لماذا تثير تطورات بيت جن قلق النظام الصهيوني
وكالة مهر، فريق الشؤون الدولية: في 28 نوفمبر 2025، تعرضت قرية بيت جن في ريف دمشق لأحد أكثر الاعتداءات عنفاً من قبل النظام الصهيوني مؤخراً. دخلت القوات الصهيونية القرية بذريعة محاربة الإرهاب؛ وهو إجراء قابل للمواجهة من قبل السكان المحليين الذين قاوموا الغزو، مما أدى إلى تصاعد الهجمات الجوية الواسعة التي شنها الاحتلال. وصفت وسائل الإعلام السورية هذا الهجوم بأنه “جريمة حرب”. وأسفر الحريق عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا وإصابة أو نزوح العشرات.
زعم الاحتلال أن هدفه كان اعتقال عدد من المشتبه بهم بتنفيذ “هجمات إرهابية”، إلا أن الرواية المحلية كانت مختلفة، وكان هذا جزءاً من سلسلة تعديات متكررة على يد تل أبيب. ما كان يُنتظر أن يكون “عملية أمنية” بسيطة تحولت إلى “مؤامرة فاشلة”، وكتبت وسائل الإعلام الصهيونية أنه يُخشى أن يكون هذا الحدث بداية فصل جديد من التصعيد في جنوب سوريا.
أهمية بيت جن؛ رمز انتهاك السيادة ومحاولة إضفاء الشرعية على الاحتلال
بيت جن ليست قرية أو بلدة عادية فحسب؛ بل هي منطقة جغرافية حساسة تبعد 50 كيلومتراً عن دمشق وقريبة من المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي في جبل الشيخ – جبل حرمون. بعد سقوط حكومة بشار الأسد، وسعت قوات الاحتلال انتشارها في جنوب سوريا. المناطق التي كانت تحت مراقبة دولية أصبحت الآن تحت السيطرة المباشرة للنظام الصهيوني. تأتي العمليات الجديدة لتل أبيب والتي شملت هجومًا ليلياً ودخول مواقع سكنية وتفجيرات دامية دليلاً واضحاً على تغير حسابات تل أبيب: تثبيت الاحتلال والسيطرة الاستباقية ضد المقاومة المحتملة.
غضب الشعب وبداية شرارة المقاومة الشعبية
اندلع الغضب الشعبي فوراً عقب الهجوم في بيت جن والمناطق المجاورة لها. السكان الذين عانوا عقوداً تحت الضغط والاحتلال لم يستسلموا هذه المرة؛ وقفوا بوجه المعتدين وحماةً لمنازلهم وعائلاتهم غير أنهم نجحوا بتحويل المشهد لصالحهم. تمكنت مجموعات مقاومة محلية بمساعدة المدنيين من إبعاد المعتدين أو على الأقل إظهار مقاومة تكسر الصورة القديمة للاستسلام واليأس.
يرى المحللون أن هذه الاستجابة الجماهيرية قد تكون نقطة تحول مهمة. يقولون إن بيت جن قد تشهد بدء موجة جديدة من المقاومة الشعبية جنوب سوريا؛ مقاومة لم تعد مقتصرة فقط على الجماعات المسلحة والمعارضة التقليدية وإنما تشمل كل أسرة وكل قرية.
التداعيات
تجاوز التداعيات حدود بيت جن نفسها حيث أدانت السعودية وعدد من الدول العربية بسرعة إجراءات النظام الصهيوني هناك وطالبت المجتمع الدولي بـ«رد فعل» تجاه «جرائم إسرائيل». تؤدي زيادة التوتر واحتمالية انتشار النزاع إلى دفع المنطقة نحو عدم الاستقرار خاصة إذا قررت تل أبيب الرد على مقاومة الشعب بهجمات جوّ أرضيّة أشدّ قسوةً.
لماذا يُعتبر حادث بيت جن تحذيراً خطيراً؟
يمثل الحدث أهمية أخلاقياً واستراتيجياً معاً، أولاً لأن استهداف المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال لأي ذريعة كان أمر لا يمكن تبريره ويضع النظام الصهيوني أمام مسؤوليات قانون الحرب الدولية باعتباره يرتكب «جريمة حرب» حتى وإن ادعى أنها حملةٌ ضد الإرهاب.ثانياً ومن منظور استراتيجي يعد بيت جن نقطة انطلاق محتملة لإعادة بناء مقاومة محلية نابعةٍ وعميقة وجماهيرية داخل سوريا وهذا يشكل جرس إنذار للكيان المحتل حيث إنه لا يمكن تثبيت احتلال بالقوة وحدها ودون مواجهة شعبوية فعالة.
ما هي السيناريوهات الرئيسية الثلاثة أمام جنوب سوريا؟
امتداد المقاومة المسلحة: إذا استمر العدوان وبقي نظام جولاني سلبيًا فإن الناس سينطلقون بالمقاومة بأنفسهم وقد تشبه تلك المقاومة نماذج مكافحة الجنوب اللبناني أو غزة.
الضغط الدبلوماسي والدولي: بدعم عربي ومساندة دبلوماسية لشعب سوريا يمكن تشكيل جبهة واسعة تُضعِفُ النظامَ الصهیونی وتُوجِعُه سياسيًا وجغرافيًّيا..بالضغط والتنديد المستمر يؤدي لتقليل التدخلات العدائية للصھیونیین .
رد العدو العسكري المكثف: إذا شعرت تل أبيب بنموّ قدرة المقاومة فقد يبدأ الكيان بهجمات جوّيّة وبرّيّة أشرس مما سبق مما يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانیة غير مسبوقة في المنطقة.
في الختام يمكن القول إن هجوم الكيان الصهیونی علی «بيت الجن» السوري الذي شمل انتھاك سیادة سوریا و ارتكاب مجازر بحق مدنيین بالإضافة للقیام بالمقاومة الشعبيۃ ليس مجرّد حادث اعتيادي بلکہ یمثل ناقوس خطر یهدد مستقبل جنوب سوریا وفي حال اشتعل فتيل المقاومة فی بیت الجن فإن هذه المنطقه یمكن ان تُصبح نموذجا للمقاومۃ الشعبيه فی مواجهة أعمال الاحتلال وغطرستھا.
