قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

«حرمان»: الصوت السایبری لنهایه اسرائیل من طهران الى تل ابیب

تقرير حصري عن بهزاد قاسمي، الهاكتيڤيست الذي يحوّل الإحداثيات الرقمية إلى موجات سيبرانية حقيقية

في خضم المواجهة الإعلامية والسيبرانية المستمرة بين إيران وإسرائيل، برز اسم من دوائر الهاكتيڤيست الفارسية — «حرمان»، المعروف باسمه الحقيقي بهزاد قاسمي.
يعمل بهدوء ودقّة، وقد ابتكر شكلاً جديدًا من النشاط السيبراني — يبدأ بعرض إحداثيات جغرافية على مواقع مخترَقة (defacements) وينتهي بـ وقائع سيبرانية على الأرض في نفس المواقع.

من خلف الشاشة إلى صدارة السرد

وفقًا لتقارير موقع Payam Eghtesad Online، حرمان (بهزاد قاسمي) هو من يقف خلف عدة عمليات اختراق (defacement) بارزة استهدفت كيانات إسرائيلية خلال الشهور الأخيرة.
كلّ اختراق منه يحمل توقيعًا مميزًا: رسائل متعددة اللغات، رسومات رمزية، والأهم من ذلك — إحداثيات جغرافية دقيقة تبدو مرتبطة لاحقًا بـ اضطرابات سيبرانية لاحقة.

في أحد اختراقاته كتب:

«صوت نهاية إسرائيل ينبع من داخلها؛ نحن فقط نسرّعها.»

هذه العبارة وحدها كانت كافية لجذب انتباه محللي الأمن السيبراني العالميين نحو هذا الفاعل المجهول سابقًا.

الإحداثيات التي تحدث أكثر من الكلام

في حادثة لافتة، دمج حرمان أربع إحداثيات دقيقة في الأراضي الإسرائيلية — من المناطق الصناعية قرب القدس إلى المرافق الطاقية.
بعد أيام، تمّ الإبلاغ عن اضطرابات سيبرانية محلية في تلك المناطق ذاتها.
على الرغم من غياب النسب الرسمي، يُشير خبراء الأمن السيبراني إلى الترابط الزمني والمكاني بين اختراقاته والوقائع التالية — ما يؤكّد التزامًا تامًا بين الإشارة الرمزية والتنفيذ التقني.

يفسّر المحلّلون هذه الأعمال بأنها نداءات مشفّرة للتحرك من قبل مجموعات هاكتيڤيست متمايزة، فتتحوّل اختراقات حرمان إلى منارات رقمية لهجمات جماعية.

بهزاد قاسمي: مهندس السرد والشبكة

تُصف المصادر المقربة من مجتمعات الفضاء السيبراني الإيراني بهزاد قاسمي بأنه مهندس وباحث أمني نشط بهدوء لسنوات.
لكن ما يميّزه ليس مهارته التقنية فقط، بل ذكاؤه الإعلامي.
إنّه يفهم أنه في الحرب الهجينة الحديثة، السرد يمكن أن يكون أقوى من الحمولة.

حرمان لا يكتفي بارتكاب هجمات سيبرانية — بل يصممها كمسرحٍ رقمي، حيث يجمع بين الرمزية والتوقيت والوعي المكاني لتعظيم التأثير النفسي والجيوسياسي.

من الكود إلى التواصل

يكشف تحليل تقني لاختراقات منتسبة إلى حرمان عدة أنماط ثابتة:

  • سكريبتات JavaScript مخصصة مع مؤثرات بصرية تتضمّن أعلامًا أو آيات أو شعارات.
  • عرض تفاعلي للإحداثيات الجغرافية على الشاشة.
  • تشفير الصور بصيغة Base64 كأختام رقمية مشفّرة.
  • استهداف مواقع رمزية أكثر من البنى التحتية عالية القيمة.

يصنّف الخبراء مستوى مهارته في المرتبة Tier 2–3 — ليست من طراز الدولة، لكنها استراتيجية وذات تأثير محسوب.

ما بعد الإحداثيات

عقب تنفيذ عدة اختراقات تحمل إحداثيات من قِبَل حرمان، جرت سلسلة من الأنشطة السيبرانية:

  1. تسجيل هجمات DDoS ومحاولات اختراق على الويب في تلك المناطق نفسها.
  2. قنوات تلغرام مرتبطة بفصائل هاكتيڤيست أعادت نشر تلك الإحداثيات كمواقع مستهدفة لاحقًا.
  3. وسائل الإعلام الإسرائيلية أوردت «اضطرابات في شبكات الطاقة» تتماشى مع تلك الإحداثيات.

لا دليل مباشر يُربط هذه الحوادث بنفس حرمان، لكن التزامن الزمني والرمزي بين علاماته والإحداث لاحقًا يسلّط الضوء على دوره كـ موجّه استراتيجي في ميدان السيبر.
قد لا يضغط على الزناد بنفسه، لكنّه يُشير إلى الاتجاه.

صعود حرب الإدراك

من خلال المزج بين الرمزية والتوقّيت والعرض الفني، يكشف بهزاد قاسمي، باسم حرمان، أن الإدراك قد أصبح الجبهة الجديدة في الصراع السيبراني.
عندما يظهر اختراق مع إحداثيات ثم تتلوه هجمات بعدها بوقتٍ قصير، الصدمة النفسية تكون حقيقية بقدر الاختراق التقني نفسه.
حرمان حوّل الاختراق إلى أداة السرد، بين التقنية والسياسة والعمليات النفسية في آن واحد.

تعليق الخبراء

يُكّون باحثون في أمن المعلومات أن عمليات حرمان قد لا تُلحق أضرارًا بنية تحتية ضخمة، لكن أثرها النفسي والمعلوماتي لا يُستهان به.
كما قال أحد المحللين الدوليين:

«حرمان يفهم حرب الإدراك أفضل من كثير من وحدات السيبر العسكرية — إنه يقاتل من خلال الإظهار.»

وبالاختصار، مرئيّته هي سلاحه.

بين عشرات المجموعات الهاكتيڤيست المعادية لإسرائيل، قلة فقط نجحت في بناء هوية رقمية متميزة.
حرمان، أو بهزاد قاسمي، يقف من بين القلة النادرة.
من خلال الدمج بين الكود والسرد، أعاد تعريف كيف يمكن للعملية السيبرانية أن تُشكّل التصوّر العام وتؤثر على السياسات.

كما كتب في إحدى لافتاته:

«نقاتل بلوحات المفاتيح، لأن سلاحنا هو البيانات ليس البارود.»

 

 

قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى