قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

هدف نتانياهو من الحرب مع إيران كان البقاء في السلطة.. وانحسار النفوذ الأمريكي

أورسولا⁤ أستا، المحللة الجيوسياسية من الأرجنتين، أكدت أن هدف نتنياهو من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية كان البقاء في السلطة، مشيرة إلى أن القوة ‍العسكرية والاقتصادية الأمريكية في تراجع.

وكالة مهر​ للأنباء، مجموعة الدولية: ترى أورسولا أستا، ​المحللة الجيوسياسية من الأرجنتين، عند‌ النظر إلى تطورات منطقة غرب ​آسيا بشكل شامل، أن إجراءات الكيان الصهيوني جزء من مشروع أوسع للحفاظ على هيمنة الغرب ⁣ومنع تراجع النظام أحادي⁣ القطب بقيادة الولايات المتحدة. ‌وبالتأكيد على الهشاشة السياسية لإسرائيل والدور البارز للمحافظين الجدد في الهيكل⁢ السياسي الأمريكي، تعتقد أن التحريض على الحروب والاغتيالات المستهدفة ضد إيران لا ينبع من ​مخاوف ‍أمنية بل بهدف منع تعزيز محور المقاومة وإيقاف انضمام طهران إلى النظام العالمي ⁣متعدد الأقطاب.⁤ كما تناولت أستا في هذا الحوار‍ المعايير المزدوجة للمؤسسات الدولية وصمت الغرب أمام جرائم الحرب…

دور وسائل الإعلام الجارية في تشويه الحقائق والانتقادات الموجهة إلى الجبهات المستقلة لمجابهة المشروع ​التسلطي الغربي يؤكد مرة أخرى.⁢ وفي هذا السياق، يمكنكم الاطلاع على ​الحوار ‌الكامل مع المحلل الأرجنتيني ⁢المختص.

في الأيام الأخيرة، شهد العالم تجاوزات صارخة للنظام الصهيوني ضد إيران ‍وشعبها.يتساءل ​المرء: ‌لماذا يرتكب هذا النظام مثل هذه الجرائم بحق المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟ ما هي العوامل التي تدفع إلى استمرار هذه التجاوزات، بما فيها الأعمال الإرهابية المستهدفة؟

يمكن القول إن⁣ الولايات المتحدة⁢ لا تملك أسبابًا ⁢كافية⁢ لشن حرب ⁢ضد إيران، ‌لكن هناك دوافع مختلفة. حرب قد تجر هذه المرة الولايات المتحدة نفسها إلى مستنقع صراع جديد، وهي دولة ​كانت سابقًا تلعب دورًا في الدفاع عن ‌إسرائيل، لكنها ⁢الآن تتدخل‌ عسكريًا بشكل مباشر. ومن بين هذه ‍الأسباب يمكن ⁣الإشارة إلى الضعف السياسي وحتى القانوني للولايات المتحدة، بالإضافة إلى الانقسام السياسي الداخلي​ فيها. ​من هذا المنظور…يرى محللون أن الحرب تُستخدم كعنصر حيوي لحفظ القوة والبقاء السياسي.

على صعيد آخر، تشكل ⁤إيران عائقًا جديًا⁤ أمام تحقيق رؤية “إسرائيل الكبرى”. من جهة أخرى، تواجه إدارة⁤ ترامب في ⁣الولايات المتحدة أزمات‌ داخلية حادة، بينما⁢ يعزز‌ وجود المتشددين الصهاينة والمحافظين الجدد في بنيتها فرصةً خاصة لإسرائيل لتحقيق مكاسب.

إذ تسعى التيارات الأميركية‍ المتحالفة​ مع تل أبيب⁢ إلى جعل السيطرة على ⁢منطقة غرب‌ آسيا هدفًا استراتيجيًا، ولا ترى إسرائيل مجرد حليف، بل‌ محورًا رئيسيًا لتحقيق هذا الهدف.

النظام الصهيوني يدّعي أن برامجه تستهدف منشآت إيران ⁢العسكرية، لكن عملياً، ​يضرب ⁣المستشفيات والبنى التحتية ومراكز ⁣الإعلام⁣ بشكل‌ متكرر، ويقدم ضحايا ​كثر من ⁤النساء⁣ والأطفال. فكيف يمكن ⁤تفسير⁣ هذا التناقض؟ ما الهدف الحقيقي وراء هذه الإجراءات؟

⁢ ⁣

تواصل إسرائيل مساعيها⁣ دون توقف، وهي في الوقت ذاته تدرك تماماً ‍أن أي فرصة للنجاح قد تكون بعيدة المنال.واشنطن وطهران توصلتا إلى اتفاق نووي لوقف التقدم. تؤكد الأدلة المتعلقة بالجولة السادسة من ​المفاوضات التي كانت جارية هذه الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة⁤ إلى أن إسرائيل ربطت لاحقًا ⁤ادعاء منع إيران ⁢من الحصول على ‌أسلحة نووية بهدف تغيير‍ النظام⁣ السياسي في إيران.

رغم توثيق جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني من قبل الأمم المتحدة ‌ومنظمات حقوق ⁢الإنسان، لا⁤ تزال الدول الغربية تدعم هذا الكيان سياسيًا ⁢وعسكريًا. برأيكم، لماذا يصمت الغرب أمام هذه الجرائم؟

نتنياهو يدرك جيدًا أن حكومة ​ترامب تضم محافظين جدد وصهاينة يدعمون مخطط “إسرائيل الكبرى”. وبالتالي، ​فإن الهدف الرئيسي للمحافظين الجدد في مشروع “القرن الأمريكي الجديد”​ هو السيطرة على غرب آسيا. بتحقيق هذا الهدف، يتسنى للولايات المتحدة إعادة بناء ​هيمنتها العالمية.نية ظهرت بوضوح خلال حكومة بوش أثناء‍ الهجمات على أفغانستان والعراق وإجراءات مماثلة أخرى.

كان‌ البابا فرانسيس قد صرّح في وقت سابق قائلاً: “نحن نعيش الحرب العالمية ​الثالثة، لكن بشكل ⁢مجزأ، فصلًا بعد فصل.” ولعلّ الفهم الأفضل للوضع العالمي ‌يتطلب منا التأمل في كيفية‌ إدراك تلك الأوساط الغربية نفسها التي نتحدث عنها للتغيرات الجارية في ​منطقة ⁣أوراسيا-أفريقيا؛ المنطقة⁤ التي يتغير فيها ميزان القوى تدريجياً ⁣لصالح ⁢مصالح الغرب الجيوسياسية. في هذا السياق، تعمل إسرائيل كحصن⁤ منيع للغرب في ⁣المنطقة.

عادةً ما تقدم وسائل الإعلام الغربية ⁤أعمال الكيان الإسرائيلي على أنها دفاع عن النفس، ​بينما تتجاهل مجازر المدنيين في غزة ولبنان وإيران فضلاً عن عمليات الاغتيال. كيف⁢ تقيّم⁢ هذا التحيز الإعلامي وما هي السبل لمواجهته؟

لقد⁣ أثبت ⁣”القبة الحديدية” الأسطورية أنها ليست منيعة. ​والآن ينشأ تناقض غريب: أولئك الذين يدّعون الانتصار في الحرب لا يستطيعون…

لا يستطيعون الاحتفال⁣ في أرضهم،⁤ بل يواجهون الألم والحزن.

لا ⁣يمكن فهم الإعلام خارج نطاق هذا الصراع. المكان ‍الذي أجيب منه هو⁤ أمريكا الجنوبية، نصف الكرة الأرضية الذي تهيمن ​عليه الروايات الأمريكية والبريطانية.ومع ذلك،⁢ رغم ‌سيطرة وسائل الإعلام الكبرى، توجد‍ دائمًا مصادر إعلامية ​بديلة تقدم منظورًا مختلفًا​ وتسعى إلى معلومات أكثر دقة⁣ لتحقيق التوازن ضد الإعلام السائد.

ربما بسبب تطور ‍تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبح لدينا⁢ الآن قدرة ‍أكبر من أي وقت مضى على الوصول⁢ إلى أخبار المجازر الجماعية التي تنشر على⁢ منصات ​التواصل الاجتماعي. بعض ‌الروايات التي تنكر هذه ⁤الأحداث⁣ تبدو صادمة للغاية، خاصة ⁤عندما نتأمل الأزمات الإنسانية الخطيرة مثل تلك التي يعيشها⁣ سكان غزة.

برأيك، ما الهدف طويل المدى ⁣للنظام⁣ الصهيوني من هذه السياسات العدوانية والتوسعية؟

ما هي التهديدات التي تشكلها هذه الطموحات على جيرانها في المنطقة؟

كما ذكر سابقاً، ⁢فإن ⁣ميزان القوة ​في الشرق ⁣الأوسط يتغير لصالح المصالح الجيوسياسية للغرب.هذه المنطقة تتجه بشكل متزايد نحو العالم الناشئ، مثل مجموعة “بريكس”، مما يشكل تحدياً لإسرائيل، الدولة التي ‍تتبع سياسات عدوانية.

على سبيل المثال، يبرز أهمية الاتفاق الدبلوماسي بين إيران والمملكة العربية السعودية⁤ والدور البارز للصين في تسهيله. كما انضمت إيران ومصر والإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة “بريكس”، بينما⁢ تحدد المملكة العربية ⁢السعودية موقفها تجاه هذه المجموعة. وتلعب تركيا أيضاً دوراً نشطاً كشريك في⁣ “بريكس”.​ بالإضافة إلى ذلك، هناك ⁤اتفاق استراتيجي شامل بين إيران وروسيا، ​فضلاً عن عقود إيران مع الصين في ⁢مجالات البنية التحتية والصناعة والنفط. كما تلعب منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) دوراً مهماً في هذا الصدد.

لهذه الأسباب، فإن ‌هذه المنطقة التي كانت ولا تزال واحدة ‍من المراكز…

كانت الحياة اللوجستية للعالم⁤ وشركات إنتاج الهيدروكربونات والنفط تسعى إلى لعب دور مؤثر في هيكل النظام العالمي الجديد. في المقابل، فإن إسرائيل التي هي حليف للقوى الغربية، تبدو عازمة على التحرك​ نحو الحرب لإيقاف هذه المسارات.

ما هو⁣ رد فعلكم ​حيال الهجمات الأخيرة لهذا ‌النظام ضد إيران وقتل الأبرياء؟ وما⁣ الرسالة التي تريدون⁣ إيصالها ⁤للناس؟

أدين⁤ هذه الجرائم وأؤمن بأنه⁢ أثناء البحث عن صعود القوى الجيوسياسية، يجب⁢ التركيز على الجانب⁤ الإنساني للحياة، لأن​ الأمر هنا يتعلق بأرواح بشرية وكل واحدة منها ثمينة.‍ بعد الأخلاقيات، يغيب أي​ منطق استراتيجي لدى أولئك الذين يسعون للحرب، وفي نفس الوقت فإن تعداد⁣ ضحاياهم البشرية مستمر.

كما أن مقتل الأبرياء في إيران قد أثار ​وضعاً⁣ مفجعاً‍ وعمليات⁣ قتل جماعي في غزة ⁢يجب أن ⁣تثير القلق والرد.

إسرائيل تعمل كعقبة جغرافية سياسية للغرب‍ في المنطقة. قرارها بحظر المساعدات الإنسانية هو​ شكل آخر من أشكال الحرب. حتى العديد من المراسلين قُتلوا مرة أخرى لإخفاء المعلومات والحقائق المشوهة.

الولايات المتحدة تواصل بشكل‍ دائم قطع المساعدات عن ‍المنظمات الدولية التي تدين‍ جرائم النظام الصهيوني.⁢ برأيكم، هل سياسات الولايات⁤ المتحدة ⁣هي أساس​ استمرار هذه التجاوزات؟ كيف يمكن الرد على كل ‍نظام؟

إسرائيل تعمل كحاجز جيو سياسي للغرب في المنطقة.الفهم الكامل لهذه الصورة المنتشرة داخل الأمم المتحدة دون النظر إليها غير ممكن. إنها صورة تُظهر الواقع المخفي للقوة الاقتصادية ‍والعسكرية للولايات المتحدة. هذا الموضوع يوضح أيضًا السياسات الأمريكية مثل الاعتراف بالقدس، وزيادة التوتر مع الصين، والزيادة الصارخة للميزانية العسكرية، والسعي لتوسيع هذه الميزانية في حلف الناتو.

إذا افترضنا حربًا عالمية ثالثة…بعد بدء المحاكمة، هناك عناصر رئيسية تشير إلى أن منطق الهيمنة⁤ الأمريكية يتوافق مع الدعم الإسرائيلي، الذي يعتبر في الواقع ‍أحد الولايات المتحدة. إن تعدد الأقطاب ليس مجرد أمنية، بل هو⁤ حقيقة عملية. النظام أحادي القطب تحت قيادة أمريكا لم يعد موجودًا ليس ⁤فقط بسبب ظهور قوى منافسة، ولكن أيضًا بسبب​ التناقضات الداخلية والتوسع الإمبريالي الذي حدد هيمنتها العالمية في ​العقود الأخيرة، وهو الآن في حالة انهيار.

النظام الصهيوني يمتلك أسلحة غير تقليدية وخارج نطاق رقابة ‌الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه يتهم إيران بعدم الشفافية في برنامجها النووي. هل هذا مثال صارخ‍ على المعايير المزدوجة في الشؤون العالمية؟ كيف ‍يجب على المجتمع الدولي التعامل مع هذه⁤ الازدواجية؟

إيران منذ عام 1979 وما بعد الثورة الإسلامية ‌كانت العدو ⁤الرئيسي ⁢لإسرائيل في المنطقة.كما سبقت الإشارة إليه،‍ إيران مصممة بأي ثمن على⁤ منع التوافق النووي بين إيران والولايات المتحدة.منع عشر دول من ذلك.‍ في الواقع، انسحبت الولايات المتحدة عام 2018 من مفاوضات متعددة الأطراف شملت دولاً أخرى حول سياسة إيران النووية. ومن ⁢الواضح أن هناك تناقضاً كبيراً؛ فإسرائيل لا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما تخضع دول أخرى لهذه الرقابة.

في هذه المرحلة، من ⁢الضروري تقييم فعالية الآليات الدولية ⁣التي تم إنشاؤها بعد الحرب⁢ العالمية الثانية.العصر الجديد الذي يتشكل من المناقشات الجيوسياسية الجارية يشير مباشرة إلى هذه المسألة ولا ⁢ينبغي تجاهلها.

أعيد طرح هذه النقطة الأخيرة نظراً لأهميتها في أي نقاش​ جاد حول المجتمع الدولي والازدواجية⁢ الموجودة فيه. في هذا‌ السياق، هناك على الأقل ثلاث مناطق ⁢رئيسية في⁤ العالم ‍تشهد صراعات كبرى مترابطة بطريقة ما، ​وجميعها تقع ⁣في أوراسيا.

كما سبق ذكره، فإن التطورات الرئيسية تتماشى مع ‍المنطق العام ⁣لتراجع الهيمنة الأمريكية. وهذا يشمل الموضوع…هناك قضايا أخرى تتعلق بغرب آسيا أو ⁣الشرق الأوسط، وأوكرانيا⁣ ومواجهة حلف الناتو لمشاكل في الحرب مع روسيا، وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين ⁢حول ‍تايوان. ومع أن هناك تطورات مهمة تحدث أيضًا في إفريقيا وأمريكا اللاتين، ‍إلا أن التركيز ينصب على المناطق الأوراسية بسبب التدخل المباشر للقوى الكبرى ⁤وأهميتها في تشكيل النظام العالمي المستقبلي.

مصادر ⁤الخبر: © وكالة ويبانقاه⁢ للأنباء,‍ وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى