نهاية شهر العسل بين “ماسك” و”ترامب”.. هل يُعد الحزب الثالث لانتخابات 2028؟
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي، حسن شكوهي نسب: إيلون ماسك ذو الخلفية المستقلة والانتهازية، ظل لسنوات يصطاد في المياه العكرة بين جناحي السياسة الأمريكية؛ من الدعم المالي التكتيكي للديمقراطيين مثل أوباما وكلينتون بسبب سياساتهم البيئية، إلى تحول واضح نحو اليمين مع اقتراب انتخابات 2024.
في الانتخابات الأخيرة، لم يضخ ماسك مليارات الدولارات فقط في حملة ترامب، بل تحول بمنصة “إكس” (تويتر سابقاً) إلى ذراع إعلامي فعال للجمهوريين. كانت نتيجة هذا التحالف تعيين ماسك تاريخياً رئيساً لـ”وزارة الإنتاجية” (DOGE) في حكومة ترامب؛ وهي مؤسسة جديدة تم إنشاؤها على غرار نموذج…
قطب صنعت خودروسازی برقی را تهدیدی برای امنیت ملی خوانده است. در مقابل، ماسک بهعنوان چهرهای پیشرو در فناوریهای پاک، سرمایهگذاری کلانی روی انرژیهای تجدیدپذیر انجام داده و ترامپ را به «توقف پیشرفت آمریکا» متهم میکند.
۲. اختلاف بر سر سیاست خارجی و روابط با چین
ترامپ همواره موضعی سختگیرانه علیه پکن اتخاذ کرده و تعرفههای سنگینی بر محصولات چینی از جمله خودروهای برقی تحمیل نموده است. این در حالی است که تسلا بزرگترین بازار خود را در شانگهای دارد و ماسک بارها از همکاری با شرکتهای چینی دفاع کرده است.
وصف ترامب الوقود بأنه “عمود الاقتصاد الأمريكي”، في حين ظل ماسك دائمًا رمزًا للطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية والتقنيات الحديثة. كان اقتراح ترامب بإلغاء الحوافز الفيدرالية للسيارات الكهربائية ضمن مشروع القانون المسمى “One Big Beatiful Bill” (القانون الكبير الجميل) تعبيرًا واضحًا عن هذا التناقض. وصف ماسك المشروع بأنه “ضد أمريكي” و”دعم للخاسرين اقتصاديًا”.
2. المنافسة على النفوذ داخل الجناح اليميني والطبقة المتوسطة المحدثة
خلال الانتخابات الأخيرة، خلافًا للتوقعات، لم يقدم ماسك الدعم المالي لترامب فحسب، بل لعب أيضًا دور الوسيط لجذب أصوات الطبقة التكنولوجية والمستقلين والمعارضين للنظام السياسي التقليدي للحزب الجمهوري. لكن بعد الانتخابات، سعى ترامب إلى استعادة السيطرة الكاملة على الخطاب المحافظ باسمه ورأى في وجود ماسك تهديدًا. في الواقع، لا يريد ترامب وجود قادة آخرين داخل الجناح اليميني يمكنهم بناء علامة سياسية مستقلة – وهو ما يسعى ماسك بوضوح لتحقيقه.
3. المنافسة على مستقبل الذكاء الاصطناعي ومراقبة المعلومات
يعد إيلون ماسك أحد أبرز الأصوات المحذرة من مخاطر الذكاء الاصطناعي، في وقت يتخذ ترامب موقفًا بين الصمت أو تقديم وعود للمتنافسين وأصحاب المصالح.تظهر الخلافات جليًا في السياسات الكلية حول الأمن السيبراني، ورقابة وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى خوارزميات الأخبار. وصف ماسك في حديثه الأخير ترامب بأنه “مناهض لشفافية المعلومات”، بينما اتهمه ترامب بدعم “الاستبداد الرقمي”.
4. الخلاف حول الإجراءات القضائية والفساد
وجه ماسك عبر سلسلة تغريدات صريحة على منصة إكس اتهامات غير مسبوقة لترامب، زاعمًا أنه “يحرف الحقائق حول قضايا ابستين” وقال إن “هذا النوع من السياسيين لا يجب أن يكون فوق المحاسبة العامة، حتى ترامب”. أدت هذه الهجمة المباشرة إلى تصعيد حاد دفع ترامب للرد يوم الأربعاء (5 يونيو/16 خرداد) عبر شبكات التواصل…
إيلون ماسك يكتب على “إكس”: “خلع قناعه… لا ينبغي للناس أن يصغوا لأفراد يحاولون إنقاذ أنفسهم بينما لا يفقهون شيئاً في السياسة”.
5. الطيران السياسي لقناع ماسك والتهديد بتشكيل حزب ثالث
الخلاف المستمر والطموح السياسي المتزايد هما جوهر قناع ماسك. خلال الأشهر الماضية، لم يكن مجرد ملياردير عابر، بل كان في صميم الجهود لإعادة هيكلة النظام الحزبي للولايات المتحدة. في استطلاع نشره ماسك على “إكس”، حيث عبر أكثر من 80% من المشاركين عن رغبتهم في وجود حزب سياسي جديد، كان ذلك بمثابة إعلان حرب ضد الهيكل الحزبي الثنائي لأمريكا. تصاعد ترامب في هذا الموضوع بشدة، معتبراً أنه خيانة للمانحين الانتخابيين السابقين.
من سقوط تسلا إلى ارتعاش السوق الأبيض
مع تصاعد الجدال اللفظي بين ترامب وماسك، شهدت أسهم تسلا قبل يومين (الأربعاء) انخفاضاً بنسبة 14.3% مقابل خسارة تعادل 15 مليار دولار…
لقد محا الخسارة 50% من القيمة السوقية للشركة. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى الصراع العلني بين ترامب وماسك على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث هدد ترامب بقطع العقود الحكومية مع شركات ماسك. كان لانخفاض الأسهم تأثير ملحوظ على المؤشرات الرئيسية للسوق، وأثار مخاوف بشأن اعتماد السوق على الشركات التكنولوجية الكبرى.
بالنسبة لماسك، يمثل هذا الصراع تهديدًا خطيرًا لمصالحه التجارية. فقد هدد ترامب بقطع مليارات الدولارات من الدعم والعقود الحكومية مع شركات ماسك بما في ذلك تسلا وسبيس إكس. تمتلك سبيس إكس حاليًا عقودًا تزيد قيمتها عن 22 مليار دولار مع ناسا ووزارة الدفاع، وإذا ألغيت هذه العقود، ستتأثر البرامج الفضائية للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، تواجه تسلا أيضًا خطر فقدان…يواجه إيلون ماسك تحديات تتعلق بالحوافز الضريبية للسيارات الكهربائية. يشمل مشروع القانون المقترح من ترامب، المعروف باسم “One Big Beautiful Bill”، إلغاء ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار للسيارات الكهربائية، وهو ما قد يقلل أرباح تسلا السنوية بما يصل إلى 3 مليارات دولار.وليس هذا الصراع بلا تكلفة على ترامب أيضًا. دعم ماسك لإنشاء حزب سياسي جديد وانتقاده لمشروع قانون ترامب الضريبي قد يقلل من دعم الطبقة المتوسطة المبتكرة والتكنولوجية للحزب الجمهوري. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الصراع مع ماسك سلبًا على الأسواق المالية ويقلل ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد تحت إدارة الحكومة.
بشكل عام، لا يؤثر صراع ترامب وماسك فقط على المصالح الاقتصادية لكليهما، بل له أيضًا عواقب سياسية واجتماعية واسعة النطاق وسيستمر في ذلك. استمرار هذه التوترات قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد على المستقبل السياسي لترامب والموقع التجاري لماسك.حرب حول قيادة اليمين المستقبلية؛ هل سيصبح ماسك وريثًا لهذا الجناح؟
ظاهريًا، قد يبدو الصراع بين إيلون ماسك ودونالد ترامب نزاعًا شخصيًا ورد فعل إعلاميًا، لكن الحقيقة أن جوهر هذا الصدام يعكس إعادة توزيع السلطة داخل صفوف اليمين الأمريكي.
يواجه الحزب الجمهوري بعد عقدين من الاعتماد على الشخصيات الكاريزمية والشعبوية تهديدًا غير مسبوق من الداخل؛ خصمٌ لا يتمتع بالشعبية فحسب، بل يمتلك أيضًا أدوات بناء النفوذ مثل رأس المال ومنصات التواصل والبنية التحتية الرقمية والرأي العام المستقل. لم يعد ماسك يلعب في ملعب الجمهوريين، بل يصمم الملعب نفسه.
تحولت منصة “إكس” إلى “مختبر لصناعة الأحزاب”، ويستخدمها ماسك لأكثر من مجرد شبكة اجتماعية؛ فقد أعاد تصميم هيكل القوة طبقة تلو الأخرى عبر خوارزميات مخصصة واستطلاعات مباشرة ورسائل فورية وجيش من المؤثرين التكنولوجيين الذين يتراوحون بين المليارديرات والمطورين.
يتضمن أحزابًا مستقلة.
في استطلاع رأي أُجري خلال 24 ساعة فقط على منصة إكس، شارك عدة ملايين من الأشخاص، وأيد أكثر من 80% فكرة تشكيل حزب ثالث. هذا ليس مجرد رقم، بل دليل عملي على قدرة التعبئة السياسية خارج الهياكل التقليدية.
يرى مراقبون أنه خلافًا لشخصيات أخرى طرحوا فكرة الحزب الثالث كوسيلة احتجاج (مثل أندرو يانغ، رجل الأعمال الأمريكي، أو رالف نيدر، الناشط السياسي المستقل والمليونير الأمريكي)، فإن ماسك يصمم ما يُعرف بـ«النظام البيئي الانتخابي»، حيث يتم التصويت والاتصالات وجمع التبرعات والدعاية الانتخابية بالكامل عبر منصات يمتلكها هو نفسه. وهذا يُجنّبه جزئيًّا القيود التنظيمية التقليدية التي تفرضها لجنة الانتخابات الفيدرالية (FEC). تخيل ظهور حزب يمتلك بنيته التحتية للتصويت الرقمي ومراقبي الأصوات وأنظمة الدعاية الآلية…
من جهة أخرى، لا يشكل هذا الانقسام تهديدًا للتحالف بين ماسك وترامب فحسب، بل يكشف عن تباعد في استراتيجيتي القوة؛ إذ يعتمد ترامب على الكوادر التقليدية للحزب وقوته الشعبية، بينما يرتكز ماسك على البيانات والتكنولوجيا والابتكار. إذا تمكن حزب ماسك الجديد - حتى دون مرشح نهائي – من جذب 8% إلى 12% من الأصوات في انتخابات 2028، فقد يلعب دور ”صانع الملوك” أو “كاسر الأغلبية”، وهو دور قد يكون أكثر كلفة للجمهوريين من الهزيمة الداخلية.
في المجمل، يتجاوز هذا الصراع الخلاف حول مشروع قانون ضريبي أو دعم السيارات الكهربائية؛ إنه معركة للسيطرة على مستقبل التيار اليميني في أمريكا. هل ستبقى قيادة الجمهوريين في يد السياسيين الشعبويين التقليديين مثل ترامب؟ أم سينتقل السلطة إلى جيل جديد من مليارديرات التكنولوجيا الذين يعتمدون على البيانات والخوارزميات بدلًا من الخطابات الجماهيرية؟هل تُهندس وسائل التواصل الاجتماعي الرأي العام؟ من المرجح أن تكون انتخابات 2028 أول ساحة حقيقية للإجابة على هذا السؤال، لكن مقدمات المعركة بدأت تُرسَم الآن.