قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

واشنطن تعيد ضبط دور السعودية في النظام الجديد للشرق الأوسط مع ضمان الأمن والتطبيع

زيارة ولي‌ العهد السعودي إلى واشنطن ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل صفقة شاملة لإعادة⁣ تعريف ​مكانة السعودية في النظام الدولي والإقليمي.

وكالة مهر‌ للأنباء، فريق الشؤون‌ الدولية: تعتبر زيارة محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى واشنطن في 18 نوفمبر 2025 نقطة تحوّل في العلاقات بين الرياض وواشنطن‌ وواحدة من⁣ أبرز التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد ⁢عودة دونالد ترامب إلى ⁣البيت الأبيض. تأتي الزيارة وسط أزمة متعددة الأبعاد ⁣تشمل التوتر النووي⁤ الإيراني، حرب غزة، وتصاعد تنافس القوى الناشئة. المملكة التي شعرت بعزلة نسبية خلال فترة بايدن تستغل الآن نهج ‌ترامب الذي⁤ يركز على الصفقات لتثبيت مكانتها كشريك استراتيجي رئيسي ‌للولايات ‍المتحدة في الخليج ​الفارسي من خلال حزمة شاملة ‌للمطالبات. من منظور إيران، هذه الزيارة ليست مجرد لقاء⁣ دبلوماسي ‌بل​ محاولة منظمة لتحويل ميزان القوى ​ضد‌ محور المقاومة وكبح نفوذ​ جمهورية إيران الإسلامية في المنطقة. تشمل الأهداف⁢ المعلنة وغير المعلنة للزيارة كل من البرنامج النووي⁣ والسلاح المتقدم والتقنيات الحديثة وقد تغير‍ معادلات الأمن في الشرق الأوسط للعقد المقبل.

السعودية تسعى​ لكسر المحرمات النووية في الشرق الأوسط

من أهم الأهداف الخفية لمحمد بن⁣ سلمان ‌في هذه الزيارة الحصول على الضوء ​الأخضر الأمريكي لتملك دورة وقود نووية كاملة، خصوصاً تخصيب اليورانيوم ‍داخل الأراضي ⁣السعودية. منذ سنوات تستخدم الرياض أحكام اتفاقية الطاقة النووية 123 مع الولايات المتحدة ومبدأ «إذا كان ⁣لإيران ​تخصيب فنحن أيضاً يجب أن نمتلكه» لزيادة الضغط. حكومة ترامب التي انسحبت أولاً من الاتفاق النووي‌ وتتبنى حالياً موقفًا أكثر⁣ تشدداً تجاه⁤ إيران ربما توافق مقابل استثمارات سعودية بمئات ‌المليارات⁣ دولار في مشاريع البنية التحتية الأمريكية وشراء السندات الحكومية على تخصيب محدود (أقل من 5%). تمنح هذه الموافقة السعودية فرصة الاقتراب مستقبلاً من العتبة النووية بجانب إضعاف الاحتكار النسبي الإيراني لتكنولوجيا التخصيب. ومن منظور طهران يُعد هذا مثالاً واضحًا على ازدواجية المعايير الأمريكية التي تصف‍ البرنامج السلمي⁤ الإيراني بالتهديد لكنها تمنح‍ حليفها العربي امتيازات خاصة وتشعل سباقًا نوويًا⁣ خطيرًا بالمنطقة!

الضوء الأخضر السعودي لبيع مقاتلات⁤ إف-35 للسعودية

كانت صفقة​ بيع مقاتلات الجيل الخامس إف-35 للسعودية قد توقفت خلال عهد بايدن بسبب قضايا حقوق الإنسان والخوف ​من المساس⁤ بالتفوق النوعي⁤ للإسرائيليين لكنها باتت قيد الإحياء مع عودة ترامب الذي أعلن صراحة ترحيبه‍ ببيعها للسعوديين بسبب تهديد إيران. منذ عام 2017 تبذل الرياض‌ جهوداً لوبيّة ضخمة لشراء ما لا يقل عن 45 مقاتلة إف-35 وهي مستعدة لدفع أكثر من 40 مليار دولار. ويعتبر ترامب مبيعات الأسلحة «خلق فرص ‌عمل أمريكية» لذا سيعمل على تجاوز العقبات البرلمانية‌ بتقديم ضمانات سرية لإسرائيل لإنجاز ⁤الصفقة النهائية. دخول أف-35 سلاح الجو السعودي⁤ لن يضمن‌ فقط التفوق العسكري للرياض ضمن المنطقة لكنه يعزز قدرة مراقبة وضرب المنشآت ⁢الحساسة داخل العمق الإيراني ‌بشكل⁢ كبير جداً. ومن ‍منظور الأمن القومي الإيراني ‌فإن البيع يمثل تغييراً جذرياً للتوازن الجوي بالخليج الفارسي وتهديد مباشر لقدرة الردع⁢ الصاروخية والدرونز الإيرانية وقد يشعل سباق ⁢تسلح غير مسبوق ‍بالمنطقة.

السعوديون ⁢يسعون لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

إلى جانب الأسلحة والطاقة ⁢النووية تبنت الرياض الذكاء الاصطناعي كركيزة ثالثة لاستراتيجية ⁢”رؤية 2030″. وفي⁣ زيارته ⁢لواشنطن يعطي بن سلمان أولوية خاصة للتعاون الموسع مع⁤ الشركات الأمريكية بهذا المجال حيث⁣ تخطط للاستثمار بما يقارب مئة مليار دولار ضمن ⁣صناديق ⁢مشتركة ⁢لتحويل نيوم لأكبر مركز ذكاء اصطناعي بالشرق​ الأوسط ودعوة شركات مثل نفيديا ومايكروسوفت وأوبن آي لكي‌ تنقل التكنولوجيا وتقيم مراكز بحث وتطوير .حكومة ترامب التي تعتبر المنافسة مع الصين مجالا وطنيا أساسيا قد تخفّض القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا للسعوديين. التعاون هذا لن يحول السعودية فقط للاعب تقني⁢ ينافس النفط كمصدر للدخل وإنما سيعزز⁤ أيضا القدرات السيبرانية والحرب الإلكترونية ضد إيران ‌بشكل كبير⁢ جدا . ‌ويرى⁣ نخبة سياسية لطهران أن هذا المشروع⁣ هو جزء أصغر ضمن‍ مخطط ​أوسع‌ للغرب بغرض إقصاء طهران عن سلسلة الابتكار العالمية وإحداث فجوة تكنولوجيّة يصعب تعويضها بين البلدين.

تصاعد المنافسة الجيوسياسية فى الشرق الاوسط

‍ أحد أبرز الملفات التي⁢ تغلف خلفيات الرحلة هي مستقبل النظام الإقليمي⁤ ببلاد الشام وخليج فارس معا ​، تعتمد المملكة العربية السعوديةعلى دعم مطلق ورغبة دائمة بدور قطب مركزيٍ جديد للتحالف ‌العربي- الإسرائيلي – الأمريكي ‍المُشكل لمواجهة إيران . تأمل الرياض لتحقيق تطبيع كامل ونهائي وإنشاء غطاء​ أمني ‍مشترك لتشكيل “الناتو الشرق أوسطي”، الذي يعزل طهران بصورة كلية ومستديمة . وتتزامن ⁣المبادرة‍ بمحاولة كسر دور ‌تركيا ⁣وقطر وإعادة تتربع القيادة السياسية الدينية السُنية بحكم سياسي محوري ⁣جديد فى العالم الإسلامي عامةً والمنطقة خاصةً ,يؤدي ذلك ​النظام الجديد إلى وضع محور المقاومة ⁣تحت ضغط دفاع عالي الى​ حد التطوير ⁢الحربي وربما اندلاع مواجهات ​جديدة ‌فى مناطق اليمن,لبنان,سورية⁣ والعراق ​،بينما ترجح حالة الانقسامات الداخلية ,الاعتماد الكبيرعلى النفط والتنافس المضطردمع الصين والروس احتمالية عدم استمرار ثبات واستقرار هذة ‌المعادلات‌ المقترحة.


ختام القول

أخيراً يجب القول إنّ زيارة⁤ ولي العهد الشاب إلى واشنطن يتجاوز حدود​ اللقاء البروتوكولي فهي صفقة استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة السعودية داخل أنظمتها المحلية ​والدوليه ⁣والإقليميه معا ؛ الحصول على حقّ التخصيب ، ‌شراء الطائرات اف-٣٥ ، التعاون التقني الكبير ​مجالات الذكاء الإصطناعى ومحاولة ⁤قيادة تحالف ضد إيراني‍ كلها مؤشرات واضحة لعزم رياض ‍التحول لقوة⁤ تؤثر بقوة بحركة الخليج‌ الفارسى ! أما بالنسبة لطهران فإن تلك الخطوات​ تمثل تهديد ‌ذوات طبقات متعددة ‌للأمن القومي و الاستراتيجية الردعية مما⁢ قد يشكل بداية سباق مسلح ⁤عصري يتناول التسليح والنواة والطاقة‌ التقنية علي نحو خطر لا يمكن التحكّم به بسهولة حيث ​سيضطر المسؤولون الايرانيون لحشد سياسة دبلوماسيتهم المستقلة تعزيز برنامجهم الصاروخي⁤ والسيبراني وتسخير أدواتهم⁣ الاقليمياً بذكاء لمواجهة المخاطر الجديدة!

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى