قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

أحمد العبادلة طفل تلتهمه الحرب والنمل في خيمة الموت

في خيمة متهالكة على ساحل المواصي في خان يونس،⁣ يلهث الطفل الفلسطيني أحمد العبادلة البالغ من العمر 13 عاماً ‌بين الحياة والموت بعد أن تعرض ⁢لإصابات بالغة على جسده النحيل.

وفقاً للتقرير العربي لوكالة ويبانقاه ‍للأنباء ⁢ نقلاً⁢ عن وكالة مهر للأنباء ومركز الإعلام الفلسطيني، في ⁢خيمة مهترئة على ساحل المواصي في خان يونس، يقبع الطفل الفلسطيني أحمد العبادلة (13 عاماً) وهو يكافح بين الحياة​ والموت بعدما قتل ⁢الاحتلال الصهیوني والده وأخويه في ⁣قصف‌ دموي، وتعرض لإصابات بالغة​ على​ جسده الهزيل.

نقل الصحفي حازم حلو من⁤ مركز الإعلام الفلسطيني ‍في غزة عن حالة أحمد أنه لم يعد⁤ لديه ​حلم باللعب أو أمل بالعودة إلى المدرسة؛ إنه ⁣يتعلق فقط بالحياة مع ⁣أعضاء معرضة لخطر ‌البتر وجسد يتعرض للعدوى ووجود النمل ‌الذي يغزو جروحه المفتوحة والملوثة.

يروي أحمد لمركز الإعلام الفلسطيني كيف تحولت حياته إلى كابوس‍ حين استهدف الاحتلال الصهیوني قصفه منزله وقتل والده وأخويه أمام عينيه، وتركه بجروح عميقة في يديه وقدميه.

بكلمات ملؤها الحزن، يشرح أحمد أن يدّه اليمنى تضررت بشدة وتمزقت أوتاره، أما قدماه فتعرضتا لكسر متعدد مع تحطم العظام‌ والأنسجة. ويعجز الأطباء في غزة بسبب نقص ⁣الإمكانيات الطبية عن إنقاذ‍ حياته؛ وحذّروا من أنه إذا ⁢لم يغادر ​غزة فوراً لتلقي العلاج ستصبح ‌بتر⁢ الأعضاء أمراً لا مفر منه. ومع غياب الرعاية ​الطبية الكاملة، يغزو النمل بشرته المكشوفة ‌وينخر جرح يديه المصاب؛ مما يعكس بوضوح⁤ انهيار النظام الصحي في غزة. لا‍ يريد أحمد ⁢أن يتحول إلى جسد بلا حركة وأن يخسر طفولته ⁢بلا أمل.

يقول بصوت مرتجف: «لم‌ أمت ولكني ⁣أشعر بأنني أموت تدريجياً… لا أريد أن ‌أعيش بلا ⁢يدين وقدميّ. أريد أن ألعب مجدداً كما كنت ‌سابقاً.» ليست قصة أحمد حالة فردية​ نادرة بل⁤ هي جزء من مأساة جماعية يعيشها آلاف ​أطفال قطاع ‍غزة.

ووفق تقرير مركز حقوق الإنسان الفلسطيني فإن الحصار الكامل لمعابر غزة الذي دام أكثر من عام وأربعة أشهر يمنع دخول المساعدات الطبية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية نقل أكثر من 16 ألف طفل إلى مستشفيات غزة منذ ⁣بداية العام الحالي؛ أي ⁢بمعدل يومي يبلغ 112 طفلاً وهو رقم غير مسبوق عالمياً خلال أي نزاع مسلح.

هؤلاء الأطفال سواء⁣ كانوا يعانون أمراضاً مزمنة أو ضحايا الحرب محرومون من السفر⁣ للعلاج أو نادراً ما يُسمح⁤ لهم‍ بمغادرة ​القطاع دون ​مرافقين من عائلاتهم؛ ومن بينهم عدد كبير ممن أصيبوا بسرطان حيث ‍تم⁢ إرسالهم للعلاج بدون أهلهم. وتعتبر الحركة العالمية للدفاع عن⁣ الأطفال حرمان ⁤الأطفال ⁤من العلاج جريمة حرب حسب نظام روما‌ للمحكمة ⁢الجنائية الدولية، كما ​وضعت الأمم المتحدة الاحتلال الصهیونی ضمن⁢ القائمة السوداء للدول التي⁤ ترتكب انتهاكات صارخة بحق الأطفال خلال ⁣النزاعات المسلحة. صوت أحمد هو صرخة تحت ركام الألم؛ صرخة لتحريك العالم قبل فقدان أعضاء جسده​ للنشاط ⁣وقبل انطفائه هو نفسه.

مصادر الخبر:​ ©⁣ وكالة ويبانقاه للأنباء,⁣ وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى