتلال الصهيوني.
المجمع حالة المفقودين في قطاع غزة
بحسب احصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة فإن عدد المفقودين في هذا القطاع منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها النظام الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر 2023 وصل إلى حوالي 11200 شخص حتى الآن. وبالطبع لا تستطيع وزارة الصحة وحكومة غزة تقدير العدد الدقيق للشهداء والمفقودين بسبب عدم توفر المرافق الكافية وتدمير كافة المعدات في حرب النظام الصهيوني الوحشية على غزة، وبحسب المنظمات الدولية، فالعدد الفعلي للضحايا أعلى بنسبة 40% من الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة بغزة.
لذلك يبدو أن عدد المفقودين، مثل الشهداء، أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه. من قبل وزارة الصحة بغزة. وتشير التقييمات إلى أن العديد من المفقودين استشهدوا وبقيت جثثهم تحت الأنقاض، ونظراً لكثرة الركام وعدم توفر المرافق، لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال جثث هؤلاء من تحت الأنقاض. كما دأب جيش الاحتلال على منع الطواقم الدولية وإدارة الدفاع المدني في غزة من القيام بأعمال رفع الأنقاض وإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين النظام الصهيوني، وذلك لمنع إزالة الأنقاض والحيلولة دون العثور على جثث الشهداء تحت أنقاض المباني المدمرة، واستهداف عمال الإنقاذ وفرق الدفاع المدني بشكل متكرر الذين يحاولون انتشالهم. ووثق جثث الضحايا، وأكد أن إسرائيل منعت دخول أي منشآت، بما في ذلك الوقود لتشغيل السيارات والآليات الثقيلة، إلى قطاع غزة لإزالة الأنقاض. وفي هذا السياق، أعلنت حقوق الشعب الفلسطيني ذلك منذ البداية منذ عدوان النظام الصهيوني على غزة، أصبح نحو 15 ألف شخص في عداد المفقودين في هذا القطاع، ولا توجد مرافق كافية لتقييم عدد المفقودين بدقة. كما أن العديد من الأسر لم تتمكن من الإبلاغ عن إحصائيات مفقوديها، والعديد من الأسر تنتظر انتهاء العدوان وتوضيح مصير المفقودين.
القصة المريرة لعائلات المفقودين في غزة
أحمد جاب الله، مواطن فلسطيني تسكن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتقول: بعد أن أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ عمليات برية في شمال غزة وأصدر أمراً بإخلاء هذه المنطقة، أردنا مغادرة المخيم لكن أختي رفضت بمغادرة المنزل والهروب إلى المناطق الغربية من المدينة. غزة رفضت.
وأضاف: ألححت على أختي بشدة أن تأتي معنا؛ خاصة أنه كان يعاني من أمراض مزمنة وكان ضغط دمه مرتفعا جدا. لكن مهما فعلنا، فهي لم تأتي معنا وتواصلنا مع بعضنا عبر الرسائل النصية حتى منتصف شهر مايو الماضي، ولم يكن هناك أخبار عن أختي، وما زلنا قلقين طوال هذا الوقت. لقد مرت ثمانية أشهر ولا نعرف شيئًا عن مصير أختي ونريد فقط أن نعرف ماذا حدث لها؟ هل استشهد أم أنه حي، وإذا استشهد على الأقل يمكننا دفن جثمانه.
“مصطفى محمود” 32 عاماً، مواطن فلسطيني مهجر من مخيم جباليا في 20 كانون الأول (ديسمبر) 2024، في ظل تكثيف العمليات، فُقد جندي إسرائيلي مؤخراً شمال قطاع غزة. ويقول شقيقه إن مصطفى هرب من مخيم جباليا إلى بيت لاهيا بعد اشتداد القصف الإسرائيلي، ورغم المخاطر الكثيرة التي كانت تهدد هذه المنطقة، إلا أنه بقي في شمال غزة وأصيب بشظية أحد الصواريخ في محيط المخيم. مستشفى كمال عدوان، وقد أصيب.
وقال شقيق هذا المواطن المفقود في غزة: بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على بيت لاهيا، هرب مصطفى مع والده وشقيق زوجته للقاء زوجته. في الغرب. مدينة غزة، وسمعنا أنه تم استهدافهم من قبل طائرة رباعية المروحيات الإسرائيلية. لكن منذ الشهر الماضي لا معلومات لدينا عن مصيرهم.
يقول عبد الله عبد القادر، مواطن آخر من غزة فُقد ابنه أثناء الحرب، إن ما في أكتوبر 2023 من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، تم تهجيرنا إلى مخيم النصيرات ومركز هذا المخيم، وبعد يومين من وصولنا إلى هذا المخيم، غادر ابني الخيمة ولم نسمع عنه منذ ذلك اليوم.
“غسان سعدة، فلسطيني يبلغ من العمر 32 عاماً، مفقود في غزة منذ أكثر من عام، ولا تزال عائلته تنتظر الأخبار. ويقول والد غسان إنه بتاريخ 9 يناير/كانون الثاني 2024، وبعد خروجه من المنزل، ذهب ابني إلى المناطق الغربية لمخيم جباليا، ولم نسمع عنه منذ ذلك التاريخ. بحثنا عن غسان في المستشفيات طويلاً وظننا أنه استشهد أو أصيب. وقد استهدفت الدبابات الإسرائيلية ابني الآخرين، باسل ومؤمن، أثناء قيامهما بالبحث عن غسان في منطقة ديوار التوام شمال غرب مدينة غزة، واستشهدا كلاهما.
والد غسان الذي فقد ولديه ولا يزال أحد أبنائه مفقودا، يقول: نتمنى من الله أن يعوضنا وعلى الأقل أجد غسان.
خلال الأشهر الماضية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم بدأت أهالي المفقودين في قطاع غزة وتقدمت مئات الطلبات للعثور على المفقودين في مناطق مختلفة من هذا القطاع، ويريد أهاليهم على الأقل العثور على أخبار عن الشهداء أو ما إذا كان أبنائهم على قيد الحياة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |