قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

خلف كواليس انتقام ترامب من رفاقه القدامى من كلي وإسبر إلى بولتون

بدأت فترة رئاسة ترامب الثانية بوعد «الانتقام»، وأظهر ‌الهجوم على منزل جون بولتون أن استبعاد المنتقدين والرفقاء السابقين أصبح الركيزة الأساسية لقوته الحالية.

وكالة‌ مهر للأنباء، القسم الدولي،‍ حسن شكوهی نسب: في الأجواء الراهنة داخل ​الولايات المتحدة، يرى المراقبون أن السياسة أقل شبهاً بحل القضايا الوطنية وأكثر تحولا إلى مسرح لتسوية الحسابات الشخصية. بدأت فترة ولاية ترامب الثانية بوعد «الانتقام من الأعداء»، ‍ويُفسَّر حاليا كل إجراء أمني ⁤أو قضائي في ضوء هذا المنطق ذاته.

في مثل هذا المناخ، تتغير الحدود بين «الرفيق السابق» و«الخائن اليوم»​ بسرعة كبيرة، وتصبح أي شخصية أو مستشار كان ‍يوماً الأقرب إلى الرئيس هدفاً حال⁢ تخطى حد الولاء.

الهجوم الذي شنّه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الجمعة 21 أغسطس على منزل ومكتب جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي وأحد⁣ أبرز وجوه المحافظين ‌الجدد، ‍مثال واضح على هذا​ النهج. هذه⁣ المداهمة التي تمت ظاهريا بذريعة البحث عن وثائق سرية تعد تجاوزا⁣ لإجراء قضائي عادي ودليلاً صريحاً على سيطرة منطق الانتقام على علاقات القوة في واشنطن.

يمثل هذا التصرف مع بولتون – الذي كان أقرب رفاق ⁤ترامب وأصبح اليوم أكثر منتقديه صوتًا – نموذج السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي الحالي‌ لكبح وإقصاء الرفقاء القدامى.

عدو الأمس ضحية⁣ اليوم: بولتون ومنطق ‌الانتقام في البيت الأبيض

جون بولتون الذي قد يواجه عقوبة ‌سجن تصل إلى 20 عاماً إذا ثبتت إدانته يجسد بالنسبة لكثير من‍ مراقبي السياسة الخارجية الأمريكية صورة السياسي المحرض على⁣ الحرب؛ شخص فضل الحل العسكري دائماً على الحوار مهما كان منصبه، واستخدم لغة التهديد خاصة‌ تجاه إيران وكوريا⁤ الشمالية⁤ كأداته الأساسية.خلال مدة تقلّ عن سنة كمستشار للأمن‌ القومي لدى ترامب‌ حاول‍ مراراً دفع⁢ الرئيس لاتخاذ مواقف أشد صرامة.

هذه الخصائص جعلت ⁤صورته العامة خالية تماماً من أي انطباع عن‌ السلمية أو الاعتدال لكنه لم يكن متوافقا مع شخصية ترامب منذ⁤ البداية ما سبق بنذر مستقبل مليء بالتوترات.

كواليس انتقام 'ترامب' من رفاق الأمس؛ من 'كلي' و'إسبر' إلى 'بولتون'

انتهى تعاون الطرفين بصراع إعلامي وسياسي حاد. بعد مغادرة البيت الأبيض تحول بولتون فعليًا إلى مكشّف عندما أصدر كتابه ⁤الفضيحة حيث‌ كشف تفاصيل جلسات مغلقة وقرارات ارتجالية وأسلوب حكم غير نظامي لترامب؛ فضائح شوهت صورة الرئيس وقتها وطرحت ⁣أسئلة جديدة لدى كثير من الأمريكيين حول الأمن القومي وطريقة اتخاذ القرار في أعلى المستويات. ومنذ تلك اللحظة وصفه ترامب بـ«الخائن» و«العدو» وهو وصف يكاد يكون غير قابل للمسامحة عنده.

لا يمكن النظر لهجوم المكتب⁤ الفيدرالي لمكتب التحقيقات (FBI)⁤ على بيت ومكتب ⁤بولتون بمعزل عن هذه الخلفية ⁣الرسميّة التي اتخذت ذريعة للتحقق فيما إذا ما​ كانت هناك وثائق⁣ سرية محتفظ ​بها بشكل ⁣غير قانوني ولكن ⁣العديد من المحللين يرون⁢ أنه امتداد للوعد الذي أطلقه ترامب أثناء حملته الانتخابية⁣ وهو «الانتقام»‌ .

أما سبب اختيار بولتون ليكون الهدف الأول⁢ لهذه المواجهة فتعود لعوامل عدة جمعت بين⁢ كونه أحد أقرب ⁤الرفاق سابقا وتحوله لمنتقد ‍شرس بالإضافة لامتلاكه قوة إعلامية تؤدي لضربة لسرديات ترامب . ولهذا فإن ‍المواجهة معه تحمل رسالة مباشرة للمعارضين ⁣الآخرين وتمثل رمزا بأن لا أحد آمن ممن كانوا بالأمس⁤ شركاءً .

خلال ذلك لا ينبغي تجاهله أن شخصية بولتون ليست بريئة ولا محمية ، فهو ذاته ساهم بسياساته‍ العدوانية ونظرته الحاقدة للعالم بخلق جو قطبي وعدائي وهذا نفس السلوك العدواني يعكس الآن تناقضا موجعًا ‌ضده .


بولتون المعروف بسياسته الحادة وإقصائه للمعارضين‌ والضغط الشديد بات هو الضحية الآن ضمن نفس آليات ⁤الإقصاء⁣ والضغط ضمن السياسة الداخلية الأمريكية ⁣بمعنى آخر تحوّل مِن لاعب ‍فاعل الى موضوع⁣ انتقامي وهذا يدل بوضوح أن سياق واشنطن الحالي نابع أكثر منهجة القوة‌ الشخصية وانتزاع الثأر بدلاً مِن احترام القانون والمؤسسات .


رفقاء الأمس تحت المجهر؛ الولاء أو الإقصاء


جون بولتون ليس الوجه⁣ الوحيد الذي ⁣تعرض‌ لهجمات⁤ مباشرة بعد ترك البيت الأبيض⁣ بتوجيهَ منظومة جمهورية دونالد ترامب الحالية حيث يستمر الاعتراف ⁢بالعلاقة مع ⁤الرفقاء بشرط الحفاظ الكامل للولاءات وفور تجاوزه يتحول الفرد سريعًا مِن المحيط المُقرّب الى ⁢دائرة العداء وهكذا تشهد الأيام الحالية تعامل مشابه مع⁤ عدة​ مسؤولين وزملائهم ⁣السابقين عند ترمب..

مارك إسبر الوزير الدفاع الأمريكي السابق هو مثال بارز لهذا الاتجاه فقد رفض دعم اقتراح ترمب باستخدام الجيش⁤ لقمع المحتجين خلال الأشهر الأخيرة لفترة الرئاسة الأولى مما أدى لإقالته سريعاً وتعرض لسيل هائل مِن⁢ الهجمات اللفظية منه وكان تعليقاته ورسائله الإعلامية بعد خروجه مادة مستمرة لشتم وتشهير ترمبي عام عليه.

 كواليس انتقام 'ترمب' مـن رفـقـائه القدامـى ؛ مــن 'كلـي' و 'اســبر ' حتى 'بولتو ن '

مثال آخر ⁣الجنرال جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض سابقًا⁤ عمل جاهداً لإنضباط ‌الإدارة وسط الفوضى ولكنه شكل رمز ضد إصرار ترامپ الشخصي وعندما استقال كشف ⁤عن ‌قرارات⁣ غريبة وغير مؤسسة للرئيس فكان ⁤الرد الواضح ⁤لترمب ⁣وصفه بـ «العاجز» والخائن وحرم ​ازدياد نجاح​ الحكومة بقيادة ترمپ منه بأي شهرة.

حتى الأشخاص مثل‌ ميك مولوني الذين عرفوا بالولاءات المتشددة استهدفوا عندما ابتعدوا قليلاً عنه خاصة بمجالات السياسات المالية والانتخاب مما حولهم​ الى أهداف للتدمير السياسي ولو كانت مجرد نقد محدود او انتقاد خفيف تم تصنيفهم كأسوار لصهیونیست عدو بالضرورة.

