شريك الجريمة
بحسب وكالة مهر للأنباء، رغم وقوع كارثة كاملة في غزة وموت أبرياء وأطفال بسبب الجوع المفروض من قبل قوات الصهیونية، فإن المجتمع الدولي يكتفي بمشاهدة هذه المأساة؛ وفي هذا السياق لا تقوم الدول العربية والإسلامية بأداء واجباتها ومسؤولياتها ولا تلتزم بفرض عقوبات على قوات الصهیونية القاتلة للأطفال، بل لم تُقلل حتى من حجم تعاملاتها التجارية مع إسرائيل. ففي عام 2023، أي خلال ذروة عدوان قوات الصهیونية على قطاع غزة، حطمت الدول العربية رقماً قياسياً في التجارة مع إسرائيل حيث بلغ حجم التبادل المالي والتجاري نحو أربعة مليارات دولار.
الإمارات الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل في المنطقة
تعتبر الإمارات العربية المتحدة أول دولة انضمت إلى الاتفاقية المشؤومة المعروفة باتفاق إبراهيم بشأن تطبيع العلاقات مع نظام الاحتلال الصهيوني. وقد ضاعفت صادراتها إلى الأراضي المحتلة خمس مرات خلال العامين الماضيين؛ وتأتي المعادن الثمينة والنفط والحديد كأكبر القطاعات التجارية بين أبوظبي وتل أبيب. وصلت مستويات التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل إلى أعلى مستوياتها الممكنة ومع أن المواطنين الإماراتيين يعارضون أيديولوجياً العلاقة مع الإسرائيليين إلا أن أبوظبي تواصل توسيع علاقاتها وخاصة الاقتصادية مع تل أبيب.
قبل فترة قصيرة أعلن سفير إسرائيل لدى الإمارات يوسي شيلي عن إبرام اتفاقية استراتيجية جديدة تعزز التعاون الثنائي في الشؤون الجمركية بين تل أبيب وأبوظبي. نَشر يوسي شيلي تغريدة عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا) قال فيها إن “اتفاقية التعاون والمساعدة المتبادلة في الأمور الجمركية تقوّي العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتسهم في نمو وتعاون مستمر”.
في عام 2023 وقّعت الإمارات وإسرائيل اتفاق شراكة اقتصادية شاملة دخل حيّز التنفيذ يسمح للشركات الإماراتية بالوصول لسوق إسرائيل. وتجارتها غير المسبوقة أثناء حرب غزة هي حقيقة لا يمكن تجاهلها؛ إذ صدرت أبوظبي مليارات الدولارات من المجوهرات والمعدات الصناعية إلى تل أبيب مما أثار غضب المدافعين عن القضية الفلسطينية.
تكشف البيانات الرسمية التي أصدرتها سلطة الإحصاء الإسرائيلية عن حجم غير مسبوق للتجارة ما بين الإمارات وإسرائيل طوال فترة الحرب على غزة التي تمتدّ من أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025.وتشير البيانات إلى أن الإمارات كانت أكبر مصدر للمنتجات المحلية المنشأ لإسرائيل مقارنة بالدول العربية الأخرى.
تحليل البيانات يُظهر أن الإمارات صدرت خلال هذه الفترة 1377 سلعة محلية الأصل ضمن 81 فئة رئيسية تشمل مجوهرات وأشياء فنية ومعدات صناعية ومعادن خام. وجاءت صادرات اللؤلؤ والأحجار الكريمة والتحف الذهبية بقيمة إجمالية بلغت 584.9 مليون دولار على رأس القائمة. كما تضمنت قائمة البضائع المصدرة الأسمدة الكيميائية والمواد الغذائية كالخضر والفواكه والمشروبات والأسمنت والملح والكبريت والأدوية والألعاب والملابس أيضاً. وصل مجموع قيمة صادرات المنتجات المحلية المنشأ إلى إسرائيل ما بين 2023 و2025 نحو مليار و200 مليون دولار بعد أن كانت فقط حوالي 32.6 مليون دولار في أكتوبر 2023 وارتفعت لتصل حوالي 148.4 مليون دولار بحلول أكتوبر 2024 مسجلة زيادة خمسة أضعاف.
على الجانب الآخر استوردت الإمارات خلال نفس الفترة نحو 763 نوعاً من بضائع الاحتلال بقيمة تصل لـ737 مليون دولار معظمها مجوهرات وأدوات بصرية وطبية بقيمة بلغت حوالي159.6 مليون دولار ومعدات إلكترونية قيمتها أكثر من80 مليون دولار إضافة لمنتجات غذائية ومشروبات بنحو26.2 مليون دولار مما جعل الامارات أكبر شريك عربي تجاري لصهيون خلال حرب غزة حيث تمثل العلاقات التجارية بينها وبين تل أبيب قرابة ثلثي تجارة الاحتلال الإجمالية مع البلدان العربية.
الأردن ومصر والبحرين جشعة بالتجارة مع القتلة
بلغت صادرات الأردن للأراضي المحتلة حوالي500 مليون دولار خلال عام واحد فقط؛ تقدم الحكومة الأردنية الحديد والكهرباء للاحتلال وتحصل مقابل ذلك منهما على الغاز والمياه.
أما مصر فقد كانت أول دولة تعقد سلاماً مع صهیونیست القتل وزادت تجارتها معهم بنسبة168% ! هذا يعني أنه حين كان العالم يبكي مظلوميات أهل غزة كانت القاهرة تملي الفواتير للصهيونيين!
وكذلك زاد البحرين تعاوناتها المالية والتجارية بالصهيونيين بنسبة مذهلة تبلغ12000% ؛ فآل خليفة يوفرون للصهيونيين الألومنيوم والحديد لضمان استمرار صناعة القنابل والدمار الجماعي لدى اسرائيل دون توقف.
تركيا؛ صداقة خلف الكواليس مع إسرائيل
لم تبق تركيا خارج قطار التجارة مع كيان الاحتلال الوحشي والصهیוני؛ إذ تبلغ تعاملاتها المالية والتجارية السنوية معه نحو سبعة مليارات دولار تقريباً؛ وفي مرحلة ما ولتنقية صورته ونفاقًا أعلن اردوغان قطع التعامل التجاري رداً على تصاعد جرائم اسرائيل بغزة لكن ذلك كان مجرد عرض إعلامي فارغ، لأن الوثائق تظهر استمرار تركيا بتصدير السلع للاحتلال عبر اليونان ذات الوقت!
المعارض السياسي والصحافي التركي الشهير متين جيهان كشف مؤخراً فضيحة مروعة حول معاملات بلاده المالية لإسرائيل وقال:” نحن متمسکون بتوفير حاجات الجيش الإسرائيلي وللفولاذ خصوصًا رغم أننا نسجل بشكل مزور تلك الواردات بأسماء فلسطينية.” كما بثّت التلفزة الحكومية TRT تقريراً بلا خجل تجعل فيه تصدير الفولاذ للفلسطينيّـن هو الأعلى زيادةً!”
بلغ معدل الزيادة المزعومة30930% ، ففي العام الماضي كان إجمالي قيمة الصادرات156 ألف دولا بينما وصلت今年۶۸ میلیون دلار. وباختصار ظل توفير فولاذ الجيش الأمن الاسرائيلي لمدة عام كامل مستمراً بدون انقطاع ، والأسوأ أنهم يستخدمون اسم فلسطين لتغطيتهم.
وبالرغم من دهشة الناشطين السياسيـــيين والإعلاميين بهذه الهزّة الإعلاميـــة لم تفِ وزير المعلومات للاحتلال حين قال:” أردوغان صديقنا يظهر بدور العدو ؛ لقد حققت اسرائيل أعظم الإنجازات بفضل ودعم اردوغان!”
قبل سنتان وبالتحديد سبتمبر أثناء دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد أردوغان اجتماعاً سريّاَ خلف الأبواب المغلقه بنائب رئيس حكومة النظام الصهیوني وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن الأخير أشاد بالمعونة المعلوماتيــــــة لأنقرة لتل آبيب! كما اجتمع اسحاق هرتزوغ رئيس النظام الاحتلالي بوروجان ذات التاريخ وهو18 مارس/آذار2019 بأنقرة قاصداً لقاءه شخصياً معها.