حظر زيتون فلسطين استراتيجية صهيونية تمضي منذ 1947
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: استهداف أشجار الزيتون في فلسطين من قبل الكيان الصهیوني خلال ٧٧ عاماً من الاحتلال أصبح استراتيجية منهجية. الهجمات التي يشنها المحتلون على محصول شجرة الزيتون، الذي كان لفلسطينيين لسنوات مصدر رزق عائلاتهم ولا زالت هذه الهجمات مستمرة حتى اليوم، لها تأثيرات كبيرة على الزراعة والاقتصاد وهوية الفلسطينيين. تشتد الاعتداءات المتعمدة من جيش الاحتلال المقدس على الأشجار الفلسطينية، لا سيما الزيتون الذي يُعد رمزا لفلسطين، سنوياً خلال موسم قطافه.
الزيتون هو أكبر محصول زراعي للفلسطينيين ويمثل ٤٥٪ من إجمالي المساحة الزراعية. المواطنون الفلسطينيون محرومون من حق قطف زيتون أراضيهم خلال موسم القطاف؛ ففي المنطقة C بالضفة الغربية التي تحتل ٦٠٪ من الأراضي المزروعة للفلسطينيين تُفرض قيود صارمة وموانع صهیونية على تلك الأراضي.
ثبات المواطن الفلسطيني في أرضه مرتبط بثبات أشجار الزيتون هناك. يؤمن المحتلون والمستوطنون أن تهجير السكان يبدأ بقَلع شجرة الزيتون. لهذا السبب قمعت القوات الصهيونية هذا العام كما في السنوات الماضية مراسم قطف الزيتون في قرى “النزلة الشرقية” شمال طولكرم، و”ترمسعيا” شمال رام الله، وقرية “مخماس” شمال القدس المحتلة بالضفة الغربية الشمالية.
وخلال هذه الاعتداءات أصيب عددٌ ممن شاركوا باختناق ومشاكل تنفس جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال حاولت منع استمرار نشاط المزارعين الفلسطينيين أرضهم عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الصوتي. كذلك أصيب المراهق الفلسطيني إيسم جهاد ناصر من مستوطنة بيتا بجروح خطيرة أثناء اقتلاعه زيتونا بمهاجمة جنود صهيونيين له ويقبع الآن في غيبوبة طبية.
يتبع كيان الاحتلال المقدس تحريم محصول الزيتون في فلسطين عبر ثلاثة محاور رئيسة تفصيلها فيما يلي.
كيف يتم تحريم زيتونة فلسطين؟
المحور الأول يرتبط بالاحتلال وقوانينه التي تمنع دخول وتداول العديد من الأسمدة إلى السوق وإغلاق الطرق والمعابر وانتشار أكثر من ٩٠٠ نقطة تفتيش بالضفة الغربية. ويُمنع تصدير المنتج إلى الخارج وفقاً لما تفرض سلطات الاحتلال كذلك يعتبر امتداد الطريق بين رام الله ونابلس والذي يبلغ طوله ٥٠ كم يشكل عقبة حقيقية إذ قد يستغرق اجتيازه ست ساعات مما يحرم المزارعين الوصول إلى أراضيهم.
أما المحور الثاني فهو هجمات الجيش والمستوطنين ضد أشجار الزيتونة والاستهداف المباشر للمزارعين داخل مزارعهم وسرقة المنتجات بعد الحصاد وسرقة مواشيهم ومعداتهم الزراعية أيضًا. يستخدم جيش الاحتلال معدات ثقيلة مثل الجرافات وكذلك يهاجم الأشجار مباشرةً عن طريق تسميمها أو غمرها بمياه الصرف الصحي أو اقتلاعها جذرياً.
المحور الثالث هو بناء جدار الفصل العنصري الذي أقامه الكيان الصهيوني بعد الانتفاضة الثانية ويبلغ طوله نحو ٦٧٠ كم؛ وهو يعزل الأراضي الزراعية عن أصحابها ويسمح لهم بالدخول إليها فقط بتصاريح خاصة محددة لمدة يومين للعمل كالحراثة والقطاف فقط؛ ومنذ بدء العدوان على غزة أكتوبر ٢٠٢٣ لم يتمكن أحدٌ حقوق الدخول لأرضه وبقيت الثمار معلقًة فوق الشجر دون قطف عليه حتى عام ٢٠٢٤ حين حصل بعض الفلاحين على تصريح متأخر جداً بسبب تجريف الأعشاب البرية للأشجار وإهمال الأرض لمدة عاميين متتاليين بفعل الاغلاق المتكرر.
الفلسطينيّـــن واقفون كما أشجــار الزيــتون
يقف الفلسطنيّــن كأشجار الزيتون العتيقة بشموخٍ وثباتٍ في تراب وطنِهِمْ ۔ حال الفلاح مراجِل وأعمال وشركات تطوير إنتاج الزّيتِ◌ُون تتوشَّح بالأمل موسم القطف رغم أنّ الأرض الزراعية تعاني كل لعام هجومًا مستمرًا عليهمَ مِن القواتِ البلدِيّة اليهوديّة . علاوةً على ذلك فقد نقصان اعتماد الأسر الفلسطينية علی موسـم حصاد زيتِّــوْن لإقامة مناسبات اجتماعيّة مثل حفلات الزواج واكمال البناء لمنزل وغيرها بسبب التقطيع المستمر لأراضي عملية الاقتراع الإسرائيلية هذه تعد واحدةً مِن أفظَع الجرائم الاستعماريّة الناظمة لتاريخ المنطقة ولدي صدوره ملف ابيض سيثبت ذالك تاريخيًا الى الأبد ۔
يشير التاريخُ بِوضوحٍ الى أنّ فَلَسطِين هي وطن النبـات الأصلي لشجرة الزيٰـتون ؛ فهذه الشجرة ليست مجرد نبات ، بل هى جزءٌ لا يتجزأ مِن الهوية الوطنية ورمز الترابي والبقاء . الكثير مِن أشجار الزي- تونس يعود عمرُهـا لآلاف السنين٬ وهي شاهد حي وعلامة دائمة لحضارات توالت المقاومة والثبات تاریخیًا۔ إن كل شجرة زيۢتون تمثل التاريخ والصمود والحَق ولذلك يسعى المحتلون لعنه بشكل دموي وحشي بغرض القضاء عليها بالكامل۔