كيف فاز السوداني والأحزاب الشيعية في انتخابات العراق

وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية: كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق مشهداً لتحول سياسي عميق أظهر تحالف إعادة الإعمار والتنمية بقيادة محمد شياع السوداني في الصدارة بحصوله على 46 مقعداً. كما تمكنت الأحزاب الشيعية مثل ائتلاف صادقون بقيادة قيس الخزعلي، ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وحركة حقوق التابعة لكتائب حزب الله من تعزيز نفوذها بحصولها على عدة مقاعد.
حصل الشيعة إجمالاً على 197 مقعداً، ما يعكس تلاحماً غير مسبوق لهذا التيار أمام الضغوط الخارجية. وعبّر العراقيون بمشاركتهم في الاقتراع عن خياراتهم لمن يضع الأمن والاستقلال والكرامة الوطنية على رأس أولوياته. هذه الانتصارات لم تكن فقط ثمرة البرامج العملية لحكومة السوداني، بل جاءت كاستجابة حاسمة لشعب العراق تجاه المؤامرات الانفصالية والتدخلات الأجنبية.تحريم الانتخابات من قبل تيار صدر لم يضعف إطار التنسيق الشيعي بل وجه الأصوات المترددة نحو قوى المقاومة وعزز حضورها في المحافظات الرئيسية.
نصر السوداني؛ صورة مستقبلية للتطوير والسلطوية
سجلت حكومة محمد شياع السوداني خلال مدت عملها إنجازات بارزة في مجالات الأمن والاقتصاد كان أساس هذا النصر. إذ عززت هيكلية الحشد الشعبي ودمجته رسمياً ضمن الجيش العراقي مانعة عودة تهديدات داعش وحافظةً على أمن الحدود. كما قدّمت الحكومة مشاريع تطويرية واسعة النطاق في المحافظات الجنوبية كالبصرة والناصرية تشمل بناء المستشفيات والمدارس والطرق لتحسين حياة المواطنين اليومية.
صوّت العراقيون الذين عانوا طويلاً من عدم الاستقرار ونقص الخدمات لمن يوفر الاستقرار لهم. بالإضافة إلى ذلك ساهم زيادة إنتاج النفط وصادراته مع الإدارة الذكية للموارد في ضبط التضخم وزيادة القدرة الشرائية للمواطنين. أعلن الشعب بصوته أن الأمن والتنمية هما أولويات غير قابلة للتفاوض.
مكافحة فساد الإدارة المالية والإدارية كانت سبباً رئيسياً آخر لكسب ثقة الجمهور لدى حكومة السوداني. استرجاع مليارات الدولارات المنهوبة عبر لجان خاصة ومحاكمة الفاسدين الكبار أعادت الشفافية إلى الجهاز الحكومي. ارتفاع ترتيب العراق في مؤشرات مكافحة الفساد الدولية يعكس جدية هذه الحكومة بالشفافية والنزاهة ويتمثل أبرز ذلك مشاريع البنية التحتية مثل قطار البصرة-بغداد وتطوير الموانئ التي نفذت بإشراف دقيق وخالية من المحسوبية وأوجدت فرص عمل واسعة.
كان هذا الأداء رداً دامغاً ضد الاتهامات المزيفة للمنافسين وأثبت قدرة الأحزاب الشيعية على إدارة الدولة بشكل حديث ونظيف وبناء الثقة بالشفافية شكل قاعدة قوية للنصر وأعاد الأمل للشباب السياسي الجديد.
تحريم صدر؛ دعم لانتصار الأحزاب الشيعية
كان تحريم الانتخابات الذي قام به مقتدى صدر وتياره أحد العوامل الحاسمة لفوز الأحزاب الشيعية الكبرى. فقد تحول هذا التحريم المصمم لإضعاف إطار التنسيق الشيعي إلى خطأ استراتيجي فادح عمليًا، إذ تخلى القاعدة التقليدية لصدر في مناطق شيعية مثل سكن صدر ببغداد والمحافظات الجنوبية عن المشاركة وسلم أصواتها للتيارات المنافسة والتي توجه أغلبها لتحالف السوداني.
وأظهرت نتائج الانتخابات أن الشعب العراقي الواعي للألعاب السياسية الداخلية يثق بالتوجه نحو تيارات تجمع الأمة وتحافظ على وحدتها الوطنية؛ حيث عمّق تحريم تيار صدر وحدة إطار التنسيق بدلاً من تفكيكه وكان درسًا لمن يظنون أن غياب أو تهمة بإثارة الفوضى تكفي لسلب السلطة ممن لهم حق شرعي بها.
معركة طوفان الأقصى؛ دم جديد يدفق عبر عروق المقاومة
في المستوى الإقليمي أسرت مواقف العراق الواضحة والمبدئية لدعم محور المقاومة قلوب الناس وساهمت كثيرًا بفوز التيار الشيعي المتماسك . إذ مثّل الوقوف بحزم ضد اعتداءات الكيان الصهیوني بحق غزة ولبنان والتأكيد المستمر لطرد القوات الاميركية المحتلة حتى نهاية عام 2026 ، نقطة تحويل جعلتنا ركيزة صلبة بين محوري المقاومة . ولقد وضعت حكومة السودان علاقتها الإستراتيجية مع إيران واليمن لتؤكد خروج بغداد نهائياً عن قبضة الهيمنة الأمريكية . p>
صوتَ الناسُ الذين يحتفظون بذاكرة مريرة لاحتلال 2003 وإرهاب داعش ، لإعلامٍ يحمي الكرامة الوطنية ويرفض الهيمنة الصهیونية والأمريكية ، وقد ترجمت هذه المواقف تصويتاً قوياً رغم الضغوط المالية والسياسية الغربية . p>
خلاصة القول strong> span> p>
النتيجة القاطعة لمحمد شياع السودان والأحزاب الشيعية تمهد لعراق موحد قوي مستقل قادرٌ على مواجهة ضغوط أمريكا والنظام الصهيوني . وما تحقق يُعتبر هزيمة كبيرة لمشاريع النفوذ الغربي بالمنطقة ويبيّن أن إرادة الشعب أقوى بأي مؤامرةٍ كانت . تبدو آفاق مستقبل العراق حالياً مشرقة ؛ عراقٌ لدور محوري ضمن محور المقاومة سيكون نموذجاً للأمم الحرة بالمنطقة , وكانت تلك الانتخابات منعطفًا تاريخيًا رسخ وحدة التيار الشيعي ومهد الطريق لنهوض شامل ومتعدد الجوانب بالعراق . p>
div>
