خمسة غموض استراتيجية في خطة ترامب لغزة أحلام وهمية مقابل الاستسلام
ذكر تقرير لوكالة مهر للأنباء أن شبكة الجزيرة الإخبارية تناولت في تقرير لها خطة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن تفاصيل وجدول الخطة المؤلفة من 20 مادة والتي أعلن عنها يوم الاثنين في البيت الأبيض لا تزال غامضة. هذه الخطة تحمل العديد من الغموض التي قد تكون حاسمة لمستقبل فلسطين والمنطقة.
تابعت الجزيرة واستعرضت خمس نقاط هامة وحيوية في هذه الخطة التي تحيط بها الكثير من الغموض، وهذه النقاط هي:
1. كيف ستُدار غزة؟
تنص الخطة على «حكم انتقالي مؤقت للجنة فلسطينية تكنوقراط غير سياسية» تشرف على شؤون قطاع غزة، لكن لم يُحدد كيف سيتم تشكيل هذه اللجنة أو من سيختار أعضائها.
علاوة على ذلك، تنص الخطة على أن ترامب وتوني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، سيقودان «مجلس السلام» الذي يشرف على لجنة الحكم؛ إلا أن خارطة الطريق وطبيعة العلاقة بين هاتين اللجنتين أو مستوى اتخاذ القرارات اليومية تبقى غير واضحة.
2. هل ستشارك السلطة الفلسطينية في تشكيل حكومة غزة؟
تنص خطة ترامب على أن السلطات الانتقالية ستمسك بزمام الأمور في غزة حتى تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي وتتمكن بأمان وكفاءة من استعادة السيطرة.
مع ذلك يظل مجهولاً من سيقرر ما إذا كانت السلطة الفلسطينية مستعدة لإدارة قطاع غزة وما هي المعايير التي يجب توفرها لذلك.
لا يوجد جدول زمني واضح للخطة فحسب هناك تصريح فضفاض فقط.
رغم موافقة نتنياهو المعلنة عرضًا فقد رفض عودة السلطة إلى إدارة القطاع مؤكداً بأن «غزة لن تُدار لا بحماس ولا بالسلطة الفلسطينية».
3. كيف ستُشكل القوة الدولية؟
تصرح الخطة بأن الأمن في قطاع غزة سيضمنه «قوة دولية مؤقتة للحفاظ على الاستقرار»، لكن مصادر تلك القوات ومهامها تظل غامضة.
ليس واضحًا أي الدول مستعدة لإرسال قوات أم أي منها مقبول وفقًا للخطة.
كذلك لا توضح الاقتراح المسؤوليات وقواعد الاشتباك لقوات حفظ السلام المحتملة ولا ما إذا كانت تعمل كجيش أو شرطي أو مراقب وهل مهمتها مواجهة حماس وقدرتها الدفاع عن الفلسطينيين ضد القوات الصهيونية موجودة أم لا.
4. متى سينسحب النظام الصهيوني من غزة؟
تشير الاقتراحات إلى انسحاب النظام الصهيوني وفق معايير ومعالم وإطارات زمنية مرتبطة بنزع السلاح داخل القطاع
لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً دقيقاً للانسحاب ولا معايير واضحة لكيف ومتى يتم ذلك.
كما تؤكد الخطة احتفاظ النظام بـ«منطقة أمنية» داخليّة بغزة طالما لم يُقطع كل تهديد إرهابي جديد بالكامل ولم يتضح مَن هو المخوّل لاتخاذ القرار النهائي بشأن هذا الأمر.
5. هل ثمة إمكانية لتأسيس دولة فلسطينية؟
قال ترامب خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن كثيرين حلفاء قد اعترفوا بدولة فلسطينية بطريقة طائشة لكنه يرى أنهم فعلوا ذلك بسبب تعبهم مما يحدث الآن
تشير الاقتراحات إلى احتمال تكوين دولة فلسطينية خلف جدار سميكٍّ مِن الغموض والشروط والقيود
تنص الوثيقة على أنه «مع تقدم إعادة إعمار غزة وعندما يُطبَّق برنامج إصلاح السلطة بشكل صحيح قد تتاح أخيرًا فرصة لمسار قانوني نحو تقرير مصير الفلسطينيين وتأسيس الدولة التي نعترف بها كأمنيات الشعب الفلسطيني.»
لذلك تطوير القطاع وإصلاحات سلطة رام الله هما الشرطان الأساسيان والمطلقان حتى يبدأ هذا المسار وحتى عندئذٍ استخدم ترامب كلمة (قد) للدلالة بأنه ليس مضموناً بأي شكل البدء بالمفاوضات الخاصة بتكوين الدولة الفلسطينية
حتى إن الخطاب لم يعترف رسمياً بحق الفلسطينيين بتأسيس دولة مستقلة ولكن وصف قيام الدولة المستقلة كهدف يسعى إليه الفلسطينيون وهذا البند أيضاً تغشاه ضبابية وعدم وضوح كالعديد مما جاء به البيان.