التحديات الأساسية أمام لبنان من دون سلاح حزب الله ضعف حكومة بيروت
حكومة لبنان نَسِيَت الحقائق التاريخية للبلاد في مواجهة التهديدات الصهيونية من خلال طرحها لنزع سلاح المقاومة، ويبدو أنها غير مدركة لعُمق ضعف الإمكانيات العسكرية للجيش.
وفقاً لتقرير وكالة مهر للأنباء، ذكر موقع النشرة اللبناني في مقال له أنه مع الأخذ بالاعتبار الجدل الأخير حول ملف أسلحة حزب الله وتصريحات الحكومة اللبنانية بشأن تسليم هذه الأسلحة – أو بعبارة أخرى نزع سلاح المقاومة – دون النظر في عواقب ذلك، فإنه من الضروري إلقاء نظرة سريعة وموضوعية على الوضع في لبنان.
النشرة تضيف أن تسليم أسلحة حزب الله في ظل الظروف المتوترة بالمنطقة واستمرار عدوان واحتلال الكيان الصهيوني لأراضي لبنان، يضع الحكومة أمام التزامات أمنية ودفاعية معقدة.
استمرار تهديدات الكيان الصهيوني على الحدود الجنوبية للبنان والتحديات الناجمة عن التوترات على الحدود مع سوريا، تلزم لبنان بإعادة تقييم نظامه الدفاعي بشكل جذري خاصةً مع حظر تزويد الجيش بأسلحة مناسبة.
حالياً، تكمن المشكلة الرئيسية في ضعف القدرات الدفاعية للجيش اللبناني خاصةً في مجال الدفاع الجوي الذي يُعتبر عماد أي استراتيجية دفاع فعالة بدول العالم. جيش يفتقر إلى منظومة متكاملة من الطائرات الحربية الحديثة وأنظمة متطورة يصبح عرضة لأي تهديد جوي وهذه هي الحال الراهنة للبنان.
بالرغم مما يثيره البعض حول أسلحة وإمكانيات حزب الله العسكرية بلُبْنان إلا أنَّ الحقيقة تؤكد أنَّ سلاحَ المُقاوَمَة كانَ دائماً عاملاً رادعاً ضدَّ التهديدات الخارجية تجاهَ لُبْنان وهذا يعني أن غيابَه سيخلق فراغاً أمنياً كبيراً ما لم يعزز الجيش قدراته وهو أمر غير ممكن بسبب استمرار الفيتو الدولي خصوصاً الأمريكي ضد تجهيز الجيش بشكل مناسب ولا يُتوقع رفعه قريباً أو حتى بعيد المدى.
p>
وكما جاء بالمقال فإنَّ الحكوماتِ المتعاقبةَ فِي لُبْنَان كانت تواجه انتقاداتٍ بسبب وجودِ سلاحٍ لحِزْبِ الله مِن قِبَل بعض الأطراف التي ادعت بأنّ الحزب يمثل دولة داخل الدولة لكن الجانب الإيجابيّ لهذا السلاح يكمن فِي كونِهِ خطّ دفاع أول عن البلاد حيث تحمّل مسؤوليّة حماية الوطن بشكل غير رسميّ. P>
موقع النشرة الذي لا تتطابق مواقفه بالضرورة مع المقاومتين اللّبيانية يضيف:” وبالتالي يمكن للحكومَة أن تشعر بالراحة تحت مظلة وجود هذا السّلاح وحتى لو تعرضت البلاد لأضرار بشرية ومادية فاللوم سيقع عليهم لا عليها لكن عند نزعه يجب عليها تحمل كافة المسؤوليات بما فيها تداعيات أي اعتداء إسرائيلي.”
<
>
ويشير التقرير أيضاً إلي أنّ أداء َالجيش َاللبناني خلال العقود الماضية خلال صراعات مختلفة سواءً ضد العدوِّ الصّهيونيّ أو حتى الجماعات الإرهابية التكفيريّة لم يكن مُرضياً وكان يعتمد سرّا عليهم لذا إذا أراد تولّى مهامَّ أمنيّة بمناطق كانت تحت سيطرتهم سيواجه تحديات كبيرة ويتطلب تعزيزًا لقواتهِ البشريّة وتجهيزاتهِ اللوجستيّة.
<
<
>
سيضطر حينئذٍ إلي نشر قوات أكثر بطول حدود فلسطين المحتلّة وسوريا مما يشكل ضغطًا هائلًا عليه بينما يقف تعزيز قدراته بسبب الأزمتين الماليّة والاقتصادية المعقدتين كحلم بعيد المنال كما تمنع الأوضاع الخانقة البلاد مِن تخصيص ميزانية كافية لتطوير معداته وغالبا ما يعجز عن دفع رواتب منتسبيه.
<
كما أنّ المساعدات الدولية خاصة الأمريكية مشروطة بقيود سياسيّة كثيرة تركّز فقط علي التسليحات الخفيفة عديمة الفائدة بالمواجهات الكبرى وغير القادرة علي خلق ردع أمام خطر الكيان.
<
>
إن اعتداءاته علی سوریا وتدميره لقدرتها بعد سقوط نظام الأسد خیر دليل علی نواياه المبيتة لإضعاف کل عناصر القوی بالمنطقة التي تشكل خطراً علیه.
< P>>
وفي الختام ، یجب التنبیه إلی أنّ لبـنان ما زالت ساحة صـراع بین اقلیمی ودولي ، وقد یؤدي الفراغ الناشی عـن نـزع السـلاح إلی تدخــلات جدید تُهدِّد سیــادة الــبلد ، هناک تصبح محاولـــــــــــــــۀ بنــــــاء دولــــــــــۀ قویۀ مستقلۀ أكبر تحدٍ يواجهها.