قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

روسيا والهند تعززان التعاون في ممر الشمال والجنوب وسط ضغوط اقتصادية عالمية

أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية تعزيز سلاسل التوريد وتطوير مسارات جديدة في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية والضغوط التعريفية الغربية. يأتي هذا التركيز على التعاون في إطار سعي البلدين لتوسيع نطاق التجارة وتعزيز العلاقات الاقتصادية.

وبحسب المكتب الاقتصادي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، شدد الرئيس بوتين على توسيع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، مؤكدا على التعاون في مجال الطاقة النووية والتحول نحو تسوية الحسابات بالعملات الوطنية.

وأشار بوتين إلى أن روسيا تتعاون مع شركائها الهنود لبناء طرق نقل دولية جديدة، بما في ذلك مشروع إنشاء ممر نقل شمال-جنوب من روسيا وبيلاروسيا إلى سواحل المحيط الهندي. وأكد أن توسيع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب ومسار بحر الشمال سيوفر فرصا كبيرة للتجارة الثنائية.

لماذا تولي موسكو أولوية لممر الشمال والجنوب؟

بالنسبة لروسيا، يرتبط ممر الشمال والجنوب بشكل متزايد بجهودها لتحويل مسار التجارة من أوروبا إلى آسيا وغرب آسيا وأفريقيا. ووفقا لأليكسي زاخاروف، عضو مؤسسة أبحاث أوبزرفر (ORF)، يلعب هذا المشروع دورا محوريا في بحث موسكو عن طرق تصدير مستدامة.

وأضاف أن روسيا تدرس طرقا جديدة ومشاريع ربط جديدة مع دول الجنوب، وأن ممر الشمال والجنوب يهدف إلى دعم النقل المستدام للسلع، بما في ذلك المنتجات الزراعية والمواد الخام والموارد. وتعتبر موسكو هذا الممر مكملا استراتيجيا للمسارات الأوراسية الحالية، حيث يمثل ممرًا عموديا، في حين أن العديد من المشاريع في أوراسيا تتجه من الشرق إلى الغرب، وهذا الممر يمتد من الشمال إلى الجنوب، مما يزيد من الاتصال في المنطقة.

والأهم من ذلك، أن الهند ليست السوق المستهدف الوحيد؛ فبمجرد وصول الشحنات إلى ميناء بندر عباس الإيراني، يمكن إرسال المنتجات الروسية إلى دول الخليج الفارسي وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

ثلاثة فروع للممر وأهميتها

على الرغم من أن التقدم في ممر الشمال والجنوب كان متوقعا في عام 2000، إلا أنه توسع الآن إلى ثلاثة فروع رئيسية، لكل منها مرحلة مختلفة من التطور.

وأشار زاخاروف إلى أنه في الآونة الأخيرة، كان الفرع الشرقي، الذي يمر عبر كازاخستان وتركمانستان إلى إيران، هو المسار الأكثر نشاطا؛ هذا الفرع أكثر ديناميكية من حيث النقل وتم تقليل وقت تسليم البضائع. لذلك، تم تحقيق تطورات إيجابية في هذا المسار.

أما الفرع الغربي، الذي يمتد عبر جمهورية أذربيجان وإيران، لا يزال غير مكتمل، وقد مولت روسيا العمل في خط السكة الحديدية الإيراني الذي يبلغ طوله 160 كيلومترا. ووصف زاخاروف ذلك بأنه جزء من هذا الجهد، مشيرا أيضا إلى الجزء الثاني، قائلا إن روسيا تدرس خط سكة حديد جديدا يتجنب النقل غير الضروري للبضائع الذي يستغرق وقتا طويلا ويعقد الخدمات اللوجستية.

وأضاف أن العديد من الاختناقات الفنية تجعل التسليم أبطأ وأقل قابلية للتوقع، ولهذا السبب تنفذ روسيا عدة مشاريع في وقت واحد. وشدد زاخاروف على القيود المفروضة عليه، قائلا إن ممر الشمال والجنوب يعمل من الناحية الفنية ويتم نقل بعض الشحنات هناك الآن، مما يشير إلى أن الممر نشط إلى حد ما، ولكن لا يزال يتعين حل العديد من المشاكل.

العقوبات وتنفيذ الخطة

على الرغم من الافتراضات القائلة بأن إلحاح روسيا ناتج عن العقوبات الغربية، يقول زاخاروف إن مثل هذه التفسيرات مبالغ فيها. لقد تمت الإشارة إلى ممر الشمال والجنوب باستمرار في البيانات الرسمية والوثائق الثنائية منذ عام 2000. إن إحياء هذا المسار ليس إجراءً رد فعل، بل هو مجرد إجراء تقليدي وقديم تماما.

لطالما تم الاعتراف بهذا المشروع من قبل الطرفين كمشروع ربط مهم. ولا يزال النقل البحري يمثل الجزء الأكبر من التجارة بين الهند وروسيا، ولم يظهر هذا الممر كعامل يغير قواعد اللعبة. ولا يزال الجزء الأكبر من ربط النقل يتم عن طريق الشحنات البحرية، ولم تمنع العقوبات استمرار هذه الشحنات.

مكانة الهند

لا تزال الهند الشريك الأهم لروسيا في جنوب آسيا ووجهة تجارية سريعة النمو، مما يحفز موسكو على تسليط الضوء على ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب في الرحلات رفيعة المستوى.

وقال زاخاروف إن روسيا تعتبر الهند المحور الرئيسي للاستدامة طويلة الأجل لهذا المشروع، وأنها أكبر سوق وشريك تجاري كبير لروسيا الآن. وتقوم الوفود الروسية بانتظام بتقديم ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب في نيودلهي باعتباره العمود الفقري لمستقبل الخدمات اللوجستية الثنائية.

بالنسبة للهند، يوفر هذا الممر أوقات نقل أقصر وخدمات لوجستية أرخص وبوابات محتملة إلى أسواق آسيا الوسطى وأوراسيا. وقد يؤدي تقدم دلهي في اتفاقية التجارة الحرة المحتملة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى ربطها بمثل هذه الممرات.

المنظور؛ إمكانات عالية، ولكن النضوج بطيء

وصف زاخاروف ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب بأنه آلية لوجستية مكملة يمكن أن تزيد التجارة الثنائية بمرور الوقت، لكنه حذر من المبالغة في أهميته الحالية، قائلا إنه لا يلعب دورا مهما في الوقت الحالي؛ لديه إمكانات كبيرة، لكنه يحتاج إلى استثمار وتنسيق مستدامين.

وذكر موقع ماني كنترول أن النقل البحري سيظل مهيمنا على المدى القصير، ولكن على المدى المتوسط، يمكن للممرات البرية المحسنة أن تساعد الهند وروسيا على تنويع مساراتهما التجارية بالتزامن مع تفعيل رؤية 2030.

انتهى

 

©‌ وكالة ويبانقاه للأنباء, ايسنا, مانی کنترل, ORF
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى