تشريع حكم الإعدام لأسرى فلسطينيين ترسيخ للعنف تحت مظلة القانون

وكالة مهر للأنباء، فريق العالم، محمدرضا مرادي: يُعدّ إقرار مسودة «قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين» في الكنيست الإسرائيلي في القراءة الأولى من أخطر التطورات القانونية والسياسية في تاريخ الصراع الفلسطيني مع النظام الصھیوني. هذا القانون الذي بادر إليه حزب اليمين المتطرف «عوتسما يهوديت» وبدعم وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، يسمح بإصدار حكم الإعدام صراحةً على أي فلسطيني يُتهم بقتل إسرائيليين «بدافع قومي أو أيديولوجي». هذه الخطوة ليست انتهاكاً واضحاً لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية فحسب، بل تدلّ على تصعيد الفاشية داخل هيكل صناعة القرار الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.إذا كان الموت في سجون إسرائيل سابقًا ناتجًا عن التعذيب أو حرمان الغذاء أو الإهمال الطبي، فإن اليوم أصبح الموت يحمل طابعاً قانونياً ومعترفًا به رسمياً.
الخلفية التاريخية والقانونية للقانون
منذ احتلال الضفة الغربية والقدس عام 1967، يقوم النظام القضائي الإسرائيلي في المناطق المحتلة على ثلاثة أعمدة رئيسة: أولاً – الأوامر العسكرية التي حلت محل القوانين المدنية؛ ثانياً – المحاكم العسكرية التي تُشكل غالبًا ضد الفلسطينيين؛ ثالثاً – الاعتقالات الإدارية بدون محاكمة استنادًا إلى ملفات سرية.
أدى هذا النظام إلى فقدان مفهوم العدالة بالمعنى الكلاسيكي له في الأراضي المحتلة. أكثر من مليون فلسطيني تم اعتقالهم منذ بداية الاحتلال وحتى الآن، وما يزال حوالي عشرة آلاف منهم بين مئات الأطفال والنساء والمسنين محتجزين في سجون إسرائيل.
في هذا السياق لا يمكن اعتبار قانون إعدام الأسرى مجرد تعديل تشريعي بسيط، بل يجب رؤيته استمرارية طبيعية لنظام السيطرة والقمع الهيكلي الذي طالما استمر منذ بداية الاحتلال. يشكل هذا القانون الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة قوانين تمييز تشمل الاعتقال الإداري ومصادرة الأراضي والعقوبات الجماعية.
السياق السياسي والأيديولوجي لإقرار القانون
وفق النص المقدم إلى الكنيست «أي شخص يتسبب بموت إسرائيلي وينبع دافعه من العداوة تجاه إسرائيل أو الشعب اليهودي يحكم عليه بالإعدام ولا يحق للمحكمة تخفيف العقوبة أو العفو».هذا القانون يحوّل معيار الجريمة من «الفعل المادي» إلى «النوايا الذهنية والسياسية». إن نمو وترسيخ اليمين المتطرف داخل المجتمع والسياسة الإسرائيلية هو البيئة الحاضنة لهذه القرارات.ومنذ أكتوبر 2023 وبداية حرب غزة استفاد سياسيون مثل بن غفير وسموتريتش من المشاعر الانتقامية بعد عمليات “عاصفة الأقصى” لتوسيع السياسات المتشددة.
في هذه الأجواء المتوترة تحولت شعارات مثل «محاكمة وإعدام الإرهابيين» إلى خطاب سائد وأصبحت سياسة الحكومة تستند إلى محور ”الأمن عبر الإلغاء”. رغم أن سياسة إسرائيل كانت دائمًا قائمة على الاغتيال والقتل إلا أن القانون الجديد متطرف جدًا لدرجة أنه أثار انتقادات حتى داخل أوساط الاحتلال نفسها.
حذرت وسائل الإعلام الإسرائيلية وخاصة صحيفة هآرتس بأن هذه القوانين ستكون “وصمة عار لا تمحى” في تاريخ (مزيف) إسرائيل وتدل على توجه نحو قومية انتقامية وتشريع التمييز العنصري. وعليه فإن هذه التحذيرات تعكس حالة عزلة غير مسبوقة للنظام وتجعل إجراءات كهذه تزيده عزلة دوليًا أكثر فأكثر.
التداعيات القانونية والدولية
من منظور القانون الدولي يشكل قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين انتهاكًا صريحاً لعدة مبادئ أساسية منها المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف(1949) التي تحظر تنفيذ أحكام إعدام بحق أسرى الحرب و«العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية» (1966) الذي يعتبر حق الحياة حقًا غير قابل للتعليق إضافةً الى مبادئ عدم التمييز والمساواة القضائية وهي قواعد أساسية للنظام الحقوقي المعاصر.
المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي ستصدر أحكام بالإعدام غير مستقلة حسب المؤسسات الدولية لأن قضاة تلك المحاكم ضباط الجيش ويتبعون القيادة العسكرية لذلك الأحكام تصدر إداري-أمني وليست قضائية ولا تتمتع بشرعية دولية . كما أن القانون ينتهك مبدأ عدم التمييز الإثني لأنه ينطبق فقط على الفلسطينيين ولا يشمل اليهود المرتكبین للقتل . وبحسب صحیفة هآرتس يعتبر هاذا القانون فعليأ ” قانون اعدامات للعرب ” وليس ” قانون اعدمات ارهابيین ” .
واقع السجون والعنف اليومي
خلال السنوات الأخيرة أصبحت السجون الاسرائیلیة مركزا أساسیا لانتهاكات حقوق الانسان ، ومنذ اندلاع حرب غزة ٢٠٢٣ قتل اكثر من ثمانیین اسیر فلسطینی فی المعتقلات. وتقارير المنظمات الحقوقیة مثل نادي الاسير والهيئة العامة لشؤون الاسرى تؤكد وجود التعذیب والجوع الاجباری والضرب المستمر حتی سرقة أعضاء الشهداء .
بن غفير كوزير الأمن الداخلي حضر شخصيا عدة مرات للسجون واستعرض حالات للأسرى بحالة مهينة وقال : “هذا هو أسلوب تعاملنا معهم ولم يتبق سوى تنفيذ حكم الاعدام “. فإدخال عقوبة الاعدام ليس خطوة جديدة وإنما عملية رسمت دور السياسة القتالية التي سبق وان نفذت بشكل رسمي وغير رسمي ، فإذا كان الموت سابقا يحدث بصمت داخل السجون عن طريق التعذيب والجوع فمن الان صار ذلك الموت ذو وجه قانوني وتحول الى اعدم علني . P>
(* اسـلـوه للسلطة ) * ها دهری الافراعليس % ^ المهمؠ* span> strong> p>
[P] لم يتم العثور علي رابط فيديو ضمن النص الأصلي فلا إدخال وسوم الفيديو لأي جزء منه.[/ P] [ يرجى تفسير النتائج واحترام قواعد لغة HTML بدون إضافة أي تعليق ]