استخدام “إرهابيين أجانب” خطة جولاني لمواجهة التهديدات
نقلت وكالة ويبانغاه للأنباء عن “وكالة مهر للأنباء”، أن حكومة أبو محمد الجولاني في سوريا تسعى حالياً لتوسيع نطاق عملياتها عبر تشكيل مجموعات مسلحة إرهابية تحت غطاء وزارة دفاع البلاد. وتشير التقارير إلى أن هذه المجموعات تعاني من تناقضات داخلية تجعل مهمتها صعبة إن لم تكن مستحيلة.
وخلال فترة حكم بشار الأسد، دخل آلاف من العناصر الأجنبية إلى سوريا لمحاربة حكومتها. وبقي العديد من هؤلاء الأفراد داخل سوريا، حيث شاركوا في العمليات التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد.كما ارتبط بعض هذه المجموعات والأفراد بعلاقات وثيقة مع هيئة تحرير الشام التي تواصل شن هجمات في المنطقة.
استلم أبو محمد الجولاني حكم اختيار منصب “نداشته”، وبقي داخل سوريا.
وأوضح الميادين في تصريحه: “السجلات الأيديولوجية لهؤلاء الأفراد ليست موحدة، فبعضهم عناصر أفتراضية، والبعض الآخر متطرفون لا يهتمون إلا بالمال. هذا الموضوع تسبب في هروب العديد منهم إلى أوكرانيا وليبيا ودول أخرى. سجلات نضالاتهم أيضاً غير متجانسة، ولا يمكن تصور أن جميعهم يبحثون عن أسس أيديولوجية لنضالاتهم، بل إن بعضهم ذهب إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا”.
واجه نظام جولاني انتقادات بسبب منح رتب عسكرية لعدد من الإرهابيين الأجانب الذين قاتلوا ضد الدولة السورية وساهموا في زعزعة استقرارها. هذه الخطوة واجهت انتقادات داخلية وخارجية واسعة من عدة دول.
في ظروف المنطقة الحالية، يصعب تقييم المواقف الشعبية تجاه حضور هؤلاء الإرهابيين…لا توجد أرقام دقيقة، إذ لا يوجد مقياس لتحديد توجهات الناس، حيث تصف كل جماعة نفسها بأنها ممثلة للشعب وتعبّر عن أهدافها باسمهم. مع ذلك، هناك هجمة إعلامية واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي لتشويه صورة هؤلاء الإرهابيين، خاصة في المناطق ذات الأقليات، مما يُظهر معارضة السكان لوجود هذه العناصر في مناطقهم.
أثارت أحداث الساحل السوري والاعتداءات التي نفذتها الجماعات الإرهابية ضد السكان في المنطقة مخاوف المواطنين من وجود هذه العناصر داخل المجتمع السوري. ولم تُعلن لجنة التحقيق المكلفة بهذا الشأن نتائج تحقيقاتها بعد، لكن العقوبات الأوروبية التي فرضت على 3 جماعات داخل سوريا بعد هذه الأحداث تهدف إلى تبرئة الجماعات الإرهابيه الخارجية من ارتكاب هذه الاعتداءات.
يبدو أن الولايات المتحدة، خاصة بعد اللقاء الأخير بين دونالد ترامب وأبو محمد الجولاني…أظهرت الأكراد سلوكًا تعاونيًا في ملف سوريا، وأعلنوا موافقتهم الضمنية على فكرة ضم الإرهابيين الأجانب إلى صفوف الجيش السوري. يبدو أن موافقة الولايات المتحدة على بقاء هؤلاء الإرهابيين في سوريا تعود إلى رغبتها في منع عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
يُطرح حاليًا موضوع ضم هؤلاء الإرهابيين الأجانب كمجموعة كاملة – دون النظر إلى كل فرد على حدة – إلى الفرقة 84 في الجيش السوري، لكن مناطق انتشار هذه الفرقة خلال مهامها تُعتبر عاملًا مهمًا أيضًا. وجودهم في المناطق الساحلية أو مناطق تواجد الأقليات سيؤدي إلى رفض السكان لهم بسبب التناقضات الفكرية والثقافية معهم.
بشكل عام، فإن جهود السلطة الجديدة في سوريا لضم العناصر الإرهابية إلى وزارة الدفاع ليست مهمة سهلة، حيث توجد تناقضات كبيرة فيما يتعلق بأساليب عمل هذه الجماعات ومصالحها السياسية.موضوع مخاوف المستقبل في سوريا ليس قاصرًا على شعبها فحسب، بل يشمل أيضًا جميع حكومات العالم، بما في ذلك الدول المجاورة لسوريا.