إسرائيل تعتمد أسلوب جديد لتزوير أحداث غزة وتنكر الإبادة الجماعية المنهجية
وفقاً للنسخة العربية لـ”وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء” و«الميادين»، تعمل الآلة الدعائية للكيان الصهيوني بالتزامن مع ماكينة الحرب في تل أبيب منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية في غزة، بأقصى جهودها لتبرير وتشويه الوقائع المروعة الناجمة عن هذه المآسي الإنسانية. وفي هذا السياق، نشر المجلة الصهيونية «972+» تقريراً تناول فيه حيل الجهاز الإعلامي لتحريف الحقائق في غزة.
وجاء في التقرير أنه بالرغم من الوفرة اللامتناهية من الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بمجزرة المدنيين والأطفال الجائعين والأحياء المدمرة بالكامل داخل غزة، إلا أن الصهيونية تعدّ إما كل هذه الوثائق مزيفة أو تحاول بث الانطباع بأن أهالي غزة يستحقون ما يجري لهم. إنكار الفظائع ظاهرة عالمية، لكن الإسرائيليين حولوها إلى فن.
أليكس جونز، الشخصية الإعلامية اليمينية المتطرفة الأمريكية وأحد أبرز رواد أسلوب الإنكار، وهو أحد الحلفاء القدامى لترمب، ادعى عام 2012 أن حادثة إطلاق النار في مدرسة سندي هوك الابتدائية التي قُتل فيها 20 طالباً و6 بالغين كانت مفبركة. ورغم الأدلة القاطعة أصر جونز على أن كل الصور المتعلقة بالمجزرة-من الأهالي الثكالى إلى جثث الضحايا-كانت مصطنعة وجزءاً من مؤامرة الديمقراطيين لإضعاف حق الأمريكيين بحمل السلاح.
وقد تسرب هذا الخطاب حتى قبل 7 أكتوبر عبر الإنترنت والدوائر الرسمية داخل المجتمع الصهيوني المعروف هناك بمصطلح «باليود» (Pallywood). وبالاستناد لهذا المصطلح يُقال إن صور معاناة الفلسطينيين ليست حقيقة بل جزء من صناعة سينمائية محكمة؛ مؤامرة واسعة يتعاون فيها الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الدولية لتزييف الجرائم!
لا يزال كثيرون يذكرون ملف محمد الدره الطفل الذي استشهد عام 2000 وهو بعمر 12 عاماً في غزة وكان استشهاده رمز الانتفاضة الثانية. بذل الكيان وحلفاؤه جهودًا كبيرة لنفي مصداقية تلك المشاهد المسجلة وأنتجوا مئات الساعات من التحليلات والتقارير والمواد الوثائقية بهذا الشأن.
وبنفس المنطق تحدث نتنياهو عن «وهم الأزمة الإنسانية» التي يُزعَم أنها ناجمة عن صور مزيفة أو تم التلاعب بها ونشرها حماس. ووصف غيديون ساخر وزير خارجية الكيان صور الأطفال الفلسطينيين النحفاء بأنها «واقع افتراضي»، مشيراً إلى وجود بالغين أصحاء بجانبهم كدليل زوراه بنفسه. كما يدعي جيش الاحتلال أن حماس تستخدم صور أطفال يمنيين أو تزوّر مشاهد مزيفة تم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي للترويج لفكرة الجوع والمجاعة في غزة.
أما إميخاي إلياهو وزير الثقافة لدى الكيان فبات يدّعي وفق ذات المنهج بعدم وجود مجاعة فعلية في غزة.وفي تصريحات مثيرة للسخرية زعم: عندما تُظهر لكم صور أطفال جياع انظروا بدقة وستجدون دائماً طفلاً سمينا بجانبهم يأكل بشكل جيد… إنها حملة منظمة!
وبما أنه يعلم أن أحدا لن يقبل أكاذيبه بشأن الإنكار الكامل لهذه الجرائم بعد اليوم فإنه انتقل إلى المرحلة الثانية وهي تبرير السلوك اللا إنساني للصهاينة تجاه الشعب الغزاوي وأضاف قائلاً: «لا توجد أمة تطعم أعداءها.. هل جننا نحن؟ يوم يعاد الأسرى سيختفي الجوع واليوم الذي يتم فيه القضاء على إرهابيي حماس لن يبقى جوع.»
وفي الوقت الذي أنكرت فيه السلطات السياسية والإعلام النظامي بالإجمال كارثة نكبة فلسطين لعشرات السنين وحتى منع استخدام هذا المصطلح فإنهم اليوم بفخر يعلنون عن فرض نكبة ثانية على قطاع غزة تنفذها قوات الاحتلال نفسها والتي توثق خروقات حقوق الإنسان فيها بأنفسهم وتنشر تسجيلاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تجاوز الصهیونیست اليوم تكتيك الإنکار وانتقلوا إلى خطة التشويه معلنين وقبول المجاعة المستمرة بغزة ومحمّلين مسؤوليتها حماس أو معتبرين إياها نتيجة ثانوية للحرب . span> p>
يبدو أن ما يساعد السياسة الجديدة للكــيان الـصهـيـوني بتحريف أحداث غــزة هو بعض المناورات الدولية المترددة التي تعترف بالمجاعة والجوع داخل القطاع لكنها لا تعترف بتورط قوات الاحتلال والطائرات الحربية الإسرائيلية بخلق هذه الأزمة والمجاعة. p> div> div>