غزة في أسبوع حافل من عربات جدعون إلى الضغوط العالمية على نتنياهو
وكالة مهر للأنباء – القسم الدولي: انتهت الأسبوع الماضي بينما كانت زيارة ترامب الإقليمية إلى جنوب الخليج الفارسي متزامنة مع لقاءات ستيف ويتكوف في الدوحة مع مسؤولين قطريين وإسرائيليين وفلسطينيين، مما أثار تكهنات حول احتمالية وقف إطلاق النار في غزة، وكسر الحصار، وزيادة المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه، أكد المسؤولون الإسرائيليون على تنفيذ الخطة المغامرة “عربات جدعون”، ووعدوا باحتلال غزة وإجبار المدنيين على الفرار واستعباد الباقين في معسكرات العمل القسري! كما يعتقد المعارضون ورؤساء الأجهزة الأمنية مثل الشاباك أن استمرار الحرب يصب فقط في مصلحة نتنياهو ومقربيه. ويبدو أن نتنياهو قد استسلم مؤقتاً للضغوط…
أعطت المحكمة الإسرائيلية العليا الإذن بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم معارضة الوزير المتطرف إيتامار بن غفير.
أدت الحرب الممتدة في غزة إلى تحذير قادة 28 دولة، بما في ذلك الثلاثي الأوروبي، لإسرائيل من عواقب استمرار الصراع عبر بيان مشترك، وهددوا بفرض عقوبات جديدة.الصحفي الأول في “أكسيوس”، باراك راڤيد، زعم أن المفاوضات الرئيسية لا تجري في الدوحة بل عبر محادثات خلفية مع الوسيط الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح، الذي يُعتبر أكبر داعم فلسطيني لترامب والمراقب المباشر لقناة الاتصال بين حماس والحكومة الأمريكية.
يومي الأربعاء والخميس (14 و15 مايو/أيار 2025)، بالتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة، شنّ الكيان الصهيوني أشرس هجماته على قطاع غزة خلال شهر. أسفر الهجوم عن استشهاد نحو 136 شخصاً وتدمير عشرات المنازل والمخيمات. وأصدرت حركة حماس بياناً أكدت فيه أنه في ظل تصعيد
أكدت وسائل إعلام أن إسرائيل ردت على محاولات كثيرة لوقف إطلاق النار بتصعيد الهجمات العسكرية. ووصف رئيس الوزراء الصهيوني هذه المحاولات بأنها “غير مجدية”، بينما حركت حماس، في سياق المفاوضات الجارية للإفراج عن الأسرى الأمريكيين-الإسرائيليين، ورقة “حسن نية” بهدف الإفراج عن “عيدان الكسندر”.
ونقلت صحيفة عبرية عن مصادر مطلعة أن حماس وإسرائيل لم تظهرا خلال مفاوضات الدوحة أي تنازل أو نية للتراجع. ويعتقد الصهاينة أن زيادة الضغط على حماس خلال المفاوضات سيزيد مع تصاعد الهجمات الجوية ضدها.
لكن العائلات الإسرائيلية تبدي مواقف متباينة، حيث وصفت تصريحات استمرار الحرب في غزة بأنها “حرب سياسية”. وحذرت من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف التدمير خلال جولة المفاوضات، فإنهم سيشنون حربًا شرسة ضد حكومة نتنياهو ووزرائه.
وبحسب تقرير لـمصادر أجنبية، حاول ممثل خاص لترامب في الشؤون الخارجية التوصل إلى اتفاق مصغر بشأن ملف الأسرى.
تزايد أعداد الضحايا في أزمة إطلاق النار.. و”حماس” تصر على وقف دائم للعدوان
أعلنت مصادر طبية عن ارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات المستمرة منذ شهر ونصف، فيما لا تزال المحادثات بين الأطراف متوقفة دون اتفاق. وأكدت حركة حماس على ضرورة وقف العدوان بشكل دائم كشرط لأي تفاهم.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام أن “أكسيس” تعتقد أن قطر فقدت الأمل في استئناف المفاوضات، خاصة مع رفض الجانب الإسرائيلي التوصل إلى اتفاق. وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن “المقاومة الإسلامية يجب أن تقبل بوقف إطلاق النار المحدود لمدة شهرين”، وإلا فستستأنف العمليات العسكرية.
ويبدو أن الاقتراح الحالي يشمل هدنة قصيرة الأمد لمدة شهرين، مع ضمانات أكثر وضوحًا بشأن إنهاء الحرب بشكل كامل. وقد علقت الولايات المتحدة على الأمر بشكل علني، مؤكدة أنها تتابع الملف عن كثب.
وفي أول رد فعل رسمي، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال شكلت لجنة تفاوض جديدة لدراسة شروط الاتفاق المحتمل. ويبدو أن الطرفين ما زالا بعيدين عن نقطة التفاهم المنشودة.
من ناحية أخرى، قدم الصهاينة مقترحاتهم الخاصة بـ”وقف مؤقت”، لكنها لم تحظَ بقبول واسع حتى الآن.مذکرات إيرانية تكشف عن مواد تشبه اتفاقية “ويتكف”
في هذا السياق، ظلّت 10 أسرى ورفات نصف الشهداء في انتظار الإفراج عنهم ليوم واحد فقط! وفي المقابل، بدأت إسرائيل على الفور تقديم مساعداتها الإنسانية بعد توقيع الاتفاقية، ووضعتها حيز التنفيذ، بينما تراجعت عن المناطق التي كانت تتقدم فيها داخل غزة.
النقطة الرئيسية هنا هي أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من استخدام ممر فيلادلفيا ومحور نتساريم كمناطق عسكرية بعد الآن. رداً على ذلك، طالب نشطاء الحرية بإطلاق سراح 300 أسير فلسطيني. وفي الوقت نفسه، انسحبت القوات الإسرائيلية من شرق طريق صلاح الدين (المحور الشمالي-الجنوبي لغزة) خلال عملية الإفراج عن 7 إلى 9 أسرى صهاينة في فترة زمنية متقاربة.
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق، يعتقد أن المذكرات الثنائية وصلت إلى “نقطة مسدودة”، وأن هوة الخلاف بين الطرفين لا تزال واسعة جداً. كما استمر في انتقاد التصعيد الإسرائيلي بعد حادثة استشهاد الكسندر، ووصف تصرفات إسرائيل بأنها “عدوانية” و”غير مسئولة”.
أعلن المتحدث باسم حركة حماس، محمد السنوار، أن شقيقه الشهيد يحيى السنوار قد تم اغتياله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبعد يومين، اعترف وزير الحرب الإسرائيلي رسمياً بأن جميع الأدلة تؤكد تورط إسرائيل في اغتيال محمد السنوار، رغم أنه نفى تأييد حركة حماس لهذه الادعاءات، قائلاً: “مثل هذه التصريحات حول هذا الأمر غير صادقة”.
تصاعدت حدة القصف على غزة وتفاقمت الأزمة الإنسانية هناك، حيث أصبحت هذه القضايا محوراً للنقاش في وسائل إعلام المنطقة والدولية. ونقلت صحيفة ”هآرتس” العبرية عن مصادر إسرائيلية أن نقص المواد الغذائية واستمرار إغلاق المعابر وعدم السماح بدخول المساعدات إلى شمال غزة قد يحول الوضع في المنطقة إلى كارثة إنسانية خلال أيام. وفي رد على هذا الضغط خلال جلسة غير علنية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي: “لقد أبرمنا اتفاقاً مع شركة أمريكية لبدء توزيع المساعدات في غزة بعد 24 ساعة (أسبوع آخر)”.
تحليل
تتصاعد أزمة غزة بين السعي لتحقيق وقف إطلاق النار وتوسع نطاق الحرب البرية في القطاع. فيما تستعد الحكومة الأمنية الإسرائيلية لشن حرب برية في غزة ونقل المدنيين إلى المناطق الجنوبية، بلغت ضغوط المجتمع الدولي ذروتها للمطالبة برفع الحصار عن القطاع، وإرسال مساعدات إنسانية، وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.في المقابل، يصرّ المتشددون في حكومة نتنياهو مثل إيتمار بن غفير على استخدام خطاب عدواني يدعو إلى احتلال غزة بالكامل وضمها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى.
في هذا السياق، يرى محللون أن نتنياهو قد يُجبر على اتخاذ خيارات صعبة وسط الصراع بين مؤيدي ومعارضي وقف إطلاق النار. إذا عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي العزم على مواصلة «الحرب السياسية» في غزة، فلن يكون أمامه إلا الاصطدام بأكبر داعميه الخارجيين؛ أي الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. قد يُكلّف هذا الأمر نتنياهو ثمناً باهظاً على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
وقد أكد ستيف فيتكوف في مقابلة مع ”ABC News” مؤخرًا وجود خلافات بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو حول ملف غزة.
من جهة أخرى، إذا أراد زعيم حزب الليكود أن “يتخلى” عن حلفائه من اليمين، فلن يكون أمامه خيار سوى التحالف مع أعدائه السابقين، أي يائير لابيد وبيني غانتس.
في هذه المقامرة السياسية، تحاول السلطة الحاكمة في الكيان الصهيوني من خلال مناورات تكتيكية أمام كل قطبي الصراع المذكورين، تجنب انهيار الحكومة وفي الوقت نفسه منع تشكيل تحالف دولي ضد إسرائيل.
إن تهديد القوى الغربية بفرض عقوبات جديدة على إسرائيل يعكس الوضع الصعب الذي يواجهه نتنياهو.