عاقبت التواطؤ كيف انتهى الأمر بدمشق ضمن أهداف البنك الاستهدافي للنظام الصهيوني
وكالة مهر للأنباء، مجموعة الدولية: بعد صعود نظام جولاني إلى السلطة، ظهرت في وسائل الإعلام الرئيسية صورة بشار الأسد الرئيس السوري السابق متضررة ومحترقة فوق أحد المباني الحكومية، كعلامة على بدء مرحلة جديدة لسوريا المنهكة بالحرب وانتقالها نحو «الديمقراطية» و«الحرية» و«التنمية»!
تحول إرهابيو الأمس الذين كانت أسماء بعض قادتهم مدرجة في القوائم السوداء لأمريكا والدول الأوروبية فجأة إلى «قادة حرية» ونموذج لدول مناهضة لأمريكا للانتقال نحو مستقبل جديد! بينما كانت كاميرات المراسلين تصور فرح معارضي الأسد، قامت قوات جيش النظام الصهيوني باحتلال ما تبقى من مرتفعات الجولان وقمع الجيش السوري بقوة في…
بدأت نقاط مختلفة من هذا البلد في الاشتباك. ربما كانت سوريا اليوم تتمتع بدعم جزء كبير من دول المنطقة والمجتمع الدولي، لكن دون امتلاك القدرة الدفاعية اللازمة تحولت إلى “هدف سهل” لآلة الحرب التابعة للنظام الصهيوني.
ما الذي حدث بالضبط؟
في عصر يوم الأربعاء 10 يوليو 2024، أعلن يسرائيل كاتس وزير حرب النظام الصهيوني عن بدء عمليات استهداف النظام الصهيوني لسوريا! بدأت الحادثة عندما حاول الطيران الإسرائيلي باستعراض القوة إثارة مشاعر الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، معتبرًا نفسه الحامي الأساسي لحقوقهم في جنوب سوريا، وحذر القوى الجوالة من أن أي وجود عسكري-أمني صلب في المنطقة سيُواجه برد فعل الطيران الإسرائيلي. أدى تداول هذه الرواية إلى وقوع عدة اشتباكات خلال الأيام الماضية، حيث اعتبر بعضها الطيران الإسرائيلي فعليًا حاميًا للمنطقة.كما أن بعض قادة الفصائل الفلسطينية أعربوا عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع دمشق، لكن بعضهم…الشيخ حكمت الهاجري يدعو إلى مقاومة القوات الحكومية، ويطالب بعدم الاستجابة لطلبات “تل أبيب”.
أكد الشيخ حكمت الهاجري على ضرورة مقاومة القوات الحكومية ورفض أي مساعدة لـ”تل أبيب”، مشيرًا إلى أن جميع القادة في “دروز” يرفضون ذلك. كمثال، ذكر وليد جنبلاط، أحد كبار القادة السياسيين في تيار “دروز”، والذي كان قد رفض الرواية الإسرائيلية خلال أزمة “مجدل الشمس”، حيث أدانت الإجراءات العسكرية للجيش الصهيوني في جنوب سوريا بقوة.
وفي سياق متصل، تشهد المنطقة موجة جديدة من التوتر بين قوات النظام الجولاني وقوى “دروز”، وذلك بعد تصاعد التصعيد الذي شهدته الأيام الأخيرة، حيث حاول الجولاني بمساعدة قواته التوجه نحو السويداء لتوسيع نفوذ نظامه.وفي الوقت نفسه، حذرت إسرائيل قوات الجولاني من دخول هذه المنطقة، مؤكدة أنها ستكون هدفًا لأي هجوم محتمل.
وردًّا على تحركات القوات الجولانية خارج الخط الأحمر للنظام الصهيوني، كانت نقطة بدء الحملات الجوية لـ”تل أبيب” ضد مواقع مختلفة في سوريا. وبعد انتهاء الموجة الأولى من الضربات الجوية، أكد المتحدث العسكري أن وضع ”إطفاء الحرائق” أصبح سائدًا في السويداء، مع تأكيد استعداد قوات الجولاني للرد بأقصى قوة وإعادة تقييم الوضع.
سيطرت القوات السورية على مركز المنطقة. وأعلن ريجيم جولاني، مساء الأحد 18 يوليو، أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات إطفاء بعد شن هجمات جديدة.
التطبيع بنكهة الحرب
أكد جولاني أن تركيا والسعودية وقطر تعيد التحرك نحو ساحة الشام وتوسع نفوذها في منطقة شرق المتوسط. فقد وعد منذ الأيام الأولى لوصوله إلى السلطة برفع العقوبات عن هذه الدولة بسرعة وإعادة دمشق إلى المجتمع الدولي.
كما تعهدت الدول المذكورة بدعم النظام السوري الجديد لإعادة إعمار البلاد المتضررة من الحرب في أقصر وقت ممكن. وفي المقابل، وعد النظام الجديد في دمشق بتقديم تنازلات كبيرة دون مراعاة حقوق الشعب السوري، والعودة إلى سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر التعاون الأمني مع واشنطن وتل أبيب.
أعلنت مصادر أمنية عن تعزيز المقاومة في الجبهة الشرقية للخليج الفارسي.
في صباح يوم الجمعة الموافق 17 أبريل 2025، التقى جولاني ميلرز ومارلين إستازمن، ممثلا جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع مسؤولين أمريكيين لمناقشة قضايا ثنائية ومناطقية ودولية. وأكد ميلرز في حديثه مع بلومبرغ أن موضوعي “رفع العقوبات عن قطاع غزة” و”تطبيع العلاقات مع إسرائيل” كانا على طاولة المفاوضات بين الفريق الأمريكي وجولاني. بعد هذا اللقاء والوساطة السعودية، تم الإعلان عن لقاء جولاني وترامب في العاصمة السعودية الرياض وإلغاء بعض العقوبات عن غزة.
في أعقاب سلسلة التطورات الأخيرة، أكد معظم الخبراء أن احتمالية تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب قد زادت، وأن الوقت أصبح مناسبًا لتنفيذ هذه الخطوة بالنسبة لهم ولبعض الامتيازات المقترحة لسوريا. إلا أن التغيرات خلال الأسبوع الماضي غيرت كل هذه الافتراضات وأدت إلى شكوك خاصة حول المستقبل السياسي وحتى الحفاظ على منصب جولاني.
مواجهة دولة بلا جيش
بعد سقوط الحكومة المركزية في دمشق، أطلق العديد من الناشطين السياسيين المغتربين “هتافات النصر”! بلغت هذه الحملة الدعائية ذروتها عندما التقى جولاني في الرياض مع دونالد ترامب، وبعد ذلك بقليل رُفعت عقوبات “قيصر” عن هذا البلد.لكن ما خفي عن الرأي العام خلف الكواليس كان أكثر من 500 هجوم شنّته الجيش الإسرائيلي على المنشآت الدفاعية – الهجومية السورية، مما أدى إلى تدمير الجزء الأكبر من القوات الجوية والبحرية والدفاعية والرادارية لهذا البلد العربي.
في الوقت نفسه، انتهكت قوات جيش النظام الصهيوني اتفاقية عام 1974 واحتلت جميع مرتفعات الجولان بما فيها جبل حرمون، كما نشرت قواتها الخاصة في محافظة السويداء. اعتداء طائرات النظام الصهيوني الأخير على دمشق واستهدافها مراكز حيوية مثل مبنى وزارة الدفاع وقصر الرئاسة ومحاولة اغتيال كبار مسؤولي نظام جولاني لم يكن أمراً غير متوقع أو غريباً…
قامت النظام الصهيوني بشن هجوم على سوريا في محاولة من نتنياهو لتعزيز هيمنة هذا النظام في جميع أنحاء غرب آسيا، وذلك بعد أن أعلن جولاني موافقته على التطبيع مع تل أبيب خلال التقاط صورة تذكارية مع ترامب.