اليوم التالي للحرب على غزة حسب حماس/التأكيد على الوحدة الوطنية
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، أثناء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أسئلة كثيرة تطرح حول اليوم التالي للحرب في هذا القطاع وشكل إدارته أعلن أحد كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن هذه الحركة فكرت في تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة غداة الحرب بموافقة معظم الفصائل الفلسطينية، إلا أن حركة فتح لها موقف سلبي في هذا الشأن. ونحاول إيجاد خيار وطني يتوافق مع المتطلبات الحالية.
معارضة حركة فتح لتشكيل اللجنة الوطنية الفلسطينية لإدارة غزة
“محمود المردوي” أحد قيادات حركة حماس في حديث مع وذكرت الجزيرة: أن حماس لا تزال متمسكة بالأهداف التي تشكلت من أجلها؛ وهذا يعني حرية واستقلال الأمة الفلسطينية وهزيمة وطرد المحتلين من أرضنا. كما أشار هذا القيادي في حماس إلى أهمية عملية طوفان الأقصى التي غيرت شكل الائتلافات السياسية وأولوياتها على المستوى الدولي. وعلى المستوى الإقليمي: قال: إن حماس ستتحرك نحو تضميد جراح شعبنا وتلطيفها، وإعادة بناء النظام السياسي تقوم على توحيد الصف والوحدة على أساس استكمال المشروع الوطني الفلسطيني لإدارة قطاع غزة وسنبحث بالشكل الذي يفتح الأبواب أمام كافة القوى السياسية والاجتماعية في فلسطين حتى نتمكن من تلبية مطالب الشعب الفلسطيني الذي كان موحدا وصابرا وصامدا سواء في الميدان أو في مواجهة المحتلين. ولا شك أن لجنة تشكلت بموجب الاتفاق مع حركة فتح وتم عرضها على الفصائل الفلسطينية الأخرى وقبلت بها جميعاً. وهذه اللجنة حظيت بموافقة الجامعة العربية والدول الإسلامية في قمة الرياض، ويمكنها الرد على تحدي اليوم التالي للحرب. وأوضح المرداوي: أن العدو الصهيوني يدعي الحفاظ على قوة حماس في قطاع غزة سوف يبرر استمرار الحرب؛ ولكننا نسعى للحصول على دعم أكبر عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية لدعم وجهة نظرنا وموقفنا السياسي. لقد شكلنا هذه اللجنة وقدمنا أسماء تتوافق مع المقاييس والمعايير الوطنية الفلسطينية وتسهل تنفيذ هذه الرؤية، ولكن فجأة واجهنا الموقف السلبي لحركة فتح.
حماس تحاول تنفيذها خطة وطنية فلسطينية في غزة
وقال هذا القيادي في حماس: إلا أن العمل السياسي والجماعي يتطلب الصبر؛ وعلى وجه الخصوص، هناك تحديات ومخاطر كبيرة، ونحن مستمرون في النقاش لإيجاد خيار وطني يلبي متطلبات الوقت الحاضر. وكما قلنا مراراً، نريد الوفاق والوفاق الوطني، ولكننا الآن أمام الموقف السلبي لحركة فتح ومنظمات الحكم الذاتي الرافضة لهذه الفكرة.
وقال: وبناء على ذلك فإننا نسير نحو ترسيخ رؤيتنا ونتحرك للوصول إلى فكرة تجمع أكبر عدد من الجماعات والقوى السياسية والاجتماعية الفلسطينية لإدارة قطاع غزة؛ وبما يتناسب مع هذه المرحلة الحساسة. ومن ثم سندخل المرحلة التالية، والتي تتعلق بالاستقرار المستقر في إدارة الشؤون الداخلية في قطاع غزة، ويمكن أن توفر وحدة النظام السياسي والجغرافي لفلسطين وقال محمود المرداوي إنه بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة، ما زالت حماس قادرة على الحفاظ على قدراتها في غزة: حماس لا تزال ملتزمة بالأهداف التي تشكلت من أجلها، وهي الحرية واستقلال الشعب إن فلسطين ملتزمة بتدمير نظام الاحتلال وطرده من أرضنا، والمشاهد التي شهدناها سواء على مستوى صمود واستقرار المقاومين في غزة أو على مستوى المشاهد المتعلقة بالتسليم الصهيوني. الأسرى، كل ذلك يدل على ارتفاع مستوى الدعم الشعبي لحركة حماس ومشروعها الوطني في غزة.
وتابع: أهدافنا ثابتة ولكن أساليب وآليات تحقيق هذه الأهداف قد تتغير بسبب الظروف الإقليمية واعتبارات سياسية داخلية وخارجية. لكن حماس ستقوم بواجبها الوطني تجاه الشعب الفلسطيني على مستوى إعادة بناء غزة وكذلك رفع الروح المعنوية للفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية أو أي مكان آخر. وسواء كانت الحركة تؤيد تشكيل حكومة واحدة لإدارة شؤونها أم لا ويعتمد قطاع غزة على تنظيم الحكم الذاتي الذي تشارك فيه حماس أيضًا. وقال: لا شك أن وحدة فلسطين بأي شكل من الأشكال هي هدف ثمين بالنسبة لحماس ويتم التأكيد عليه في جميع المراحل. لكن منظمات الحكم الذاتي وحركة فتح عارضت الأفكار الوطنية. ولذلك فإننا ندعم أي شكل من أشكال الوحدة السياسية لإدارة شؤون قطاع غزة بهدف إعادة البناء وتضميد جراح شعبنا، وقد أكدنا على ذلك في اللقاء الذي عقد قبل أيام في الدوحة.
وأكد: قمنا بدعوة حركة فتح للمشاركة في مشهد النصر والدفاع عن حقوق الأمة الفلسطينية من خلال توحيد وتوحيد صفوف الفلسطينيين كافة. لكن للأسف رفضت حركة فتح، وبالطبع، رغم كل هذا، تركنا الأبواب مفتوحة ونرد بعقل منفتح على أي اقتراح يسمح بإدارة كاملة ومتكاملة لغزة. ونؤكد على ضرورة وحدة النظام السياسي والجغرافي الفلسطيني لفلسطين، وهذا ضمانة للمشاركة الوطنية للفلسطينيين في إدارة شؤونهم الخاصة. ولذلك، فإننا نتفق مع حكومة الوحدة والتوافق الفلسطينية وفق الدستور الفلسطيني، والتي ستوفر مطالب شعبنا؛ لكن الكرة دائما في ملعب منظمات الحكم الذاتي وحركة فتح.
واضطر الصهاينة إلى قبول وقف إطلاق النار بعد هزيمة أهدافهم
وتحدث محمود المرداوي عن الضمانات الممنوحة لتنفيذ وقف إطلاق النار، فقال: الوسطاء والدول التي تراقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هي الضامنة لتنفيذه. كما أن بنود الاتفاق من النوع الذي يضمن تنفيذه، وقد فحصت حماس هذه البنود بعناية ثم قبلت وقف إطلاق النار. وهذا الاتفاق يوفر مصالح الشعب الفلسطيني ويلبي أيضا مطالب الصهاينة. لأن نظام الاحتلال أراد تحرير أسراه واستخدم كل الأساليب الوحشية لهذا الغرض، لكنه لم ينجح وأدرك أخيرا أنه لا يستطيع إخراج أسراه من غزة إلا باتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح : ولكن مهما حدث، فقد أثبت الشعب الفلسطيني قوته في الوحدة والدفاع عن حقوقه الوطنية. إن عدوان ووحشية النظام الصهيوني لا يحتاج إلى تفسير؛ لأن هذا النظام لم يسلم من أي جريمة وحشية بحق شعبنا خلال كل العقود الماضية التي احتل فيها فلسطين. كما حاول العدو الصهيوني منع المقاومة من تحقيق أهدافها وهي حرية فلسطين واستقلالها، وتحظى بدعم لا محدود من القوى العظمى في العالم، بما فيها الولايات المتحدة، التي أنفقت 67 مليار دولار لدعم هذا النظام. وفي 15 شهراً فقط من الحرب الوحشية على غزة.
وفي النهاية قال هذا القيادي في حماس: لكن الشعب الفلسطيني والمقاومة أثبتا صمودهما وأظهرا أن وطنهما لن يتحرر إلا بالكفاح والتضحية. . وكل الدماء الطاهرة التي سالت وهذه التضحيات الجسام لن يكون لها نتيجة إلا الحرية والاستقلال بحول الله.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |