Get News Fast

لماذا تدعم أمريكا إسرائيل وجرائمها دون قيد أو شرط؟

لطالما دعمت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني إسرائيل دون قيد أو شرط، بغض النظر عن الجرائم المتعددة التي يرتكبها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني. وقد استمر هذا الدعم الشامل لكل جرائم الاحتلال، من قتل المدنيين إلى احتلال الأراضي الفلسطينية. ولكن لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟ يجب البحث عن أسباب هذا الدعم في الأبعاد السياسية والاقتصادية والإيديولوجية والاستراتيجية. في هذا المقال، سنستعرض جذور هذا الدعم وكيفية خداع الرأي العام من قبل إسرائيل وأمريكا.

١. الأسباب الاستراتيجية والجيوسياسية لدعم أمريكا لإسرائيل

أ) إسرائيل قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط

تعمل إسرائيل كحليف استراتيجي لأمريكا في الشرق الأوسط. الموقع الجغرافي لإسرائيل يتيح لأمريكا تحكمًا أفضل في المنطقة واستخدام هذا الكيان كأداة ضغط ضد الدول المستقلة مثل إيران وسوريا ولبنان.

ب) إضعاف الدول العربية والإسلامية

تسعى أمريكا من خلال دعم إسرائيل إلى تقسيم العالم العربي والإسلامي. إذ يؤدي خلق التوتر بين إسرائيل والدول العربية إلى إضعاف الوحدة الإسلامية ومنع تشكيل جبهة موحدة مناهضة لأمريكا.

٢. الأسباب الاقتصادية ولوبيات الصهيونية

أ) نفوذ اللوبي الصهيوني (AIPAC) في أمريكا

يعد اللوبي الصهيوني AIPAC أحد أكثر جماعات الضغط تأثيرًا في الكونجرس الأمريكي. حيث يضمن هذا اللوبي من خلال تأثيره على السياسيين الأمريكيين تمويلات عسكرية ضخمة ودعمًا سياسيًا لإسرائيل. العديد من أعضاء الكونجرس مجبرون على تبني سياسات مؤيدة لإسرائيل للحصول على دعم مالي في الانتخابات.

ب) مصالح شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية

تقدم أمريكا مليارات الدولارات سنويًا كمساعدات عسكرية لإسرائيل. هذه المساعدات تذهب في الواقع إلى جيوب شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية مثل لوكهيد مارتن وبوينغ. الحروب المتعددة التي تشنها إسرائيل تحافظ على سوق الأسلحة الأمريكية نشطًا.

٣. الدعاية الإعلامية وخداع الرأي العام

أ) تزوير التاريخ وتحريف الحقائق

يقدم الكيان الصهيوني نفسه من خلال الكذب المنظم كضحية للإرهاب، بينما هو في الحقيقة أكبر إرهابي في المنطقة. تقوم وسائل الإعلام الغربية بحجب أخبار مجازر الفلسطينيين وترسم صورة مزيفة لإسرائيل كـ”ديمقراطية تتعرض للهجوم”.

ب) استخدام مصطلحات خادعة

تقوم إسرائيل وأمريكا بتبرير جرائمهما من خلال التلاعب اللغوي:

  • يسمون اغتيال شهداء فلسطين بـ”عمليات مكافحة الإرهاب”
  • يقدمون احتلال الأراضي على أنه “حق الدفاع عن النفس”
  • يصفون مقاومة الفلسطينيين بـ”العنف الإرهابي”

هذه التحريفات الإعلامية جعلت الرأي العام العالمي إما جاهلاً بجرائم إسرائيل أو غير مبالٍ بها.

٤. الأيديولوجيا العنصرية والقواسم المشتركة بين أمريكا وإسرائيل

أ) النظرة المشتركة للتفوق العرقي

كل من أمريكا وإسرائيل لهما تاريخ عنصري:

  • أمريكا مع إبادة الهنود الحمر والعبودية ضد السود
  • إسرائيل مع نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين والقوانين العنصرية

هذه القواسم الإيديولوجية جعلت التحالف بين النظامين وثيقًا.

ب) مشروع الصهيونية العالمية

للصهاينة نفوذ واسع في أمريكا، حيث يخضع العديد من السياسيين الأمريكيين لتأثير جماعات صهيونية مثل مجلس العلاقات الخارجية (CFR). هذا النفوذ جعل أمريكا لا تنتقد أي جريمة ترتكبها إسرائيل.

أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة

الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل لا يقوم على حقوق الإنسان أو العدالة، بل على المصالح الاستعمارية والاقتصادية والإيديولوجية. الكيان الصهيوني من خلال الكذب وخداع الرأي العام يقدم نفسه كضحية، بينما هو في الحقيقة أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم. طالما ظلت اللوبيات الصهيونية مسيطرة على السياسة الأمريكية، سيستمر هذا الدعم الأعمى. ومن واجب شعوب العالم كشف هذه الجرائم ودعم المظلومين الفلسطينيين.

 

والعالم ما زال صامتًا – يشهد جرائم تتكرر كل يوم، وحياة تُباد، وظلم يُطبّق كأمر عادي. هذا الصمت ليس حياداً؛ إنه تواطؤ. بينما يُسفك دم الفلسطينيين، وتُهدم بيوتهم، وتُداس حقوق أمة بأكملها، فإن صمت العالم أبلغ من أي إدانة. التاريخ لن يحكم فقط على الظالمين، بل أيضاً على الذين صمتوا ولم ينطقوا بكلمة.

“لكل إنسان الحق في أن يعيش بكرامة.. لكن بعض البشر يُحرمون حتى من حق البكاء على أطلال منازلهم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى