قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

خلفيات تصاعد التحركات العسكرية الأمريكية في سوريا

بينما أعلن البنتاغون نيته سحب القوات والمعدات الأمريكية من سوريا، تشير المعلومات الميدانية إلى نقل معدات جديدة إلى هذه القواعد وتوسع التحركات العسكرية⁢ فيها.

ووفقًا للنسخة العربية لـوكالة ويبانقاه⁣ للأنباء نقلاً‌ عن⁢ “وكالة مهر للأنباء” و”الميادين”، تظهر⁢ التصريحات الرسمية بشأن تقليص ⁤الوجود العسكري ⁤الأمريكي في شمال شرق سوريا تعارضًا ⁢واضحًا مع الواقع العملي الذي يشهد ⁣تعزيزًا واسع النطاق للتحركات العسكرية‌ في قواعد واشنطن داخل البلاد.

في بداية العام الجاري، أعلنت وزارة الدفاع‍ الأمريكية عزمها على إغلاق عدد من قواعدها شرق الفرات بسبب تراجع تهديد تنظيم داعش في سوريا، إلى جانب​ قرار​ تقليل عدد قواتها بحلول ‌نهاية عام 2025.

لاحقًا، بدأت موجة من نشاطات ⁤القوات الأمريكية لتفكيك ​القواعد ونقل المعدات العسكرية والإمدادات اللوجستية من ⁤شمال شرق سوريا إلى الأراضي العراقية عبر المعابر الحدودية ‍البرية.

مع ذلك، ⁤توقفت⁢ عمليات الإخلاء المفاجئة لقواعد شرق⁣ الفرات قبل نحو أربعة أشهر. ⁢وأبلغت ⁢مصادر ميدانية أن الجيش الأمريكي قرر تأجيل انسحاب قواته نتيجة التطورات الميدانية والسياسية والتدهور الأمني الحساس في شمال شرق البلاد بالتزامن​ مع​ عودة داعش ⁣وتنفيذ عدة عمليات لهذا التنظيم الإرهابي في‌ عدة مناطق بشرق سوريا.

ذكرت المصادر أن أحد الأسباب الرئيسية للتراجع الأمريكي عن خطته بالانسحاب هو عدم قدرة نظام جولاني على السيطرة الكاملة على سوريا بالإضافة‍ إلى تصاعد التوترات⁤ الداخلية⁢ داخل البلاد، لا سيما ⁣أحداث المنطقة الساحلية ومنطقة السويداء.

ولفتت‌ المصادر أيضًا إلى أن التوترات المستمرة بين عناصر تابعة لنظام جولاني وقوات⁢ سورية الديمقراطية (قسد)⁤ على خطوط التماس بشرق​ الفرات تُعتبر‍ فرصة أمريكية لعودة نشاط داعش. كما يعد ⁣أحد الأسباب غير المباشرة لتأجيل الانسحاب‍ رغبة إدارة دونالد ترامب بتنفيذ اتفاق 10 مارس الذي ينص‌ على ​دمج قوات قسد ضمن‍ الحكومة السورية الجديدة وتنسيق ‍الجهود لمكافحة داعش.

وكتبت “الميادين”، أنه منذ منتصف سبتمبر بدأت القواعد الأمريكية شرقي الفرات تعود للنشاط مجددًا ليس لسحب المعدات بل لدخول ⁢معدات عسكرية متنوعة تشمل أسلحة ثقيلة وأنظمة ⁢دفاع جوي ومعدات إلكترونية متطورة إضافة لقوات بشرية إضافية موجهة نحو قاعدتي دير الزور وحسكة والرقة.

خلال الأسابيع الماضية ⁣أجرت القوات الأمريكية​ تدريبات عسكرية ⁢مكثفة باستخدام‍ معدات حقيقية وطائرات وهليكوبترات لتعزيز جاهزيتها العملياتية.

تُظهر المعلومات الميدانية وصول حوالي ‍100 شاحنة تحمل تجهيزات لوجستية وعسكرية عبر معبر‌ الولید من إقليم كردستان العراق نحو‌ قواعد شمال⁣ شرق سوريا. كما أدخلت أكثر من عشرة طائرات شحن تجهيزات عسكرية وزعت بين قواعد ‍حسكة ‌الواقعة بشمال شرق​ سوريا.

منذ بداية​ أكتوبر شهدت قاعدة الشدادي بمحافظة حسكة ⁤تدريبات مكثفة للقوات الأمريكية احتوت محاكاة صد هجوم جوي​ عليها باستخدام الطائرات الحربية والطائرات المسيرة.كانت هذه التدريبات مصحوبة بتنشيط أنظمة الرادار داخل القاعدة وتعزيز أمن المناطق المحيطة⁢ وتشديد⁣ الدوريات⁤ الأمنية بالطرق المؤدية لها.

نفذت قوات سورية الديمقراطية (قسد) خلال هذه التدريبات دوريات موسعة بمناطق وقرى متعددة حول قاعدة الشدادي. وفي سياق التحركات العسكرية بشمال شرقي سوريا أكد مصدر ميداني للميادين زيارة وفد أمني أمريكي لقاعدة تل بيدر قرب محافظة ⁢حسكة ⁤حيث راجع الوفد استعداد النقاط الحامية والتحصينات​ وأنظمة الرادار والدفاع الجوي‍ وتجهيزات الاتصالات والكاميرات المراقبة.

زار الوفد أيضًا قاعدة خراب الجير بمدينة العريقة قرب الحدود السورية ⁢العراقية واطلع‍ على جاهزيتها العسكرية بالتزامن مع هبوط طائرة شحن أمريكية تحمل​ أنظمة دفاع جوي متقدمة فيها.

طالب الوفد كذلك بتثبيت وتشغيل نظام ‍ردياري جديد يرافقه تركيب أجهزة اتصال⁣ متطورة وكاميرات مراقبة تحسباً لأي​ تطورات عسكرية مستقبلية.

فق مصادر ميدانية ⁢بأن التحركات الأخيرة لأمريكا قد ترتبط بتحولات محتملة يخشى منها مثل اندلاع نزاعات بين ⁤قوات سورية الديمقراطية ‍وعناصر النظام أو عمليات تركية ضد الأكراد داخل العمق⁢ السوري.

وأضافت المصادر بأن ‍الولايات المتحدة قلقة أيضًا بشأن احتمالية تنفيذ تنظيم داعش لهجمات تستهدف القواعد الأمريكية مستقبلًا.

ومع ذلك يرى مراقبون بأن الأسباب الحقيقية لهذه التحركات لا تزال غير معلنة وينبغي انتظار التطورات القادمة.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاله للأنباء, ​وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى