ما قصة نشر الحوار المثير للجدل بين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي
انتشار ملف صوتي جدلي بين «جمال عبدالناصر» و«معمر القذافي»، سابقاً في مصر وليبيا بشأن فلسطين وموقف الدول العربية في هذا الصدد، وأثار ردود فعل مستخدمين العرب.
وفقاً لتقرير وكالة أنباء مهر، تم نشر ملف صوتي لمحادثة بين «جمال عبدالناصر»، الرئيس السابق لمصر، والرئيس المخلوع لليبيا «معمر القذافي» الذي أطيح به قبل 42 عاماً، حيث أصبح محور اهتمام وسائل الإعلام والمستخدمين في العالم العربي.
الملف الصوتي المذكور يعود إلى شهرين قبل وفاة عبدالناصر في أغسطس 1970.
الرئيس الراحل لمصر، الذي يُعتبر أحد أبرز الوجوه المناهضة للصهيونية والمعادية للإمبريالية، انتقد في هذا الملف الطويل بعض قادة الدول العربية لفهمهم القضية الفلسطينية وحربهم مع النظام الصهيوني. كما أشار إلى أن بعض الدول العربية والفصائل الفلسطينية لا تدعم عملياً تحرير فلسطين رغم دعواتها للتحرير.
عبدالناصر أكد في هذه المحادثة…
افتتگو بر راهکار مسالمتآمیز برای پایان دادن به مناقشه فلسطین و رژیم صهیونیستی تأکید دارد و میگوید بقای این رژیم به دلیل حمایتهای آمریکا است و این واشنگتن است که میتواند به این رژیم فشار بیاورد.
دومین رئیس جمهور مصر در این فایل به صراحت از کشورهایی مانند عراق، سوریه، الجزایر و یمن جنوبی انتقاد میکند و میگوید: «مصر آماده است در صورتی که این کشورها بخواهند با اسرائیل بجنگند، از آنها حمایت مالی کند».
جمال عبدالناصر از گفتار انقلابی برخی کشورهای عربی مانند عراق والجزایر و گروههای فلسطینی ابراز ناامیدی کرد و گفت که دعوت آنها برای آزادسازی فلسطین «من النهر الی البحر» (از رود تا دریا) ممکن است به از دست دادن کامل «کرانه باختری»، «بیتالمقدس» و حتی «غزه» منجر شود.
او گفت: «معنای حرفهایی که امروز عراقیها میگویند این است که ما کرانه باختری، بیت المقدس وغزه را به یهودی ها میدهیم وظرف یک یا دو سال همه مناطق یهودینشین میشوند دیگر باز نمیگردند.»يشير عبد الناصر إلى التفوق العسكري للنظام الصهيوني الذي يتمتع بدعم مالي وتسليحي من الولايات المتحدة، قائلاً: “إن إسرائيل أنفقت وحدها في صفقة تسليح واحدة 400 مليون جنيه (العملة المصرية) لشراء أسلحة، في حين أن ميزانية القوات المسلحة العراقية تبلغ فقط 70 مليون جنيه.”
وتساءل متشككاً: “كيف يريدون التحرير؟”
وأكد قائلاً: ”الحل السلمي هو الخيار الأكثر واقعية، ولكنه يتطلب ضغوطاً دولية على إسرائيل عبر الولايات المتحدة الأمريكية.”
وقال: “الحل السلمي بعيد المنال، أي يجب أن يكون هناك موقف دولي جاد، وليس مجرد قوتنا وحدنا. موقف دولي جاد يجبر أمريكا على ممارسة الضغط على إسرائيل.”
نُشر هذا الملف الصوتي بعد أيام من حديث رئيس الولايات المتحدة عن ضرورة مجانية القنوات المائية في بنما والسويس لمرور السفن الأمريكية، ولا يُعرف الهدف من النشر.
لكن عبدالناصر في هذا الحوار ربط أي عبور للصهاينة عبر قناة السويس بتحقيق حقوق الفلسطينيين.
بحسب تقرير “رأي اليوم”، قال “فوزي العشماوي”، المستشار السابق لوزير الخارجية المصري، إن الكشف عن هذا الملف الصوتي يمثل دليلاً جديداً على الكارثة المزدوجة للعرب؛ من جهة، يكشف عن الهوة العميقة بين الشعارات والادعاءات العلنية لهم وبين الحقائق والحسابات التي تُناقش خلف الأبواب المغلقة في القصور والغرف الخاصة. ومن جهة أخرى، يعكس استمرار الفجوة الهائلة والمزمنة في موازين القوى مع الكيان الصهيوني باعتباره حربة الغرب المغروسة في المنطقة.
وأكد أنه إذا طبقنا نص وروح تسريب هذا الملف الصوتي على الوضع الراهن، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، فمن حقنا تماماً أن نغضب – مثل عبدالناصر - من تردد الدول العربية في تقديم الدعم لهذه القضية واكتفائها بالانتقاد والمنافسات السياسية.
ويتابع العشماوي…
وأضاف مدعياً: “لدينا أيضًا كل الحق في انتقاد المقاومة لتنفيذها هجوماً خطيراً دون حساب دقيق لموازين القوى والعواقب والتبعات.يمكن القول دون مبالغة إنه لا يوجد أي من الكشفيات في السنوات الأخيرة بمثابة وثيقة براءة لأي نظام أو قيادة أو حقبة تاريخية، بل جميعها تمثل حكماً إدانة للجميع. رغم أن هذه الكشفيات تلقي بعض الضوء على الجوانب المظلمة من تاريخنا المعاصر، إلا أن هذا الضوء للأسف ليس كافياً أو منتظماً ليصبح رؤية مستنيرة أو رواية تاريخية محايدة. في النهاية، هذه الكشفيات مدروسة ومتحيزة، وبحسب قوله، فهي لا تبحث عن المصالح الوطنية ولا عن الحقيقة.”