الكاتب العُماني إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في الحرب التي استمرت 12 يوما
وكالة مهر للأنباء، مجموعة الدولية: أدانت الكاتبة والصحفية العمانية “فائزة محمد” الأعمال الإرهابية للكيان الصهيوني، ووصفتها بانتهاك صارخ للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وكشفت الوجه الحقيقي لهذا الكيان.
وأضافت أن اعتماد الكيان الصهيوني على الاغتيال كأداة للإقصاء يعكس نهجه في القضاء المباشر على أي تهديد سياسي أو عسكري ضده.
وتحدثت مؤلفة كتاب “في قلب إيران” عن استهداف المدنيين في إيران قائلةً: “استشهاد أعداد كبيرة من النساء والأطفال في إيران يدل على أن الهدف هو كسر إرادة الشعوب وإرعاب السكان وزعزعة استقرار الدول التي تقاوميقفون في وجه المخططات التوسعية لهذا النظام.
إليكم النص الكامل للمقابلة مع هذا الكاتب والصحفي العماني:
قبل فترة، شهد العالم هجوماً شنّه النظام الصهيوني على إيران وشعبها. برأيك، لماذا يرتكب هذا النظام مثل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟
هذا النظام قائم أساساً على سياسات التوسع والهيمنة وفرض واقع الاحتلال بالقوة. منذ تأسيسه، اعتمد دائماً على العنف لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية والأمنية. استهداف المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران يأتي في إطار جهوده المستمرة لإضعاف أي قوة أو إرادة مقاومة تهدد بقاءه أو تحدّ من نفوذه. كما أن الإفلات من العقاب والدعم غير المشروط الذي يتلقاه من الولايات المتحدة والغرب يشجعه على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم. وبالتالي، فإن استمرار هذه الاعتداءات…فقدان موقف قاطع بينالمللي للزام هذا النظام برعاية قوانين بينالمللي وحقوق ملتها مرتبط است.
النظام الصهيوني المدعي أن هدفه وقف برامج هستهاي وموشكي إيران، لكنه بوضوح يستهدف المستشفيات، البنى التحتية، والمنشآت الإعلامية. كما يتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا من النساء والأطفال. كيف يمكن التوفيق بين هذا التناقض؟ ما هو الهدف الحقيقي؟
هذا التناقض يكشف حقيقة الأهداف الخفية لهذا النظام وحماته، خاصة الولايات المتحدة، التي تتجاوز ذرائعها المعلنة مثل البرامج النووية أو الصواريخ أو النفوذ الإيراني في المنطقة.تجاوز الصهيونية-الأمريكي تجاه إيران يظهر العداء الواضح، ويؤكد أن هذه الهجمات تستهدف بشكل متعمد المستشفيات والبنى التحتية والمنشآت الإعلامية وتؤدي إلى استشهاد أعداد كبيرة من النساء والأطفال. الهدف الواضح هو كسر إرادة الشعوب، وإضعافها، وتثبيت كيانات تواجه مشاريع التوسعية لهذا النظام.
هذه السياسة تمثل نوعاً من المجازفات الجماعية التي تهدف إلى خلق الترسّخ، الفوضى والفلج في المجتمع لبناء أرضية للاستسلام. وبشكل أكثر دقة، جوهر هذه الجنايات هو الحفاظ على سلطة النظام وحمايته عبر إسكات أي صوت قد يشكّل تحدياً لوجوده أو نفوذه.
مع وجود أدلة دامغة على جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني بدعم من منظمات دولية وهيئات حقوق الإنسان، تواصل الدول الغربية دعمها السياسي والعسكري له. لماذا تصمت هذه الدول أمام هذه الجرائم؟
صمت الدول الغربية – رغم التقارير الموثوقة الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان – له جذور في المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي تربطها بهذا النظام. هذه الدول تعتبر الكيان الصهيوني شريكاً استراتيجياً لها تحافظ على مصالحه وتوسع نفوذه في المنطقة. كما أن اللوبيات الداعمة للنظام في هذه الدول تمارس ضغوطاً كبيرة على مراكز صنع القرار، مما يحجب الحقائق ويشوّه الواقع.
إنهم يبررون جرائمهم بحجج مثل الأمن ومكافحة الإرهاب. ونتيجة لذلك، تُضحَّى بالمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان على مذبح حسابات القوة والمصالح، وهذه الشعوب العاجزة هي التي تدفع ثمن هذه السياسات.
غالبًا ما تظهر وسائل الإعلام الغربية الكيان الصهيوني في صورة المدافع عن نفسه، بينما تتجاهل مجازره ضد المدنيين في غزة ولبنان وإيران.كيف يمكن تحليل هذا التحيز الإعلامي؟ وما هي السبل لمواجهته؟
هذا التحيز الإعلامي ليس عشوائيًا، بل هو نتاج نظام إعلامي واسع تُديره مؤسسات ترتبط مصالحها السياسية والاقتصادية بالكيان الصهيوني.يُقدَّم هذا الكيان دائمًا كضحية، بينما يتم التقليل من شأن جرائمه الفعلية ضد المدنيين في غزة ولبنان وإيران أو تشويهها. لهذه الرواية هدف واضح: كسب التعاطف العالمي وتبرير الانتهاكات أمام الرأي العام.
الغرب.
الولايات المتحدة تتعارض دائمًا مع قرارات الأمم المتحدة التي تدين جرائم الكيان الصهيوني، ومؤخرًا خانت الدبلوماسية ودخلت في حرب مع إيران. كيف تُقيّم هذا النهج؟
هذا النهج يُظهر بوضوح ازدواجية المعايير الأمريكية تجاه القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.تدّعي الولايات المتحدة الدفاع عن الديمقراطية والدبلوماسية، لكنها عمليًا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يدين جرائم الكيان الصهيوني، وتسعى عبر نفوذها لمنع المحاسبة. وعندما تفشل أدوات الضغط السياسي، تبتعد واشنطن عن الحوار وتلجأ إلى الخيار العسكري، كما فعلت مؤخرًا ضد إيران رغم استمرار المفاوضات. هذا السلوك يؤكد أن مواقف الولايات المتحدة تتشكل بناءً على مصالحها وتحالفاتها الاستراتيجية، حتى لو كان الثمن استمرار الاحتلال وجرائم الحرب ضد المدنيين.النظام الصهيوني يمتلك أسلحة نووية غير قانونية وخارجة عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه يهاجم إيران بحجة برنامجها النووي. هل يعكس هذا السلوك ازدواجية المعايير العالمية؟ وما الذي يجب على المجتمع الدولي فعله؟
نعم، امتلاك النظام الصهيوني ترسانة نووية سرية دون أي رقابة، بينما تتعرض إيران للهجوم بحجة برنامجها النووي، هو أوضح مثال على ازدواجية المعايير التي يواجهها النظام الدولي. هذا التناقض يضعف مصداقية الهياكل العالمية ويقلل الثقة في القانون الدولي، حيث يتم تطبيق مبادئ عدم الانتشار والمساءلة فقط بناءً على مصالح القوى الكبرى.
إذا كان المجتمع الدولي جادًا حقًا في تطبيق العدالة والقانون، فعليه أن يصر على الشفافية النووية لجميع الأطراف دون استثناء وإجبار النظام الصهيوني على الالتزام بالمعاهدات الدولية. كما يجب دعم المبادرة…ما الهدف من استهداف الكيان الصهيوني للمدنيين؟
استهداف المدنيين تحت ذرائع عسكرية هو جزء من استراتيجية مخططة ينفذها الكيان الصهيوني، تهدف إلى كسر إرادة الشعوب وإخضاع المجتمعات عبر بث الرعب. عندما يكون الضحايا في الغالب من النساء والأطفال، فإن الرسالة واضحة: زرع اليأس وإجبار الناس على قبول الواقع المفروض تحت وطأة الضغط الإنساني المروع.
هذه الجرائم ضد المدنيين ليست أخطاء عرضية، بل هي سياسة عقاب جماعي تستهدف البنية الاجتماعية وتخلق أزمات إنسانية لاستخدامها كأداة ضغط سياسي. الهدف الحقيقي هو إضعاف أي مقاومة محتملة وتقويض معنويات الصمود لدى الناس، حتى يحافظ هذا الكيان على تفوقه العسكري والنفسي ويُقدم على مخططاته التوسعية دون عوائق.الهدف النهائي للنظام الصهيوني من سياساته العدوانية والتوسعية؟ وما خطر هذه السياسات على الدول المجاورة؟
الهدف النهائي للنظام الصهيوني هو ترسيخ هيمنته العسكرية والسياسية على المنطقة، وخلق واقع جديد يُرسخ الاحتلال ويضع الموارد الحيوية والنقاط الاستراتيجية تحت سيطرته. تعتمد هذه السياسات على خلق حالة دائمة من الفوضى والردع لإبقاء أي تهديد محتمل ضعيفًا أو منقسمًا أو غارقًا في أزمات داخلية.
أما الخطر على الدول المجاورة فهو مزدوج: من جهة، تُهدد أمنها واستقرارها الحروب والاعتداءات والعمليات الإرهابية والتخريب. ومن جهة أخرى، يسعى النظام الصهيوني إلى تفكيك وحدة الشعوب وإشغالها بصراعات جانبية ليتحرك بحرية. مواجهة هذا الخطر تتطلب يقظة شعوب وحكومات المنطقة، وتعزيز التعاون الإقليمي، وبناء قوة ردعية لحماية السيادة والحقوق المشروعة.الاحتجاجات العالمية ضد جرائم الكيان الصهيوني تتسع. كيف يمكن تحويل هذا التضامن إلى ضغوط سياسية واقتصادية فاعلة؟
تظاهرات شعبية وغضب عالمي ضد جرائم الكيان الصهيوني تمثل قوة أخلاقية وسياسية مهمة، لكن ما لم تتحول إلى إجراءات عملية ومنظمة، فلن يكون تأثيرها كبيرًا. لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتحد جهود الناشطين ومنظمات حقوق الإنسان لتضع الدول أمام خيارين: إما اتخاذ مواقف واضفة وفرض عقوبات اقتصادية، أو تقييد أشكال الدعم العسكري والسياسي للكيان الصهيوني.
يعتقد كثيرون أن قادة الكيان الصهيوني يجب أن يحاكموا بسبب جرائم الحرب والإرهاب في المحاكم الدولية. فلماذا لم يتم اتخاذ أي خطوات جادة في هذا الاتجاه حتى الآن؟
تقاعس المجتمع الدولي عن محاكمة قادة الكيان الصهيوني يعود لأسباب متعددة، أبرزها النفوذ…هذا النظام السياسي الممتد يتمتع بدعم بعض القوى الكبرى وحماية عبر أدوات مثل الفيتو في مجلس الأمن. ومع ذلك، فإن غياب الإرادة السياسية الحقيقية في المحافل الدولية لتحقيق العدالة الكاملة واضح، خاصة عندما تتعارض هذه العدالة مع مصالح القوى العظمى. هذا الواقع يؤدي إلى لجوء المجرمين، بوجود أدلة وقرائن دامغة على ارتكاب جرائم حربية، إلى الهروب من العقاب.
الإرهاب كأحد أهم أدوات النظام الصهيوني وأجهزته الأمنية خلال أكثر من 7 عقود، استهدف بشكل خاص النشطاء والمسؤولين العسكريين والسياسيين في دول مختلفة. لماذا يعتمد هذا النظام على الإرهاب؟ كيف تقيّمون هذه الإستراتيجية الحكومية؟
اعتماد النظام الصهيوني على الإرهاب كأداة للتصفية الجسدية يُظهر منهجاً قائماً على التهديد المباشر لأي تحد سياسي أو عسكري، وكذلك مقاومة أولئك الذين يواجهون سياساته التوسعية. هذه السياسة تعكس…تُستخدم لترهيب الأعداء وإضعاف حركات المقاومة من خلال استهداف قادتها، وهي تمتلك طبيعة قمعية وعنيفة ترفض الحوار أو الحلول السياسية.هذا الإرهاب الحكومي يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويكشف الوجه الحقيقي لهذا النظام؛ نظام لا يتورع عن استخدام العنف خارج إطار القانون لتثبيت نفوذه وسلطته، دون مراعاة للعواقب الإنسانية والأخلاقية.
ما رأيكم في هجمات النظام الصهيوني على إيران وقتل المدنيين؟ وما هي رسالتكم؟
نحن كشعوب عربية ومسلمة أحرار، ندين بحزم الهجمات الإجرامية الأخيرة للنظام الصهيوني على إيران؛ هجمات استهدفت مدنيين أبرياء لمجرد عيشهم في أرضهم والدفاع عن كرامتهم. إن قتل النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية ليس دفاعاً عن النفس، بل هو جريمة حرب كاملة.العدو لم يتردد حتى في استهداف السجون، كما حدث في الهجوم على سجن إيفين. والسؤال المطروح هو: ما الخطر الذي كان موجودًا في ذلك السجن ليُبرر مثل هذا الهجوم؟
رسالتنا كشعوب ومثقفين إلى العالم واضحة: هذه الجرائم لا يجب أن تبقى دون عقاب. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، ويضع حدًا لهذه الاعتداءات، ويعاقب الجناة، ويسمع صوت الضحايا، ويدافع عن حقهم في الأمن والكرامة والسلام.
