قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

المشروع الصهيوني “المدينة الإنسانية” من التهجير في غزة إلى ابتزاز المفاوضات

النظام ⁤الصهيوني الذي هزم في جميع خططه لدعم ‌شعب غزة منذ‌ بداية ⁣الحرب، يعود الآن إلى​ مناقشات ⁤جديدة تحت ⁣عنوان “مدينة ‌برية البشر” ⁤في إطار حملة دعائية.

بحسب تقرير لـ”وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلًا ​عن ‍”وكالة مهر للأنباء”، يستمر النظام الصهيوني في طرح خطط جديدة لدعم شعب ‌غزة، بينما تستمر جولة جديدة من⁣ المفاوضات حول وقف إطلاق‍ النار. ⁤الصهاينة يروجون لخطة جديدة بعنوان “مدينة برية ​البشر” في جنوب قطاع غزة، تهدف إلى نقل 40 إلى 70 ألف فلسطيني في المرحلة الأولى كخطوة ​تمهيدية لإخراجهم من غزة.

تفاصيل مشروع‌ “مدينة برية البشر”

كشف وزير⁣ الحرب الصهيوني “إسرائيل كاتس” الاثنين الماضي عن وجود هذه الخطة التي تشمل إنشاء مرافق على أطراف مدينة رفح.تدعي هذه المدينة⁤ أنها ستكون مركزًا…

تستعد مصر ومنظمة “أونروا” لإيواء اللاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة. وفي مرحلة لاحقة، سيتم تجميع جميع سكان غزة في هذه المنطقة تمهيدًا لنقلهم ⁢خارج القطاع.وتشير مصادر إعلامية إلى أن هذا المخطط الصهيوني يعتمد⁤ أساسًا على خطط⁤ سابقة ⁤مثل “المخططات العامة” أو “الأراضي الجرداء”، بهدف إخلاء شمال قطاع غزة من ⁣مليون شخص ونقلهم إلى وسط وجنوب القطاع. كما أن⁣ الخرائط التي قدمتها السلطات الصهيونية خلال الأيام الماضية لتبرير عمليات الجيش ‌في غزة ‍خلال الحرب الأخيرة، تعكس في الواقع محاولة ​لتعزيز الوجود الصهيوني في القطاع ‌وليس الانسحاب منه. حيث أن ⁤عمليات التهجير تشمل المدينة بأكملها، مع احتلال أكثر من 40% ⁢من مساحة غزة عسكريًا من‌ قبل ⁢الكيان الصهيوني.

وتكشف هذه التحركات ⁢العسكرية عن نية الكيان ‌لتنفيذ مخطط الإخراج القسري‍ لسكان غزة إلى مصر⁢ ودول ​أخرى. وفقًا للخرائط التي قدمتها الجهات الصهيونية،‌ فإن القوات⁣ المحتلة تسيطر على⁢ أجزاء كبيرة من المناطق الحدودية في قطاع غزة.ستقبل الجيش​ الصهيوني ‍التقدم حتى عمق 3 كيلومترات، وسيظل ‌أجزاء كبيرة من‌ مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر وبيت حانون في شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى منطقة خزاعة بالكامل شرق ⁣خان ⁢يونس في ⁣جنوب غزة، وجزء من شارع السكة في ⁣مناطق التفاح⁣ وكذلك الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة تحت الاحتلال الصهيوني.وفقًا لهذه الخرائط، فإن 40% من مساحة ‍قطاع غزة ستصبح تحت سيطرة القوات الصهيونية، مما ‌يمنع عودة نحو 700⁣ ألف فلسطيني ‍إلى منازلهم ويجبرهم⁣ على ⁣التوجه نحو مراكز النزوح في جنوب القطاع. كما سيظل عدد كبير من الفلسطينيين عالقين في ​منطقة المواصي جنوب قطاع غزة.⁤

من الجدير‌ بالذكر أن معظم مساحة مدينة رفح قد دمرت⁤ بالكامل منذ⁣ بدء الهجوم الواسع‌ للمحتلين على المدينة في 7 مايو/أيار 2024، ⁣ولم⁣ ينسحب المحتلون منها حتى بعد اتفاق وقف إطلاق ​النار في يناير/كانون الثاني. وفي الوقت نفسه، يواصل الجيش الصهيوني ⁣عمليات الهدم المنظمة في مناطق شمال قطاع غزة بهدف محوها​ تمامًا.أهداف الصهاينة من “المدينة الإنسانية”

رفضت الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس،‌ بشكل قاطع ما⁣ يُسمى بمشروع “المدينة الإنسانية”، الذي يأتي في إطار استمرار المؤامرات الأمريكية والصهيونية لتهجير‍ سكان غزة. وأكدت حماس عبر وفدها المفاوض في الدوحة على ضرورة انسحاب الكيان الصهيوني من محور‍ موراغ، مشيرةً إلى‌ أن الحركة⁢ لا يمكن أن تقبل بمشاريع تؤدي إلى تهجير الشعب الفلسطيني. كما أعلنت‌ أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يشمل تنفيذ المطالب الأساسية ⁢للفلسطينيين، بما في ذلك الانسحاب⁣ الكامل للمحتلين من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم.

وفيما يتعلق ​بأهداف مشروع “المدينة الإنسانية”، قال مصطفى ⁤إبراهيم، الكاتب والمحلل السياسي العربي، في حديثه لـ”العربي الجديد”: إن الاحتلال يسعى من خلال تنفيذ هذا المشروع إلى تحقيق⁢ الأهداف المعلنة منذ⁤ بداية الحرب.

أضاف: “أي تدمير وقتل الشعب الفلسطيني وتشريده”.

وتابع قائلاً: “خطر نقل ‍سكان غزة إلى رفح واضح تماماً‌ في الخطة التي قدمتها الصهيونية في المفاوضات الأخيرة بالدوحة، مما يدل على التزام الكيان المحتل بمشروع تشريد الفلسطينيين. خطة ‍ما ‍يسمى بـ’المدينة الإنسانية’ هي استمرار لمخطط نقل سكان غزة من الشمال‌ إلى المناطق الجنوبية تحت ذرائع إنسانية، والصهاينة يستغلون الصمت⁣ الدولي ⁣وغياب مواقف عربية وعالمية حقيقية ‍لوقف الإبادة⁢ الجماعية في غزة لتنفيذ مثل هذه المخططات التآمرية”.

وأردف⁣ بالقول: “حتى المعارضة داخل‍ الكيان الصهيوني التي تطالب الآن ‌بإنهاء الحرب وعودة أسرى ‌هذا الكيان، لا تختلف في نهجها ​عن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان⁣ المحتل، وخلافاتهم‌ تتعلق فقط بالتفاصيل. ففي⁢ الواقع، لا ⁤يعارض أي من ⁣الصهاينة‍ استئناف الحرب في ⁣غزة”.

بدوره، قال إياد القرا، ‍الكاتب والمحلل العربي…

أفادت‌ مصادر‍ أن وزير حرب الكيان الصهيوني، الذي ⁢أعلن عن مخطط ما يسمى بـ”المدينة الإنسانية” في رفح، يتلقى⁣ أوامره ⁤مباشرة من نتنياهو وينفذ تعليماته ⁤دون أي تردد.‌ جميع المشاريع التي قدمها الصهاينة منذ بداية الحرب ⁢لتهجير سكان غزة​ بقيت في إطار ‍المفاهيم النظرية ولم يُنفذ أي منها. ‌

وأكد المصدر أن الصهاينة يتابعون ⁤مشروعًا أكبر لتهجير الفلسطينيين وإزالتهم بالكامل من غزة. وفي ​الواقع، يرون الفترة الحالية فرصة تاريخية قد لا تتكرر، لكن الحقيقة أكثر​ تعقيدًا مما يتصورون. فالجيش التابع للنظام الاحتلالي يعارض هذا المخطط صراحةً؛‌ إذ يدرك أن​ تنفيذه ‌يتطلب نشرًا واسعًا لقوات الجيش على محاور متعددة ⁢في قطاع غزة، وهو ما سيتكبد تكاليف وعواقب باهظة⁢ ويعرض حياة‍ الجنود للخطر.

وشدد الكاتب العربي ‍على أن المؤسسة العسكرية⁤ للكيان الصهيوني…يعتقد “فينيتي” أن ‌الاحتلال المباشر لقطاع غزة لن يحقق أي مكاسب استراتيجية لهذا ‌النظام، حتى لو تم تحرير الأسرى الصهاينة وإزالة حركة حماس بالكامل.

وأضاف في ختام حديثه: إن تكلفة مثل هذا المشروع على مستوى ‌الموارد البشرية والمادية مرتفعة جدًا ولن يتمكن ⁤الصهاينة من تحملها.⁢ كيف يمكن لتل⁢ أبيب، التي فشلت بالفعل في ‍إدارة 4 ‍مراكز توزيع مساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة، ⁤أن تُبقي وتدير ‌ما بين 600 إلى 700 ألف فلسطيني يعيشون في ظروف كارثية ​داخل منطقة ‌صغيرة؟

مصادر⁣ الخبر: © وكالة ويبانقاه ‍للأنباء,وكالة ‌مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى