المؤامرة الأمريكية-الإسرائيلية التقسيمية في سوريا جرس إنذار لحكام العرب
وفقًا لتقرير وكالة “مهر” للأنباء، فإن التطورات الأخيرة في سوريا تستحق التحليل من قبل المراقبين الدوليين على المستويين الداخلي والدولي. هذه الأحداث لا تقتصر على أبعاد داخلية تهدف إلى تقسيم سوريا وتقليص نفوذ ثلاث دول كبرى فحسب، بل يمكن أن تشمل أيضًا دولًا عربية أخرى في المنطقة بحسب المحللين.
صحيفة “القدس العربي” أشارت في مقال لها إلى محاولات النظام الصهيوني لتقسيم سوريا، حيث كتبت: “في خضم التطورات المتلاحقة والاشتباكات بين القبائل البدوية والدرزية التي نتجت عن تدخل أبو محمد الجولاني، استغل النظام الصهيوني الفرصة لتعزيز تدخله في الشؤون الداخلية السورية.”
الصهاينة منذ بداية العام…
استهدفت طائرات تابعة للنظام السوري بعد سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا تحقيق هدفين رئيسيين. الهدف الأول كان تعطيل قدرة الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المدنيين في مناطق سوريا ولبنان وجولان المحتلة، مما يحسن حماية هذه المناطق. أما الهدف الثاني فكان تعميق النفوذ الإيراني داخل الأراضي السورية والسيطرة الكاملة على منطقة جبل الشيخ الاستراتيجية ذات الأهمية الجيوسياسية.
جريدة “لوموند” الفرنسية أشارت في هذا السياق إلى أن الهجوم جاء في ظل تحسن العلاقات بين النظام السوري والكيان الصهيوني، حيث رفعت الولايات المتحدة سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما أُخرجت حركة “تحرير الشام” المصنفة إرهابية من القوائم الأمريكية. حتى أن السلطات الإسرائيلية لم تبذل جهوداً تذكر خلال الشهر الماضي لطرد الميليشيات الصهيونية من جنوب سوريا.يبدو أن بنيامين نتانياهو يسعى جاهداً لمنع تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في جميع دول المنطقة. إنه يهدف إلى ضخ استثمارات في نقاط الضعف المجتمعية السورية، ولهذا النظام ليس لديه ما هو أفضل من خلق الانقسامات والفجوات الأخرى في الدول المجاورة.
من وجهة نظر تحليلية، يمكن لهذا الحدث أن يتسبب في انسحاب الدولة من التوسع في هذه الدول ومن ناحية أخرى قد يخلق تيارات أخرى تهدد وجود الدولة الوطنية فيها. النظام الصهيوني في هذا السياق يحمل دائماً دعم الولايات المتحدة وجزءاً مهتماً من الدول الأوروبية معه.
فتنة سوريا تمتد إلى الدول العربية
من جهته، تناول المحلل الاستراتيجي عبد الباري عطوان الموضوع السوري أيضاً في مقاله. وهو يعتبر فتنة الطوائف وتدخل النظام الصهيوني في سوريا نموذجاً مصغراً لسيناريو التدخل الأمريكي الإيراني.إسرائيل حذرت في بيان رسمي من أن هذه الأحداث قد تنتقل قطعًا إلى دول عربية أخرى، مما سيؤدي إلى خلق فوضى وصراعات تندلع وتستمر حتى تصبح حربًا طائفية ومذهبية وتقسيمًا للدول المختلفة.وأضاف البيان أن هذه الأحداث تأتي في ظل ظروف تتزايد فيها مطامع الصهاينة، خاصةً مع تطبيع العلاقات وخروج دمشق عن محور المقاومة، مما يخلق أمنًا واستقرارًا للصهاينة. لكن كل هذه الإجراءات لم تمنع تحقيق النصر أو هجوم إسرائيل على سوريا، لأن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو تغيير سوريا وليس تغيير نظام هذا البلد.
وأشار عطوان إلى أن الكيان الصهيوني نفذ بعد ساعات قليلة من إعلانه سقوط حكومة بشار الأسد أكثر من 500 غارة لتدمير المنشآت العسكرية والمطارات والبنى التحتية الحيوية للجيش السوري، مؤكدًا أن هذا السلوك يُظهر أن هدف الكيان الصهيوني ليس فقط استهداف سوريا بل زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.لم تكن الحكومة السورية تهدف إلى محو الهوية الوطنية والتاريخ السوري، بل كانت تسعى إلى القضاء على الانتماء والتراث السوري، وهذا ما يمكن ملاحظته اليوم أيضًا في جنوب البلاد وفي دمشق عاصمتها.
وأشار عطوان إلى أن تكرار سيناريو جنوب سوريا في سياق استغلال الصهاينة لأدواتهم النجدية والفرق الطائفية في الشمال والشرق لا يبدو بعيدًا عن النظر. وكتب: “المخطط الأمريكي الإسرائيلي يهدف إلى استغلال الخلافات الطائفية والمذهبية لتحقيق أهدافه في سوريا، وخلق واقع جديد في المنطقة تحت هيمنة الكيان الصهيوني. وهذا النهج سيؤثر حتمًا على دول عربية أخرى مثل مصر والسعودية والجزائر وتركيا ولبنان والعراق”.
نتيجة لهذا التطور، فإن التحالفات الحكومية مع الولايات المتحدة والتطبيع مع إسرائيل وتقديم التنازلات لن تكون قادرة على ضمان بقاء الأنظمة العربية الحاكمة.الرجاء تقديم النص الفارسي المطلوب ترجمته إلى العربية وفقًا للقواعد المحددة.