قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

رويترز تزعم أن رفع العقوبات عن إيران سيؤثر على مصافي النفط في الصين

ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها أن إلغاء العقوبات النفطية الأمريكية على إيران قد ‍يوجه “ضربة قاصمة” لمصافي النفط المستقلة في الصين.
أخبار اقتصادية –

وفقاً لقسم الاقتصاد الدولي في “وكالة ويبانغاه للأنباء” نقلاً‌ عن وكالة تسنيم للأنباء، ذكرت‍ رويترز في تقرير مساء الاثنين أن احتمالية إلغاء العقوبات الأمريكية على صادرات النفط​ الإيراني‌ قد توجّه⁣ ضربة قاضية ‍لمصافي النفط⁤ الصينية​ المستقلة​ التي ازدهرت بتكرير النفط الإيراني الرخيص،‌ بينما قد تؤدي أيضاً إلى‌ خفض ​الأسعار العالمية للنفط.

وأضاف التقرير:

يتبع الرئيس⁢ الأمريكي دونالد ترامب نهجاً​ مزدوجاً تجاه إيران؛ فمن ناحية يشن حملة “الضغط الأقصى” عبر تشديد العقوبات الاقتصادية،‍ ومن ⁢ناحية‍ أخرى يشارك مباشرةً​ في محادثات رفيعة المستوى حول البرنامج النووي لطهران. وأعلن ترامب الأسبوع الماضي…

ورد أن الطرفين اقتربا جدًا من ⁢التوصل إلى اتفاق.

ومع ذلك، ظلت المفاوضات النووية ​بين إيران والقوى الغربية ⁣دائمًا معقدة ⁢للغاية ومليئة بالتوقفات وإعادة البدايات. كما أن ⁣تصريحات ترامب الأخيرة حول احتمالية ‍التوصل لاتفاق ⁣جاءت محفوفة⁢ بالعديد من الشروط والتحفظات.

صادرات نفط ‌إيران بقيمة 67 مليار دولار عام 2024

ومع ذلك، في حال تحقق أي اتفاق، فسيشمل حتمًا تقريبًا رفع العديد​ من القيود الاقتصادية ⁢الأمريكية المفروضة على صناعة النفط الإيرانية؛ ⁢وهو ​أمر سيكون له تأثير عميق على أسواق الطاقة العالمية.

فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على صناعة‍ النفط⁢ الإيرانية بعد ⁣انسحاب ترامب عام⁢ 2018 من الاتفاق النووي المدعوم من الأمم المتحدة. ⁢ورغم ⁢أن هذه ⁣العقوبات قلّصت صادرات النفط الإيراني -⁤ المصدر الرئيسي لدخل البلاد – إلا⁤ أنها فشلت في خفضها ⁣إلى الصفر؛ وهو الهدف الذي وعد به ترامب‌ قبل سبع سنوات.

وفق بيانات شركة التحليل كبلر، صاد…

بلغت صادرات النفط الإيراني⁢ ذروتها في‌ مايو ​2018 بمعدل 2.8​ مليون برميل يومياً، ثم هبطت إلى أدنى مستوى ⁢لها عند 150⁣ ألف ⁣برميل يومياً في⁢ مايو 2020،⁤ لكنها تعافت تدريجياً‌ منذ ⁣ذلك الحين لتصل إلى ​متوسط‌ يقارب 1.65 مليون برميل يومياً ⁢بحلول عام 2025.

في السنوات الأخيرة، كان المشترون الرئيسيون للنفط الإيراني مصافي ‌التكرير ‍الصينية الخاصة⁣ التي⁣ يُطلق عليها عادةً ‍اسم “الغلايات”. ⁤وقد‌ جذبت هذه المصافي ⁣إلى⁣ النفط الإيراني بسبب الخصومات ⁣الكبيرة التي تقدمها إيران. تقع ⁣هذه المصافي⁤ الصغيرة والمستقلة ⁤بشكل رئيسي في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، وتصل‍ طاقتها التكريرية إلى‌ نحو⁤ 4 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل خُمس إجمالي الطاقة التكريرية ⁤للصين.

في الأعوام الماضية، دخلت كميات كبيرة من النفط الخاضع‌ للعقوبات إلى الصين عبر شبكة معقدة من الشركات الوهمية وأسطول يُعرف باسم “الأسطول الأسود”، حيث ​يتم إخفاء المصدر ⁢الأصلي للنفط عبر نقله بين سفن‌ متعددة.

يظل الحجم الدقيق لهذه التجارة غير ‍معروفٍ نظراً لأن الإحصاءات الجمركية الرسمية…

الصين تظهر أنها لا تستورد أي نفط من إيران. ومع ذلك، قدّرت شركة “كيبلر” ‌باستخدام تتبع ‌السفن وتقنية الأقمار‍ الصناعية أن‍ الصين استوردت 77% من صادرات⁤ النفط الإيراني البالغة 1.6 مليون‍ برميل العام الماضي.

في العام الحالي، بلغت⁢ حصة الصين في المتوسط نحو 50%؛ ويرجع ذلك ​على الأرجح إلى العقوبات الأمريكية الجديدة التي استهدفت عدة مصافٍ⁣ في⁣ مقاطعة شاندونغ ومشغلي ‌الموانئ.⁢ تؤكد هذه‌ الفرضية ⁤حقيقة أن كميات النفط الإيراني المتبقية على السفن دون تفريغ⁢ وصلت⁣ إلى أعلى مستوى منذ‍ نوفمبر 2023.

وفقًا لبيانات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أظهر قطاع النفط الإيراني مرونة تفوق التوقعات رغم‍ الضغوط المتزايدة⁤ من ⁢الغرب، ⁢حيث بلغ متوسط‌ إنتاجه 3.3 مليون برميل ⁤يوميًا في عام 2024.

أنتجت إيران كمية‌ قدرها [الرقم] برميلاً من النفط يومياً.⁤ وفي حال رفع العقوبات، يمكن⁤ أن يزيد الإنتاج خلال ستة أشهر إلى 500 ألف برميل يومياً.

لن يؤدي العودة السريعة للنفط الإيراني إلى الأسواق العالمية إلى زيادة ⁢الضغط ‍على أسعار النفط⁢ فحسب (والتي انخفضت من ذروة بلغت ⁢82 ⁣دولاراً في يناير إلى حوالي 65 دولاراً)، بل سيتسبب أيضاً بضربة قاسية لمصافي التكرير الصينية المسماة “باستا تيكر”.

تعمل هذه المصافي المستقلة ⁤والصغيرة عادةً بهامش ربح ضئيل​ جداً، حيث تعمل​ معظمها بنسبة تشغيل تبلغ حوالي ‌50% أو أقل بسبب ‍الفائض في الطاقة الإنتاجية ​لهذا القطاع والقيود المفروضة على‌ تصدير الوقود​ خارج ‌البلاد.

في السنوات الأخيرة، اشتدت المنافسة ‍بين هذه المصافي، وتلك التي صمدت اعتمدت بشكل رئيسي على الأرباح الناتجة عن تكرير النفط الخام ​الرخيص ⁣من إيران​ وفنزويلا.

وبالتالي، فإن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط‍ الإيراني ​قد⁢ يشكل تحدياً لنموذج أعمالها؛…

حيث‌ سيضطر العديد منها على الأرجح​ إلى خفض نشاطها بشكل كبير أو حتى إغلاق كامل.

قد يمثل انخفاض‍ الإنتاج في مصافي “قوري”‍ الصينية فرصة للمصافي الحكومية الكبرى‍ في البلاد⁤ لتلبية ‌احتياجات السوق المحلية. ⁤وعلى نطاق أوسع، قد يكون انخفاض القدرة العالمية للتكرير مفيدًا لهذه الصناعة في وقت تواجه فيه الطلب على وقود مثل ‌البنزين⁣ والديزل حالة من عدم اليقين بسبب الحرب التجارية والتحول في مجال الطاقة.

سيشكل عودة إيران إلى السوق النفطية العالمية مشكلة للعديد من ⁢الأطراف، خاصة ‍السعودية التي تتوسط حربًا حول⁢ الأسعار، لكن ​الخاسرين الرئيسيين على الأرجح سيكونون​ المصافي المستقلة الصينية،⁢ بينما الرابح‍ الأكبر خارج ⁢إيران قد تكون صناعة التكرير بغض النظر عما إذا كان هذا هدف ترامب أم لا.

مصادر الخبر: ©‍ وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة تسنيم للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى