قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

مئة يوم عاصف كيف مرت سياسة ترامب الداخلية والخارجية خلال هذه الفترة

في المائة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية، شهدت الولايات المتحدة تطهيرًا إداريًا واسعًا، وقرارات معادية للهجرة، وأزمات اقتصادية ناجمة​ عن ​التعريفات الجمركية، بالإضافة إلى تحركات متنوعة في مجال السياسة الخارجية من أوروبا وحتى إيران.

وكالة مهر للأنباء، قسم الأخبار الدولية، حسن شكوهي نسب: مع حلول يوم 29 أبريل 2025 ‍(9 أرديبهشت 1404)، دخلت الإدارة الثانية لدونالد ترامب يومها المائة؛ وهي فترة شهدت ⁣تغييرات واسعة ‌وإجراءات سريعة في⁣ المجالين الداخلي‍ والخارجي.

على الصعيد الداخلي، اتبع ترامب نهجًا سلطويًا حيث قام بتطهير شامل للجهاز الإداري الفيدرالي، وتشديد سياسات الهجرة، وتنفيذ برامج اقتصادية مثيرة للجدل مما أدخل الاقتصاد المحلي⁣ في مرحلة⁤ مضطربة.

وفي مجال السياسة الخارجية، حافظ على شعار “أمريكا أولاً”، حيث زاد الضغط ⁣على الصين وبدأ مفاوضات غير مباشرة مع إيران وربط المساعدات العسكرية لأوكرانيا بشروط ⁢كما أطلق مشاريع طموحة

لقد خطط لبناء إمبراطورية وتوسيع النفوذ الأمريكي في نصف الكرة‌ الغربي.

أبعاد السياسة الداخلية لترامب في أول 100 يوم

أهم القضايا المتعلقة بالسياسة الداخلية لترامب خلال المائة يوم الأولى⁣ من حكمه تشمل: التطهير الواسع للموظفين الفيدراليين، تشديد سياسات ⁤الهجرة، والأزمة المالية والمعيشية.

1. التطهير الواسع للموظفين⁢ الفيدراليين‍ وشرط الولاء

في واحدة من أكثر الإجراءات إثارة للجدل خلال المائة يوم الأولى،‍ نفذ دونالد ترامب برنامجًا للتطهير العميق في جهاز الحكومة الفيدرالية. باستخدام ⁤أمر تنفيذي جديد،​ أنشأ تصنيفًا ⁤وظيفيًا جديدًا يمنح الرئيس سلطة فصل أو استبدال ‍الموظفين الفيدراليين الذين يشغلون مناصب إدارية​ وتنظيمية ولا‍ يتماشون مع سياسات الحكومة بسهولة.

أدى هذا الإجراء إلى فصل أو إقصاء آلاف​ الموظفين في مؤسسات مثل وزارة ⁢العدل ووزارة الخارجية ووزارة التعليم…حتى وصل الأمر إلى ​الوكالات الأمنية. وأكدت‌ الحكومة أن بقاء الموظفين في المناصب الرئيسية سيكون من الآن فصاعدًا مشروطًا بالتزامهم بولاء لبرامج الرئيس، وليس فقط ⁢بخبراتهم⁣ أو كفاءتهم المهنية.⁤ كان ⁢على⁣ الموظفين الراغبين في البقاء في المناصب الحساسة‍ أن يعلنوا رسميًا دعمهم لتوجهات السياسة الحكومية.

٢. تشديد سياسات ​الهجرة⁤ وإجراءات غير مسبوقة على الحدود

في بداية الفترة الثانية، جعل ترامب الهجرة ⁣مرة أخرى أحد المحاور الرئيسية لسياسته الداخلية. فأعاد فورًا إحياء مشروع بناء ​الجدار الحدودي‍ مع المكسيك بتمويل أكبر، ووعد بأنه ⁤هذه المرة سيُنجز المشروع “بدون أي تنازلات”. ‍تم تعيين عدة آلاف من عناصر أمن الحدود الجدد،⁢ ونُشرت تكنولوجيات مراقبة مثل الطائرات بدون طيار والكاميرات الحرارية على ⁣طول الحدود. ‌

في⁢ الوقت نفسه، أصبحت سياسات اللجوء أكثر تقييدًا بشكل حاد.أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا يتطلب من طالبي اللجوءظل المتقدمون بطلبات اللجوء ينتظرون الرد لثلاثة أشهر، وتأخرت عملية قبولهم في الولايات المتحدة فعليًا لأشهر أو سنوات. العديد من ‍طالبي اللجوء الذين كانوا يحق لهم سابقًا الدخول إلى الولايات المتحدة، أصبحوا الآن عالقين ​في دول حدودية مثل المكسيك أو غواتيمالا. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت القدرة السنوية على استقبال اللاجئين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.

3. ظل الحرب التجارية يخيم على الاقتصاد والأسواق المالية⁢ الأمريكية

في بداية الفترة الثانية، أطلق ترامب موجة من التفاؤل الاقتصادي بإعلانه عن ​تخفيضات ضريبية‍ جديدة وسياسات تشجع الإنتاج المحلي. أدى خفض ضرائب الشركات وتسهيل لوائح الأعمال ومنح ⁤امتيازات خاصة للصناعات التحويلية إلى ارتفاع معدلات التوظيف في القطاعات الصناعية وقفز مؤشر البورصة مؤقتًا.

لكن‍ بالتزامن مع هذه السياسات، فرض ترامب تعريفات جمركية ثقيلة على واردات السلع من نحو 70 دولة ⁢حول العالم بما ⁢فيها الصين والمكسيك وكندا وحتى بعض الشركاء الأوروبيين. هذه التع…الرسوم الجمركية التي كان من المفترض أن تدعم الصناعات المحلية، سرعان⁤ ما⁣ تسببت في زيادة تكلفة استيراد ⁢المواد الخام للمصانع الأمريكية. تأثرت صناعات السيارات ​والزراعة والإلكترونيات بشكل خاص بهذه السياسة، وواجهت ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج وانخفاضًا في القدرة التنافسية.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى امتدت هذه الضغوط⁣ إلى الاقتصاد الأمريكي الأوسع. بدأت⁣ أسعار السلع الاستهلاكية في الارتفاع، وتجاوز التضخم التوقعات. فقد المزارعون أسواقهم التصديرية بسبب رد الصين بفرض رسوم جمركية مضادة، مما أدى إلى موجة من الإفلاسات في بعض المناطق الريفية. كما تصاعد استياء الشركات الكبرى والنقابات التجارية من هذه‌ السياسات، حيث حذر العديد من المؤسسات الاقتصادية من أن الرسوم الجمركية تعمل عمليًا‌ كضريبة خفية على المستهلكين الأمريكيين.

وفيما يتعلق بالأسواق المالية، سجل ترامب أرقامًا قياسية باسمه.⁤ حصل على لقب أسوأ…

أضاف ترامب سقوطًا بنسبة ⁣7.9% في مؤشر ‍”إس آند بي 500″ خلال أول 100 يوم من رئاسته إلى قائمة سجلاته السلبية​ في البيت الأبيض، وهو الأسوأ منذ سبعينيات القرن ⁤الماضي. انخفض المؤشر -‍ الذي يُعد أحد ⁣أفضل مقاييس الصحة العامة⁤ لسوق الأسهم الأمريكية – من ⁣يوم تنصيب ترامب في 20 يناير حتى الأيام القليلة المتبقية قبل اليوم المائة لرئاسته. هذا الأداء يتفوق فقط على ريتشارد نيكسون الذي شهد انخفاضًا بنسبة 9.9% في المؤشر خلال أول 100 يوم من ولايته الرئاسية الثانية ‌عام 1973.

[img src=”https://media.mehrnews.com/d/2025/04/26/3/5476156.jpg”]

5 محاور لسياسة ترامب⁢ الخارجية في أول⁤ 100 يوم

تشمل أبرز القضايا‍ المتعلقة بسياسة ترامب الخارجية خلال المائة يوم ⁤الأولى من حكمه: تقليل الدعم لأوكرانيا، والمفاوضات مع‍ إيران، والحرب التجارية ⁢مع الصين، ومحاولة تشكيل إمبراطورية عبر ضم بنما-كندا-جرينلاند⁢ وغيرها.

1. الضغط على أوكرانيا والمفاوضات مع⁢ روسيا لاستئناف العلاقات

خلال المئة يوم الأولى من إدارته، ضغط دونالد ترامب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول وقف إطلاق النار. في⁤ واحدة من أكثر الخطوات إثارة للجدل، أعلن ترامب رسميًا أن الولايات‌ المتحدة ستعلق المساعدات ​العسكرية والمالية لأوكرانيا ما​ لم تتحمل الاتحاد ⁢الأوروبي حصة أكبر من عبء دعم أوكرانيا.يعتقد ترامب أن الولايات المتحدة تورطت بشكل مفرط في‌ حرب لا تُظهر ⁤”مصالح⁣ مباشرة للأمن القومي الأمريكي”. أدت ⁤هذه السياسة إلى ارتباك استراتيجي‌ في كييف وزيادة ⁣الضغط على الاتحاد الأوروبي لرفع تكاليف الحرب. في الوقت نفسه، سعى ترامب لتوقيع اتفاق حول موارد ومناجم أوكرانيا بقيمة 500 مليار دولار.

2.ثلاث​ جولات ​من المفاوضات غير المباشرة‌ مع إيران

خلال المئة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية، وعلى عكس ⁤المواقف المتشددة الأولية…المفاوضات غير الرسمية بين أمريكا وإيران تبدأ

عُقدت ⁤ثلاث‌ جولات من المفاوضات السرية في مسقط وروما، ركزت بشكل رئيسي على رفع العقوبات الظالمة ضد إيران ⁣والملف النووي. ⁣جرت هذه المفاوضات تحت إشراف فرق⁤ من وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخارجية الإيرانية، وبوساطة عُمان. وفقًا للمواقف المعلنة للدبلوماسيين، كانت المحادثات⁤ إيجابية وبناءة.

ومن المقرر أن تبدأ الجولة ⁢الرابعة من ‌المفاوضات يوم السبت المقبل في مسقط. نظرًا لحساسيتها العالية، يحاول مسؤولو الطرفين منع تسرب أي تفاصيل إلى وسائل الإعلام. ومع ذلك، فإن الأجواء الإيجابية السائدة في المفاوضات عززت الآمال في التوصل إلى اتفاق.٣. ‌تراجع ترامب عن الحرب التجارية باستثناء الصين

في مجال التجارة العالمية، أعلن ترامب قرارًا مفاجئًا بالتراجع عن معظم التعريفات‍ الجمركية التي فرضها سابقًا على السلع غير الصينية خلال فترة ٩٠ يومًا، وذلك بعد ملاحظة ⁤التداعيات الاقتصادية الداخلية للتعريفات المرتفعة.(مثل أوروبا، كندا، المكسيك ⁤وكوريا الجنوبية)، سيتم إلغاؤها. اتُخذ هذا القرار بهدف تثبيت ⁣الأسواق المحلية، ومنع الركود⁣ التضخمي، واستعادة العلاقات الاقتصادية المُضعَفة. ومع ذلك، زادت التعريفات الجمركية ضد الصين بشكل حاد (بنسبة 145%)؛ وهو إجراء أدى إلى مواجهة مع بكين وفرض تعريفات بنسبة 125% على البضائع الأمريكية.

4. علاقات متدهورة مع‍ حلف الناتو والاتحاد الأوروبي

انتقد ترامب خلال أول⁤ 100 يوم له مجددًا الإنفاق العسكري لحلف الناتو، وهَدَّد بتقليل الوجود العسكري⁢ الأمريكي ​في أوروبا إذا لم ترفع الدول الأعضاء ميزانياتها الدفاعية إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي. كما أدى⁣ إلى تبريد العلاقات ⁣مع الاتحاد الأوروبي واتهم مسؤولي​ بروكسل بـ”الاستغلال الاقتصادي لأمريكا”. أدت هذه المواقف إلى فجوات جديدة في العلاقات عبر الأطلسي، حيث⁢ بدأ بعض القادة الأوروبيين مناقشة “الاستقلال الاستراتيجي” بشكل أكبر عن أمريكا. في هذا السياق يوم الثلاثاء الماضي…بمعنى يوم واحد قبل مرور 100 يوم على إدارة ترامب، وعد “فرانك فالتر شتاينماير” رئيس ألمانيا خلال كلمة له في مقر الناتو بأن تصبح برلين محور الدفاع الرئيسي لأوروبا من خلال ⁤تعزيز قدراتها العسكرية والبنية التحتية.

5.حلم تشكيل إمبراطورية بضم بنما-كندا-جرينلاند

في واحدة من أكثر خطط السياسة الخارجية طموحًا خلال المئة يوم الأولى، أطلق ترامب مشروعًا يهدف إلى ضم كندا وجرينلاند وبنما تدريجيًا إلى دائرة النفوذ السياسي والاقتصادي⁤ المباشر للولايات المتحدة.صرح ترامب في خطاباته الرسمية والمجالس الداخلية أن هذه الدول تعتبر من “المصالح الحيوية الوطنية لأمريكا” نظرًا لمواردها الطبيعية ​وموقعها الجيوسياسي وإمكانياتها الاقتصادية.

وفي هذا الإطار، بدأت‍ مفاوضات سرية مع بعض⁢ الشخصيات الاقتصادية والسياسية في⁢ كندا للسيطرة على مشاريع⁣ النفط والتعدين⁢ الضخمة تحت السيطرة ⁣الأمريكية، ومن خلال روابط مالية وعسكرية عميقة، ‍تمهيدًا لـ “اتحاد⁣ دائم” بين البلدين.يجب توفير ​الاحتياجات. في الوقت نفسه، بُذلت ​جهود في غرينلاند لشراء أو تأجير أجزاء​ كبيرة من الأراضي القطبية على المدى الطويل حتى تتمكن الولايات المتحدة من الوصول إلى الموارد المعدنية والطرق البحرية المستقبلية في المحيط المتجمد الشمالي.

كما استهدفت بنما خلال هذه الفترة كحلقة جنوبية لهذه الإمبراطورية؛ حيث قدمت أمريكا مشاريع بنية تحتية ضخمة حول قناة بنما، وفي المقابل طالبت بامتيازات اقتصادية وعسكرية كبيرة. وأكد ترامب أن قناة بنما يجب أن تبقى “تحت السيطرة الفعالة للولايات المتحدة”، وأن يتم قطع نفوذ القوى الأخرى في المنطقة تمامًا. رغم الردود السلبية الأولية من كندا ‍ والدنمارك وبعض الجماعات الداخلية⁣ في‍ بنما، قدم ترامب مشروع “الإمبراطورية الاقتصادية الشمالية” ليس كاحتلال عسكري، بل كـ”اندماج طوعي في كتلة اقتصادية-سياسية أكبر”، على الرغم من ​أن المراقبين الدوليين يرون ⁤هذا‍ النهج مجرد عملية ضم تدريجي ومفروض.

[img src=”۱۰۰ روز طو”]فاني؛ كيف كانت⁤ السياسة الداخلية والخارجية لترامب‍ خلال هذه الفترة؟ ⁣ [img src=”https://media.mehrnews.com/d/2019/08/19/3/3211507.jpg”]

ختام الكلام

تصوَّرت استطلاعات الرأي أداء ترامب خلال مائة يوم بشكل سلبي للغاية، حيث أظهرت انخفاضاً كبيراً​ في شعبيته. وكشف استطلاع أجرته‍ شبكة “سي إن إن” الأمريكية قبل أيام أن شعبية ترامب قبيل اليوم المائة من‌ عودته إلى السلطة وصلت ‍إلى أدنى مستوياتها، وهي أقل من أي رئيس أمريكي آخر ⁤على‍ الأقل في العقود السبعة الماضية.

وكتبت صحيفة “الغارديان” يوم الاثنين الماضي في مقال ⁤لها: “أثبت دونالد ترامب ⁤خلال أول مائة يوم من عودته​ إلى ⁤السلطة جيدًا أن فترة ⁤رئاسته الثانية ستكون بلا شك⁣ الأسوأ في تاريخ‍ أمريكا.”

وركزت⁣ الصحيفة على أن “أسوأ وأخطر ‍جزء من أجندة ترامب هو حربه ضد الديمقراطية والدستور”، مشيرةً إلى ⁣إجراءات الرئيس الأمريكي بما في ذلك “تمرده على…”أشار إلى “إقالة القضاة، وطرد الأفراد دون اتباع الإجراءات القانونية، وترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة، ومطالبته باستجواب القضاة الذين يصدرون أحكامًا‍ ضده، ⁢والعفو عن مئات من⁣ مجرمي السادس من يناير [مهاجمي مبنى الكونجرس الأمريكي]، وإضعاف ‍المؤسسات الفيدرالية، وطرد آلاف الموظفين الفيدراليين بشكل غير قانوني،⁣ ومنع الكتب ‌في المكتبات العسكرية”.

قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى