قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

بلینكن: استهداف المنشآت النووية الإيرانية خطأ غير مغتفر

انتقد وزير الخارجية الأمريكي السابق هجوم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية​ الإيرانية ‌بشدة.

وفقاً لتقرير نشرته وكالة مهر للأنباء، تناول أنتوني بلينكن، وزير خارجية إدارة ⁣بايدن، في تقرير نشره نيويورك تايمز ⁢موضوع الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية ⁣الإيرانية.

وجاء في نص التقرير ما يلي:

«كان الهجوم الأخير‌ الذي شنته الولايات المتحدة على ثلاث منشآت نووية إيرانية عملاً غير حكيم ولا ضروري له. ولكن الآن وقد وقع، لا يبقى سوى الأمل في أن يكون ناجحاً. هذا تناقض يواجهه‍ العديد من المسؤولين السابقين مثلي ممن عملوا في الحكومات الأمريكية السابقة حول الملف النووي الإيراني. كنا جميعاً نؤمن بأنه لا ينبغي أبداً السماح لإيران بالحصول على سلاح​ نووي. فإيران بدون قنبلة نووية خطيرة​ بما يكفي ​بسبب⁤ دعمها للقوات الموالية لها وتهديدها لإسرائيل؛ أما إيران مسلحة بقنبلة نووية…

سوف يتصرف بجرأة أكبر بكثير في جميع هذه المجالات.

فلماذا كان هذا الهجوم خطأً؟

أولاً، لم يكن​ ينبغي أن نصل إلى⁢ هذه النقطة أساساً.في عام 2015، ​توصلت إدارة أوباما بالمملكة المتحدة وفرنسا ⁣وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق النووي ⁢الشامل (برجام) مع إيران. وضع ‌هذا الاتفاق برنامج إنتاج المواد الانشطارية الإيراني تحت ⁢رقابة دقيقة، وزاد الوقت ‌اللازم لإيران للحصول على الوقود اللازم لصنع قنبلة نووية (وقت الاختراق النووي) إلى سنة ‍واحدة على الأقل. لو انتهكت إيران الاتفاق أو امتنعت بعد 15 عاماً عن تمديد بعض‍ بنوده، لكنا قد لاحظنا ذلك وكان لدينا متسع من الوقت للرد، بما‍ في ذلك اتخاذ إجراء عسكري إذا لزم الأمر.

في عام ⁢2018، ألغى ترامب هذا الاتفاق دون تقديم بديل. رداً على ذلك، عجلت إيران بتخصيب اليورانيوم وربما قلصت وقت الاختراق النووي إلى أيام أو أسابيع قليلة. في الواقع، ترامب الآن يح…يُطفئ النار ‌التي ‍أضرمها ‌بنفسه.

ثانيًا، تُعد المواد الانشطارية شرطًا ضروريًا ​لصنع القنبلة، لكنها غير ⁣كافية.⁤ لا تزال إيران ⁣بحاجة إلى تصنيع جهاز تفجير فعلي. رغم الرسائل ⁣المتناقضة من إدارة ترامب، تؤكد أجهزة‍ الاستخبارات لدينا أن إيران لم تتخذ​ بعد قرارًا بتسليح برنامجها ⁣النووي.⁢ إذا اتخذت هذا القرار، فستحتاج وفقًا لتقديرات بعض الخبراء إلى فترة تتراوح بين 18 و24 شهرًا لتصنيع جهاز تفجير نووي. بمعنى آخر، كان ⁤هناك متسع من الوقت للدبلوماسية، ولم​ يكن الوضع يستدعي ذلك الإلحاح⁤ الذي ادعاه ترامب.

ثالثًا، أعرب خبراء تحدثت​ معهم عن شكوك جادة بشأن قدرة قنابل الـMOP التي ⁤تزن ‌30 ألف ⁣رطل (والموجودة حصريًا في ترسانة الولايات المتحدة) على تدمير موقع فردو بالكامل ‌أو المنشآت الأخرى المحصنة ⁣والعميقة‌ ضمن البرنامج النووي الإيراني. تشير التقارير الأولية إلى أنه رغم تعرض البنية التحتية النووية الإيرانية لأضرار بالغة…رابعًا، خلال فترة حكم إدارة بايدن وتصاعد التسلح العسكري،‍ كان قلقنا يتمثل في أن إيران قد وزعت أو ستوزع مخزونها ⁢من اليورانيوم المخصب (القريب من درجة الأسلحة) على مواقع آمنة ​متعددة، مع ‌الحفاظ على أجهزة الطرد المركزي الكافية لمزيد من التخصيب السريع لهذه ⁣المخازن. في هذا السيناريو، كانت إيران قادرة على إخفاء مواد قريبة من درجة الأسلحة، وبدء عملية⁤ التسليح، والتقدم بسرعة نحو صنع ‍القنبلة. وبالتالي، فإن‌ هجوم ترامب عجل بالضبط بما كنا ‌نسعى لمنعه. قد يكون هذا تكرارًا لهجوم إسرائيل على مفاعل أوسيراك العراقي⁤ عام 1981 – فبعد‌ ذلك الهجوم، عجل صدام حسين ببرنامجه ⁢النووي السري.

وأخيرًا، رغم ⁤عدم وجود شك في أن الهجوم الأمريكي أخر البرنامج⁣ النووي​ الإيراني، إلا أن ⁤إيران يمكنها ⁤التعافي سريعًا عبر‍ مواقع وأعماق يصعب استهدافها جويًا.إيران تهدد‍ بالرد على أي استهداف لمصالحها النووية

أكد مسؤولون إيرانيون أن بلادهم ستقوم برد‍ فعل حازم ضد أي محاولة لاستهداف منشآتها النووية، رغم الاعتراف بأن البرنامج النووي⁤ الإيراني يواجه تحديات كبيرة ويتطلب وقتاً طويلاً لإنجازه.

وجاءت ⁢هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين إيران والغرب، خاصة ⁣بعد الهجمات⁣ الصاروخية الأخيرة على‍ منشآت نووية إيرانية في المنطقة، واحتمال تصعيد التهديدات، بما في ذلك تعطيل تدفق النفط العالمي‌ عبر مضيق هرمز، أو تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأمريكية، أو ‌شن هجمات سيبرانية متطورة.

ومن المثير للجدل أن‍ بعض الإجراءات التي اتخذها ترامب قد تكون بدافع الضغط من دول​ “أوبك+”، حيث قامت هذه الدول بتسريع ‍توسعة اتفاقية “أوبك+” (MOP)، ووضعت خططاً محتملة لعمليات من هذا النوع. كما أصدر “بايدن” تعليمات لفريقه بممارسة وتجربة ⁤وإصلاح هذه الخطط.

وفي عام 2023، أجرينا أكبر تمرين مشترك مع إسرائيل في‍ التاريخ…

كان هذا الإجراء الأخير هو الأكثر⁤ إلحاحًا.

بهذا العمل، مهّدنا الأرض لترامب ليفي بوعوده الجديدة التي كان قد قطعها على‍ مدى السنوات الماضية، سواء بالوفاء بها‍ أو بتجاهلها. هذه الخطوة ‍كانت آخر ما تبقى من المسار ⁤الدبلوماسي الذي كنا ​قد ⁣استنفدناه سابقًا. الآن، بعد أن أصبح النظام عاجزًا، لم يعد أمامي سوى الأمل في أن نكون قد تسببنا بأقل قدر ممكن من الضرر. ⁢الضرر الذي يلحق⁤ بالرئيس الإيراني حتى النهاية لن يحقق أي اتفاق يمكن أن يصمد أمام التحقيق ويكون غير قابل للإنكار.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى