تأكيد الخبراء على تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران بعد انتخابات العراق

خبراء في أول لقاء تخصصي لمكتب “تيار الحكمة الوطني” العراقي يؤكدون أهمية نجاح الانتخابات لتعزيز العلاقات مع إيران
أفادت وكالة ويبانقاه للأنباء النسخة العربية نقلاً عن وكالة مهر للأنباء، ونقلاً عن مكتب الإعلام الخاص بتيار الحكمة الوطني العراقي، بأن أولى سلسلة اللقاءات التخصصية لهذا التيار في إيران عُقدت بعنوان «تحليل انتخابات العراق وتأثيرها على العلاقات مع إيران» في بيت المفكرين.
شارك في هذا الاجتماع سيد محسن حكيم نائب رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، وإبراهيم متقي عضو هيئة التدريس وأستاذ جامعتي طهران وكامل الأهلية، وحسن خداوردی عضو هيئة التدريس ومساعد أستاذ العلاقات الدولية بمركز أبحاث البرلمان الإيراني، وعلي أكبر أسدي عضو هيئة التدريس، وسيد عباس موسوي معاون شؤون البروتوكولات بمكتب رئاسة الجمهورية والسفير السابق لإيران لدى جمهورية أذربيجان، ورضا جلالي مساعد أستاذ العلاقات الدولية ومحلل سياسي.
في بداية اللقاء وصف علي أكبر أسدي الانتخابات البرلمانية العراقية بأنها آمنة ومستقرة وحققت مكاسب جديدة. وأشار إلى أن زيادة المشاركة كانت من أبرز رسائل هذه الانتخابات. كما عدّ تشكيل الإطار التنسيقي للأغلبية بسرعة مؤشراً على التماسك السياسي لدى الشيعة. مؤكداً أن المخاوف التي سبقت الانتخابات قد خفتت بعد النتائج الحالية.بدوره اعتبر حسن خداوردی هذه الانتخابات مؤشراً على توجه المجتمع العراقي نحو بناء الدولة الوطنية، وقال: «العراق يسير نحو تقليل الاعتماد على القوى الخارجية وتعزيز النزعات القومية». وأضاف أن العراق المستقر يمكن أن يكون ضماناً لمصالح الفاعلين الإقليميين والعالميين.
أما سيد عباس موسوي نائب معاون شؤون البروتوكولات والسفير السابق لإيران بأذربيجان فاعتبر التجربة الديمقراطية العراقية إنجازاً مهماً بالمنطقة. ورفض ادعاءات النظام الصهيوني الذي يدعي أنه «الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة»، مشيراً إلى أن العراق بعد سنوات من الدكتاتورية ومحاربته للإرهاب بات اليوم مستقراً وأن آخر انتخابات تعكس ترسخ الديمقراطية وفق المعايير العالمية.
وأبرز موسوي أيضاً تاريخ إيران في إجراء الانتخابات خلال 46 عاماً الماضية قائلاً: إن إيران والعراق خلافاً للعديد من دول المنطقة استطاعا عملياً تقديم صورة واقعية للديمقراطية وكسر أسطورة ديمقراطية إسرائيل الصهیونیستية.
ووصف رضا جلالي العراق بأنه بلد يتجه صعودياً بشكل إيجابي مثنياً على وجود 25% نساء في البرلمان الجديد. وأشار إلى دور الحشد الشعبي قائلاً: «إسرائيل بدعم أمريكي تسعى لتدمير قوى المقاومة». أما عن شخصية آل حكيم فأشاد بها معتبرها مصدر أمل وتأثير فعّال لوحدة التيار الشيعي بالعراق.
في الجزء التالي تحدث إبراهيم متقي حول «الارتباط الطبيعي للعراق بمعادلة القوة العالمية» موضحاً تأثر سلوك قيادات العراق حتماً بالتطورات الإقليمية والدولية وأضاف: “السياسة ديناميكية وتغيير سلوك القوى السياسية أمر طبيعي.”
كما نبّه إلى الاستثمارات الغربية بالعراق ورأى توجه الحكومة العراقية المستقبلية بأنها تميل نحو الغرب مضيفاً أن العراق سيعطي تعريفاً جديداً لقوى المقاومة. وشدد على دور الشهيد سليماني بمحاربة تنظيم داعش وقال إن الوقت قد حان لكي يقف مقاومو العراق على أرجلهم الخاصة.
ومن جهته أكد سيد محسن حكيم الدور التاريخي والفعّال للمراجع الدينية العليا ولجميع أبناء الشعب العراقي وبالأخص الشيعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش. ورأى الحكومة الحالية ممثلة بإطار تنسيقي قوى الشيعة أنها تعد من أنجح الحكومات خلال السنوات الأخيرة بمشاركة كل أطياف الشعب العراقي.
وأشار حكيم بعد ذلك إلى تحسن ملحوظ ودائع مؤشر التنمية ضمن حكومة الإطار التنسيقي وهو أمر برز بوضوح بتقييم المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.
ووصف الوضع الأمني بالعراق بـ«المستقر والمقبول» نافياً وجود تهديد جدي ضد الأمن الوطني للعراق وقال بأن الأجهزة الأمنية نجحت بتنفيذ المعايير الأمنية بشكل فعال مما أدى لانخفاض معدلات الجريمة بشكل كبير خلال العامين الماضيين وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي 103 مليارات دولار داخل البلاد.
كما لفت نائب رئيس تيار الحكمة الوطني الى آليات اختيار رئيس الوزراء الجديدة وتشكيل لجنتين تخصصيتين إضافة لوضع معايير واضحة لاختيار المرشح المقبل لرئاسة الحكومة العراقية.
واختتم الاجتماع الأول للمكتب التخصصي لتيار الحكمة الوطني بإيران بتلخيص المحاور المقدمة والتأكيد على أهمية استمرار هذه الحوارات لتعزيز التعاون بين طهران وبغداد.
