مغامرة ترامب في فنزويلا السيناريوهات والأهداف الكامنة

ذكرت القسم العربي لـوكالة ويبانقاه للأنباء نقلاً عن ”وكالة مهر للأنباء” ومن خلال قناة الجزيرة، أن قرار دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، بإغلاق الأجواء الفنزويلية أثار شكوكاً كبيرة حول الأهداف الحقيقية لواشنطن وما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو حرب شاملة أم لا.
إغلاق المجال الجوي لفنزويلا وكشف بعض المفاوضات الداخلية في البيت الأبيض حول احتمال القيام بهجمات عسكرية ضد فنزويلا يزيد من الشكوك المتعلقة باحتمال اندلاع حرب في هذا البلد.
قال علي فرحات، كاتب ومحلل سياسي، إن مناقشة شرعية خطوة أمريكا لا جدوى منها لأن واشنطن تعتبر نفسها فوق أي مساءلة وتتجه باتجاه خيار عسكري.
وأضاف فرحات في حديثه مع الجزيرة أن إغلاق المجال الجوي لفنزويلا يعد مؤشراً متقدماً يقرب المنطقة من حرب قد تشمل هجمات جوية على مؤسسات ومراكز حكومية تعتبرها واشنطن مرتبطة بملف المخدرات المزعوم.
بعد تصريحات ترامب حول إغلاق المجال الجوي الفنزويلي، كشفت وسائل إعلام عن مصادر سياسية وعسكرية أميركية تشير إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قدمت بيانات عن أهداف محتملة لهجمات داخل فنزويلا وكولومبيا إلى الجيش الأمريكي.
أكد فرحات أن الهدف الاستراتيجي والعميق لهذه الهجمة المحتملة هو تصفية حساب حكومة مادورو وإرسال رسالة للدول الأميركية اللاتينية تؤكد بقاء المنطقة ضمن دائرة النفوذ الأميركي.
وأشار إلى أنه في مفاوضات سابقة طرحت الولايات المتحدة ثلاثة شروط لمنع الحرب تعتبرها كاراكاس مستحيلة التنفيذ. وهذه الشروط هي تقليل الوجود الروسي والصيني وفتح أسواق فنزویلا أمام الشركات الأمريكية وقبول فترة انتقالية تستند على خروج مادورو من السلطة.
أوضح فرحات ثقته بأن واشنطن اتخذت قرارها وأن العملية العسكرية ستُنفذ أخيراً بهدف “الإطاحة بحكومة فنزویла”.
قال جيمس روبينز الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن قرار ترامب مبني على عدم اعتراف بشرعية حكومة مادورو وإن إغلاق المجال الجوي يأتي ضمن إطار «دبلوماسية الإكراه» التي تمارسها الولايات المتحدة. وأضاف روبينز أن الهدف الأساسي هو زيادة الضغط على حكومة مادورو لدفعها إما للمشاركة في مفاوضات أو خلق ظروف لتغيير الحكومة.
من جانبها أدانت الحكومة الفنزويلية سريعًا قرار ترامب بشأن المجال الجوي ووصفته بالعدائي والاحادي والمتعنت. كما تعهد مادورو بيانياً بالدفاع بكل الأدوات القانونية عن أجواء بلاده والرد بحزم على أي تهديد يمس سيادتها.
بحسب روبينز فإن الخيار المفضل لواشنطن ليس الحرب بل نفي مادورو يلي ذلك العفو عن المسؤولين وإجراء انتخابات تحت إشراف حكومة مؤقتة لكن المتحدث باسم الحكومة الأمريكية حذر أنه إذا لم يتحقق هذا السيناريو فإن واشنطن مستعدة للهجوم على فنزویلا .
وصف آنخل رافائيل تورتروليرو الدبلوماسي السابق وعضو الجمعية الوطنية بكراكاس قرار ترامب بأنه «اعتداء على سيادة فنزويا وتجسيد للرؤية الاستعمارية تجاه المنطقة». p>
أكد آنخل رافائيل أنه ليست هناك أَدلَّة تثبت صحة اتهامات أمريكا المتعلقة بالمخدرات وأن واشنطن تستغل هذه القضية ذريعة لفرض هيمنتها على أميركا اللاتينية . p>
اعتبر الانتخابات الفنزويلية شرعية مشددًا مع ذلك أنّ هناك قنوات اتصال غير مباشرة بين حكومة مادورو وحكومة ترامب مؤكداً أن فنزويا لن تغير موقفها الدفاعي عن استقلاليتها . p>
ذكر علي فرحات أن قرار ترامب بإغلاق الأجواء الفنزويلية مغامرة كبرى قد تدفع بالمنطقة نحو حرب واسعة النطاق تؤثر في كامل أميركا اللاتينية. p>
وفق نظره، هذه السيناريو يعيد للأذهان سجل الانقلابات والدعم الأمريكي للأنظمة غير الديمقراطية التي ربما تُحدث موجة عدم استقرار داخل دول الكاريبي وجنوب أميركا بأسرها. p>