بالإضافة لذلك المدعين العامين منهم لتيشيا ​جيمز والسياسي أدام شيف الذين‌ لم يكونوا مقربين لكن هددوا ⁢سرديات ترامپ تعرضوا لنفس المنطق للإقصاء ⁣والثأر بهجمات تويتر وضغوط قانونيه وحتى تهديد بمحاكمتهم قضائياً.

هذه الأمثلة توضح أن تعامل ترمپ مع ملف جون ​بلغطور ليس استثناءً بل جزءٌ كبيرٌ مِن نمط متكرر يعتمد السلطة فيه بشكل‍ شبه كامل علي الولاءات الشخصية وليس المؤسسات ⁢القانونية وكل رفيق قديم ⁢يبتعد فانّه ⁢يتحول سريعاً إلي خطر سياسي ويعتبر طرده ضرورة لبقاء سياسي لرئيس الجمهورية.

تراف ⁢بالعلاقة مع ⁤الرفقاء بشرط الحفاظ الكامل للولاءات وفور تجاوزه يتحول الفرد سريعًا مِن المحيط المُقرّب الى ⁢دائرة العداء وهكذا تشهد الأيام الحالية تعامل مشابه مع⁤ عدة​ مسؤولين وزملائهم ⁣السابقين⁤ عند ⁢ترمب..

مارك إسبر الوزير الدفاع الأمريكي السابق هو مثال بارز لهذا الاتجاه‍ فقد رفض ⁣دعم اقتراح ترمب باستخدام الجيش⁤ لقمع المحتجين خلال الأشهير الأخيرة لفترة الرئاسة الأولى مما أدى لإقالته سريعاً وتعرض لسيل هائل مِن⁢ الهجمات اللفظية منه وكان تعليقاته ورسائله الإعلامية بعد خروجه مادة مستمرة لشتم وتشهير ترمبي عام⁣ عليه.

كواليس انتقام ‌'ترمب' مـن رفـقـائه القدامـى ؛ ⁢مــن 'كلـي' و 'اســبر ' ‍حتى 'بولتو ن '

مثال آخر ⁣الجنرال جون كيلي رئيس موظفي‍ البيت الأبيض سابقًا⁤ ‌عمل جاهداً لإنضباط ‌الإدارة وسط الفوضى ولكنه ‍شكل رمز ضد إصرار ترامپ ⁢الشخصي ⁤وعندما استقال كشف ⁤عن ‌قرارات⁣ غريبة وغير مؤسسة للرئيس فكان ⁤الرد الواضح ⁤لترمپ ⁣وصفه بـ «العاجز» والخائن وحرم ​ازدياد ​نجاح​ الحكومة بقيادة⁣ ترمپ منه بأي شهرة.

حتى الأشخاص مثل‌ ميك مولوني الذين عرفوا بالولاءات المتشددة استهدفوا عندما ابتعدوا قليلاً عنه خاصة بمجالات⁣ السياسات المالية والانتخاب مما حولهم​ الى‌ أهداف للتدمير السياسي ولو كانت مجرد ⁣نقد محدود او انتقاد خفيف تم تصنيفهم كأسوار لصهیونیست عدو ‌بالضرورة.

بالإضافة لذلك المدعين العامين منهم لتيشيا ​جيمز ​والسياسي أدام شيف‌ الذين‌ لم يكونوا مقربين لكن هددوا ⁢سرديات ترامپ⁣ تعرضوا لنفس المنطق للإقصاء ⁣والثأر بهجمات تويتر وضغوط قانونيه وحتى تهديد ‍بمحاكمتهم⁢ قضائياً.

هذه الأمثلة توضح أن تعامل ترمپ مع ملف جون ​بلغطور ليس استثناءً بل جزءٌ كبيرٌ مِن نمط متكرر ⁤يعتمد السلطة ⁤فيه بشكل‍ شبه كامل علي الولاءات الشخصية ⁣وليس المؤسسات ⁢القانونية​ وكل رفيق ⁢قديم⁢ ⁢يبتعد​ فانّه ⁢يتحول سريعاً إلي خطر سياسي ويعتبر طرده ضرورة لبقاء سياسي لرئيس الجمهورية.

مصادر الخبر: ©‍ وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,

قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى