انجاز الصفقة اختبار رئيسي لترامب تغيير النظام في إيران غير واقعي
وفقاً لوكالة مهر للأنباء، بدأت المجلة الأمريكية ناشونال إنتيريست تقريرها بالقول: كانت الحرب التي دامت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران في يونيو 2026 أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين العدوين القدامى في الشرق الأوسط، والتي شهدت تدخل الولايات المتحدة العسكرية؛ إذ شنت هجمات بقنابل خارقة للتحصينات على منشآت الجمهورية الإسلامية النووية في فردو وناصر وزنجان (نطنز) وأصفهان. ورغم إعلان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، عن “القضاء التام” على قدرات تخصيب إيران والإعلان عن وقف إطلاق النار بتاريخ 24 يونيو، لا يزال الخطر النووي وظل تصعيد التوترات الإقليمية الذي قد يزعزع أسواق الطاقة ويرفع أسعار النفط ويؤثر سلباً على أمن الطاقة العالمي قائماً وبقوة.
ذكرت ناشونال إنتيريست أن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية زعمت أن أجهزة الطرد المركزي في المواقع الثلاثة المذكورة قد تكون بقيت سليمة تحت الركام دون تغيير.فيما أوردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تجد 410 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وربما تم نقل هذه المواد قبل الحرب! وبما أن الخطر النووي وفهم التهديدات المرتبطة به دفع الهجمات الإسرائيلية الأولى إلى الاندلاع ما زالت قائمة، فإن العودة إلى حرب طويلة تبدو غير بعيدة. ولهذا تبرز أهمية الوصول إلى اتفاق بديل أكثر وضوحاً.
تغيير النظام غير محتمل
إن بدء جولة جديدة وربما أشد من الصراع سيفرض كلفة كبيرة على جميع الأطراف المعنية بالجبهة الصراع هذه، خصوصاً مع عدم ضمان تحقيق نصر عسكري حاسم. وفق ما ذكرت وسائل الإعلام هذه فإن نقاش تغيير النظام الإيراني سواء عبر تدخل خارجي أو ظهور داخلي ضمن المجتمع الإيراني غير واقعي حالياً.
صراع غير مرغوب فيه في المستقبل
نظراً لعلاقات الولايات المتحدة الوثيقة مع إسرائيل ودول الخليج الفارسي العربية والمصالح الأوسع لواشنطن الناجمة عن استقرار أسعار الطاقة العالمية فمن المستبعد جداً أن تمتنع واشنطن عن التدخل إذا اندلع نزاع جديد. ومع ذلك يزداد الضغط الداخلي داخل أمريكا ضد الانخراط بعملية عسكرية أطول أو حتى فقط التدخل العسكري وهذا يجعل الخيار أقل جاذبية يوماً بعد يوم.
المفاوضات ودور الوسطاء
بحسب مزاعم ناشونال إنتيريست فإن الطريق البديل يتمثل بالتعاون نحو اتفاق قائم على الحوار ويعتمد أساساً على تدخل أمريكا. قد تحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية «سناب باك / الزناد» والتهديد بإعادة فرض العقوبات الكاملة للأمم المتحدة ضد إيران لتشجيع طهران على الانخراط بالمفاوضات والالتزام بإجراءات التفتيش الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. فعلياً لن تنجح الإمارات وسلطنة عمان وقطر والسعودية وهي دول خليج فارس التي لعبت دور الوسيط سابقًا بين طهران وواشنطن بتغيير الوضع الراهن بشكل ملموس حالياً.
المفاوضات المباشرة ليست مطروحة أمام طهران بعد انتهاك سيادة إيران إثر الهجمات الأمريكية على منشآتها النووية وهو ما يجعل انخراط الوسطاء أمراً عاجلاً لا محيد عنه حالياً. الأوروبيون ودول الخليج الفارسي وحدهم ربما لا يستطيعون التأثير مباشرةً على إيران لكن وساطتهم يمكن أن تمهد الطريق للمفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن خاصة إذا حمل ترامب إشارات إيجابية واضحة لهذا الاتجاه. الصين وروسيا تجتمع حولهما أدوار رئيسة تتطلب دعمهما لاتفاق جديد بهذه المرحلة.
عودة ترامب إلى نقطة البداية p>
بالنظر للحالات الراهنة لإيران المحاطة بخطر مجهول كارثي للاندلاع هناك ومحدودية الدخول بمسارات دبلوماسية بدون دعم أمريكي والذي قد يؤدي فقط لتعطيل مؤقت للتوتر المتزايد وليس إنهاؤه ؛ تعود خيارات ترامب مجدداً لنقطة التفاوض والتوصل لاتفاق سياسي مع طهران . وعلى الرغم من ضيق المسارات إلا أنّ الاعتبارات الاستراتيجية لكلٍّ مِنْ جمهورية إيران والولايات المتحدة ترصد اتجاهاً نحو “إعادة التواصل”. p>
توجيه المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين عبر وسطاء أوروبيين أو دول مجموعة الخليج الفارسـى ومع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح روسيا والصين والأدوات التي يمتلكونها وكذلك تقليل المخاطر الناتجة عن إجراءات إسرائيل الأحادية سيكون اختبار ترامب الأكبر لإظهار مهارة ترتيب الصفقة .ولكن بالنسبة لواشنطن فإن رهانات اللعبة تكبر وتجاوز الدبلوماسـي فأبعاد الاتفاق المستدام ترتبط بتجنب اضطرابات سوق الطاقة والحفاظ ثبات أسعار النفط عالميا. حيث يُنتَج أكثر من ثلاثين بالمئة من نفط العالم فى الشرق الأوسط وتتعدى تداعيات أي صراع جديد حدود السياسة الإقليمــ٢ـــّة لتصل مركز الأمن الطاقي العالمي وتعزيز الاستقرار الدولي بصورة عامة .п>