المشروع الصهيوني لتقسيم سوريا أهداف سويدا الظاهرة والخفية
بحسب ما نقل القسم العربي لـ”وكالة ويبانقاه للأنباء“ عن “وكالة مهر للأنباء” نقلاً عن الميادين، شنت قوات الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية غارات جوية متعددة على مناطق في جنوب سوريا، وامتدت هذه الهجمات العنيفة إلى داخل دمشق واستهدفت مقرين حكوميين حساسين هما القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش.
وأكد مسؤولون عسكريون وسياسيون في الكيان الصهيوني أن هدفهم من هذه الهجمات هو حماية أمن الكيان، كما زعموا أنهم يدعمون الأقلية الدرزية في سوريا.
لكن ما هي المصالح الخفية للنظام الصهيوني وراء شعار دعم الأقليات، وهنا تحديداً الدروز السوريين؟
الأقلية الدرزية في منطقة أمنية حسّاسة
تصاعد التوترات في الجولان المحتل.. المنطقة التي تعتبر نقطة أمنية حساسة
تشهد منطقة الجولان المحتل، خاصة في محافظة السويداء جنوب سوريا وامتداداً إلى مرتفعات شمال شرق فلسطين المحتلة، تصاعداً في التوترات الأمنية. هذه المنطقة التي يعتبرها الكيان الصهيوني منطقة أمنية حيوية لمصالحه.
أهمية محافظة السويداء في تصاعد التوترات دفع العديد من المسؤولين الصهاينة، وخاصة إسرائيل كاتس وزير أمن الكيان، إلى وصف هذه المنطقة والمناطق الجنوبية السورية المجاورة للجولان المحتل بأنها نقاط استراتيجية وحساسة.
في 23 فبراير الماضي، استغل وزير أمن الكيران سياسات التخويف والتهويل ضد الأقليات مدعياً حماية المجتمع السوري، معلناً أن جنوب سوريا وخاصة محافظتي القنيطرة والسويداء يجب أن تكون خارج أي تدخل غير رسمي.
خلال الأيام الماضية، نفذت عناصر إرهابية تتبع للنظام الجولاني مجازر دموية ضد المدنيينفي السويد، بدأت القوات الصهيونية بتكرار نفس السيناريو من خلال الدخول الميداني، حيث أكد وزير حكومة هذا الكيان أن سياسة “التطبيع غير الرسمي” في جنوب سوريا يجب أن تستمر.
وبحسب هذه التفسيرات، فإن وجود القوات الصهيونية في جنوب سوريا وارتفاع وتيرة الاشتباكات يشيران إلى نيتها خلق منطقة عازلة غير رسمية بين سوريا وفلسطين المحتلتين.
في هذا السياق، تسعى سلطات الاحتلال إلى كسب دعم بعض الشخصيات والجماعات داخل السويد، رغم أن معظم هذه الأطراف ترفض التعاون علنًا مع المحتلين تحت أي ذريعة.ومع ذلك، لا تزال موجة التوتر مستمرة.
وفي هذا الإطار، دعا موفق طريف، القائد الروحي للجالية الدرزية في فلسطين المحتلة والذي يُعتبر شخصية محورية للكيان الصهيوني ويتهم بالعمل لصالحه، سلطات الاحتلال إلى التحرك فورًا بعد موجة العنف في السويد.وأكد طريف أنه “إذا لم نحمي إخواننا في سوريا…”سنشهد صراعًا شعبيًا واسع النطاق.
تظهر الإحصائيات أن الدروز في الأراضي المحتلة عام 1948 يشكلون جزءًا من البنية العسكرية للنظام الصهيوني، حيث يمثلون نحو 5% من قواته النظامية سنويًا. وبالتالي، فإن طرح شعار حماية الدروز السوريين – نظرًا لتاريخ العرب الدروز في الجيش الصهيوني – يُعد ذريعة مناسبة للمحتلين لتمديد نفوذهم واستمرار احتلالهم لأراضي سورية.
النظام الصهيوني ومشروع تقسيم سوريا
منذ تأسيس النظام الصهيوني المزيف عام 1948، كان هدفه الرئيسي إضعاف وتفتيت دول المنطقة لضمان أمنه. وكانت سوريا – بسبب جوارها لفلسطين المحتلة – الدولة الأكثر استراتيجية التي سعى الصهاينة للتغلغل فيها، حيث ظلوا يروجون باستمرار لأفكار تقسيمها.
فعلى سبيل المثال، صرح موشيه يعلون، وزير الحرب السابق للنظام الصهيوني، في مؤتمر ميونخ للأمن 2016 بأن سوريا لن تعود كما كانت…
نحن نعلم أنه في المستقبل القريب لن يتحد أبدًا.
صرح تام بن باراك، وزير استخبارات الكيان الصهيوني السابق، في هذا السياق: “أعتقد أن سوريا يجب أن تنقسم في النهاية إلى عدة مناطق، والتقسيم هو الحل الوحيد الممكن”. ومن هنا يعتقد المراقبون أن الهجمات العنيفة الأخيرة للكيان الصهيوني على سوريا تحت ذريعة دعم الدروز قد تؤدي في النهاية إلى تفعيل مشروع تقسيم سوريا، وهو ما يحمل مخاطر واسعة النطاق.
كما أن تقسيم سوريا سيخلق فرصًا للكيان الصهيوني للتحالف مع الجماعات المعارضة للنظام الجديد في دمشق؛ وهو الأمر الذي يبدو أن الصهاينة يحاولون تنفيذه مع الدروز.
نتيجة لذلك، ستفتقر سوريا إلى هيئة مركزية موحدة لاتخاذ القرارات؛ خاصةً وأن نظام جولاني قد أثبت عدم كفاءته تمامًا وأظهر أنه خلافًا لادعاءاته لا يهتم بسوريا وشعبها، وعلى استعداد لمنح أي تنازلات تريدها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل البقاء في السلطة.
استخدام الدروز كورقة ضغط دبلوماسية واستخباراتية
قبل أيام قليلة، ذكر موقع ”آي 24 نيوز” الإسرائيلي أن أبا محمد الجولاني اجتمع في أذربيجان مع مسؤولين إسرائيليين، وكان الهدف من هذه اللقاءات مناقشة تفاصيل إضافية لاتفاقية أمنية من المقرر توقيعها بين دمشق وتل أبيب.
كما أفادت مصادر مطلعة على أجواء المفاوضات بين الجولاني والمسؤولين الإسرائيليين بأن الجولاني وافق، مقابل تلقي دعم هذا النظام للبقاء في السلطة، على التنازل رسمياً عن هضبة الجولان للإسرائيليين.
لكن بعد أيام قليلة فقط من هذه المفاوضات، وفي أعقاب اشتباكات دامية في محافظة السويداء، تحرك الكيان الإسرائيلي مدعياً حماية الدروز في المنطقة وقصف أيضاً مقرات حكومية سورية في دمشق. وفي الوقت ذاته، قال نتنياهو إنه لن يسمح لقوات عسكرية سورية بدخول جنوب دمشق.
بعض المحللين يعتقدون أن الكيان الصهيوني، تحت ذريعة حماية الدروز، يسعى لزيادة الضغوط الميدانية في المفاوضات مع نظام جولاني للحصول على مكاسب منه، رغم أن الحصول على تنازلات من جولاني لا يتطلب جهدًا كبيرًا.
الأهمية الاستخباراتية للتقارب مع الدروز
في 9 ديسمبر 2024، التقى شلومي بندر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية للكيان الصهيوني بأمر من إسرائيل كاتس مع الشيخ موفق طريف، وذلك في خضم تصاعد التوتر بالقرب من مرتفعات الجولان لتمهيد الطريق أمام تعاون استخباري بين الكيان والدروز السوريين.
وفي هذا السياق، نشر موقع “آفاق يهود” العبري مؤخراً تقريراً حول أهمية الدروز في العمل الاستخباري للكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن تل أبيب تعتبر دور الدروز على المستوى الاستخباري بالغ الأهمية؛ نظراً لفهمهم العميق للمعايير الثقافية والبنى الأسرية والرأي العام في المجتمع العربي، وهو ما يُعد حاسماً للعمليات الاستخباراتية السرية.
رغم الجهود المكثفة والمؤامراتية التي تبذلها الكيان الصهيوني لاستقطاب الدروز السوريين في العمل الاستخباراتي، لم تثمر هذه المحاولات عن نتائج ملموسة حتى الآن.
وشدد يوسف الجربوع، شيخ عقل المجتمع الدرزي في سوريا، على أن أهالي السويداء أوفياء لأرضهم ولا يقبلون أي تدخل أو توجيه خارجي. كما حذر وليد جنبلاط، زعيم المجتمع الدرزي في لبنان والرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي هناك، خلال الفتنة التي أشعلها الكيان الصهيوني مؤخراً في السويداء، مراراً من الوقوع في فخ الصهاينة.
وفي هذا السياق، أكد وليد جنبلاط قبل أيام أن الكيان الصهيوني لا يحمي أحداً وأن هدفه إشعال التوترات وسفك الدماء في السويداء، داعياً أبناء المحافظة إلى الحذر من تحركات المحتلين ومكائدهم وعدم الوقوع فيها.
أما أكثر السيناريوهات ترجيحاً من قبل المراقبين بشأن تحركات الكيان الصهيوني في سوريا…
المشروع لتقسيم هذا البلد كان بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، وقد مهد نظام جولاني الطريق لتنفيذ هذه الخطط الأمريكية-الصهيونية الخطيرة ضد سوريا، ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد لتطورات المستقبل في هذا البلد.
الأهمية الاستخباراتية للتقارب مع الدروز
في 9 ديسمبر 2024، التقى شلومي بندر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية للكيان الصهيوني بأمر من إسرائيل كاتس مع الشيخ موفق طريف، وذلك في خضم تصاعد التوتر بالقرب من مرتفعات الجولان لتمهيد الطريق أمام تعاون استخباري بين الكيان والدروز السوريين.
وفي هذا السياق، نشر موقع “آفاق يهود” العبري مؤخراً تقريراً حول أهمية الدروز في العمل الاستخباري للكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن تل أبيب تعتبر دور الدروز على المستوى الاستخباري بالغ الأهمية؛ نظراً لفهمهم العميق للمعايير الثقافية والبنى الأسرية والرأي العام في المجتمع العربي، وهو ما يُعد حاسماً للعمليات الاستخباراتية السرية.
رغم الجهود المكثفة والمؤامراتية التي تبذلها الكيان الصهيوني لاستقطاب الدروز السوريين في العمل الاستخباري، لم تثمر هذه المحاولات عن نتائج ملموسة حتى الآن.
وشدد يوسف الجربوع، شيخ عقل المجتمع الدرزي في سوريا، على أن أهالي السويداء أوفياء لأرضهم ولا يقبلون أي تدخل أو توجيه خارجي. كما حذر وليد جنبلاط، زعيم المجتمع الدرزي في لبنان والرئيس السابق للحزب الاشتراكي التقدمي هناك، خلال الفتنة التي أشعلها الكيان الصهيوني مؤخراً في السويداء، مراراً من الوقوع في فخ الصهاينة.
وفي هذا السياق، أكد وليد جنبلاط قبل أيام أن الكيان الصهيوني لا يحمي أحداً وأن هدفه إشعال التوترات وسفك الدماء في السويداء، داعياً أبناء المحافظة إلى الحذر من تحركات المحتلين ومكائدهم وعدم الوقوع فيها.
أما أكثر السيناريوهات ترجيحاً من قبل المراقبين بشأن تحركات الكيان الصهيوني في سوريا… المشروع لتقسيم هذا البلد كان بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، وقد مهد نظام جولاني الطريق لتنفيذ هذه الخطط الأمريكية-الصهيونية الخطيرة ضد سوريا، ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد لتطورات المستقبل في هذا البلد.
مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,