حكومة الأمان ضد الإخوانيات سبب منع نشاط الإخوان المسلمين في الأردن
أعلن مازن عبد الله هلال الفراية، وزير الداخلية الأردني، رسميًا أن نشاط جماعة الإخوان المسلمين في البلاد غير قانوني ومن الآن فصاعدًا يُحظر التعاون مع هذه الجماعة.
وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: لكل دخول لجماعة الإخوان المسلمين في دول منطقة غرب آسيا سجل تاريخي فريد. في الأردن، وجدت جماعة الإخوان المسلمين عام 1945 تجليًا خاصًا بهدف التعامل مع قضية الحرية. كان أحد أهم توجهات هذه الجماعة هو المعارضة العلنية لاتفاقية كامب ديفيد عام 1979. بعد تلك الأحداث، مرت جماعة الإخوان المسلمين بتقلبات كثيرة في الأردن، وقد أعلنت الحكومة الحالية في عمّان مؤخرًا حظر نشاط هذه الجماعة بشكل كامل.
بحسب معظم المحللين، فإن سبب إعلان الحظر هو منع أنشطة التيارات المتطرفة في الأردن.تخشى السلطات الأردنية من نشاط القوى الإسلامية نظرًا لجوارها مع فلسطين المحتلة وسوريا. وبالتالي، فإن وقف نشاط الإخوان المسلمين في الظروف الحالية وبالنظر إلى التغيرات الواسعة النطاق في دول المنطقة يحظى بأهمية خاصة من وجهة نظر صانعي القرار الأردنيين.
سيف الحظر على النشاط القانوني
مع الإعلان الرسمي لمازن عبد الله هلال الفراية، وزير الداخلية الأردني، أصبح نشاط جماعة الإخوان المسلمين غير قانوني ويُحظر التعاون معها من الآن فصاعدًا. بعد نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام، تم تحذير الأحزاب الأخرى بأنه سيتم التعامل معها أيضًا إذا تعاونت مع التيار الإخواني. وفي المقابل شهدنا ردود أفعال داخل الحدود وخارجها بعد نشر هذا الخبر. داخل النظام السياسي للأردن قررت بعض المجموعات قطع علاقاتها بالإخوان المسلمين لضمان بقائها؛ لكن يجب فهم أن إعلان الحظر وحده لا يُعتبر نتيجة إيجابية لأن عمر التيار السياسي للإخوان طويل ولأن العديد من المجموعات والأفراد ارتبطوا به ارتباطاً وثيقاً.
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالأردن استطاع التيار الإسلاموي الفوز بثلث أصوات الناخبين؛ لذا فإن حظره تماماً قد يواجه مقاومة شعبية محتملة! أما على المستوى الاقليميّ فقد اتخذت دولٌ مثل السعوديّة والإمارات -التي لها سجلٌّ ضدّ هذا التيار- موقفاً داعماً للقرار بينما انتقدته تركيا وقطر رغم حرصهما علي العلاقاتِ الحكوميّةِ… وهكذا يواجه صنّاعُ القرارِ تقلباتٍ محليّةٍ وإقليميّةٍ جراء قرارهم!
وقبلَ إعلانِ خبرِ المنعِ أدَّتْ تأثيراتُ أحداثٍ داخليّةٍ وخارجيّةٍ إلي اتخاذ هذا القرار التاريخيّ… حيث خشِيَ كثيرون داخل النظام الحكوميّ مِن انتشار الأفكار الإسلامويّة المعادية لإسرائيل وأمريكا بين العامة! كما أن التطورات الأخيرة حول الدول ذات النفوذ “الإسلاموي” جعلَت الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة للأدرنان…
خلاصة الكلام
التيارات السائدة بمنطقة غرب آسيا -والتي تتمتع بتاريخ طويل وتأثير مشابه بالدول المجاورة- لها جذورٌ أعمق مما يمكن وقفه بمجرد حظر! فقد اكتسب “الإسلامويون” نفوذاً واسعاً منذ بداياتهم الساعية وراء الأفكار الدينيّة… لذا فإن أي قرار يتعلق بهم سيُحدث ردود فعل أولاً داخل المجتمع المستهدف ثم خارج حدوده أيضاً! كما يستغلُّ صناعُ السياسة مختلفَ التحالفات والأحزاب بالمنطقة وفق مستجدات المرحلة…
يبقي السؤال: كم ستستطيع حكومة عمَّان الصمود أمام قرارها؟ وما مدى تأييد أو مقاومة المؤيدين والمعارضين اقليمياً؟ الأمر الذي سيحدد مستقبل “الإسلاموين” هناك…