إطلاق ممر العبور الأخضر بين كازاخستان وإيران مع تخفيضات جمركية

وبحسب المكتب الاقتصادي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، أكد صمد حسن زاده، خلال ندوة إعلامية حول التعاون التجاري والاقتصادي بين إيران وكازاخستان، أن جمهورية كازاخستان، التي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 288 مليار دولار، تحتل مكانة مهمة في اقتصاد أوراسيا وتعتبر شريكًا رئيسيًا لإيران في آسيا الوسطى.
وأشار إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ حوالي 360 مليون دولار خلال الأشهر العشرة الماضية، منها 243 مليون دولار صادرات إيرانية و115 مليون دولار واردات من كازاخستان. وأوضح أن هذا الميزان التجاري الإيجابي يعكس قدرة المنتجات التصديرية الإيرانية، ولكنه أكد أن مستوى التعاون الحالي لا يزال أقل بكثير من الإمكانات الحقيقية للبلدين.
وأضاف حسن زاده أنه مع إزالة بعض القيود، يجب أن يرتفع حجم التجارة بين الجانبين إلى 3 مليارات دولار، مشيرًا إلى أنه مع تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين إيران وأوراسيا، سيتم للمرة الأولى إلغاء جزء كبير من التعريفات وتقليل تكاليف التبادل بشكل حقيقي. وأكد أن هذا الاتفاق يمثل فرصة ذهبية لكازاخستان للوصول عبر إيران إلى أسواق الخليج الفارسي وجنوب آسيا وأفريقيا وحتى أوروبا، وأن إيران ستصبح مركزًا لتوزيع السلع في آسيا الوسطى.
وطرح حسن زاده أول مقترحاته التنفيذية قائلاً: إن تشكيل فريق عمل عملياتي مشترك بين إيران وكازاخستان لتحديد بنود التجارة ذات الأولوية بشكل فوري وإبرام اتفاقيات توريد مستدامة يمكن أن يساعد في الاستفادة من هذه الفرصة.
وأضاف أن إيران هي الطريق الأكثر أمانًا والأرخص والأكثر موثوقية لربط كازاخستان بالمياه الحرة، وأن الموانئ الجنوبية الإيرانية يمكن أن تكون الحلقة الأخيرة في سلسلة صادرات كازاخستان إلى الهند والدول الغربية وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.
وفي طرحه ثاني مقترحاته التنفيذية، قال رئيس الغرفة الإيرانية: إن إطلاق ممر العبور الأخضر بين كازاخستان وإيران مع تخفيضات جمركية ونقل سريع وعقود نقل طويلة الأجل يمكن أن يؤدي إلى تحقيق هذه الفرصة.
وفي إشارة إلى أهمية الاستثمار المشترك وليس فقط تجارة السلع مع كازاخستان، أوضح أن المشروعات الثلاثة المقترحة المحددة في هذا الصدد هي إنشاء محطة لوجستية مشتركة بين إيران وكازاخستان في الموانئ الجنوبية الإيرانية، وإنشاء وحدات مشتركة لتجهيز الحبوب واللحوم والزيوت، وإنشاء مدينة صناعية مشتركة في المناطق الحرة الإيرانية للتصدير إلى أوراسيا.
وأشار حسن زاده إلى أن كازاخستان هي واحدة من أكبر موردي النفط ومركزات الحديد والمعادن الأساسية، وأن إيران لديها صناعات بتروكيماوية قوية وصناعة آلات ومعرفة فنية، وطرح رابع مقترحاته التنفيذية لتطوير العلاقات التجارية مع كازاخستان، مضيفًا: إن اقتراحنا التنفيذي المهم هو إنشاء اتحاد شركات مشترك لتجهيز المعادن الكازاخستانية في إيران للتصدير بقيمة مضافة إلى دول ثالثة.
وفي إشارة إلى التحديات القائمة في تطوير العلاقات بين البلدين، قال رئيس الغرفة الإيرانية: إن العقوبات والقيود المصرفية ومخاطر الشركات غير الموثوقة والمنافسة الإقليمية الشديدة هي من بين هذه التحديات. لكن لكل منها حل عملي، بما في ذلك المقايضة الرسمية والمنهجية، وإنشاء آلية مالية مشتركة في المنطقة الحرة، وإطلاق نظام لتقييم جدارة الشركات، ودخول إيران في مشاريع البنية التحتية طويلة الأجل في جمهورية كازاخستان.
وأكد حسن زاده أنهم يعتقدون أن شركة “غاز تريد” يمكن أن تكون مركزًا لتوزيع السلع الإيرانية في آسيا الوسطى والميسر الرئيسي للاستثمار المشترك بين إيران وكازاخستان، واقترح رسميًا توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية ثلاثية الأطراف بين الغرفة الإيرانية وغاز تريد ومنظمة المناطق الحرة لتنفيذ المشاريع اللوجستية والصناعية والتصديرية.
وشدد على أن الوقت قد حان لرفع مستوى العلاقات بين إيران وكازاخستان من التجارة التقليدية إلى شراكة اقتصادية وصناعية وعبور استراتيجية، وأن الغرفة الإيرانية مستعدة لتحويل المفاوضات إلى مشاريع حقيقية، والتفاهمات إلى استثمارات عملية، والعلاقات إلى تعاون إقليمي مستدام.
من جانبه، قال ألدجار آيت محمدوف، المدير التنفيذي لشركة غاز تريد، إن التعاون بين إيران وكازاخستان يتطور على أساس حوار بناء ونمو التجارة المتبادلة، وأنهم يعملون على إنشاء أرضية مستدامة للتعاون المشترك وتشكيل شراكات صناعية.
وأشار إلى الزيارات التجارية بين البلدين في الأشهر الماضية، قائلاً: لدينا اتفاقيات للتعاون المشترك مع الأطراف الإيرانية. وتتابع غاز تريد المسارات اللوجستية وزيادة صادرات المنتجات الكازاخستانية إلى إيران. لتحقيق هدف 3 مليارات دولار من حجم التجارة الثنائية.
وأوضح محمد أنداكوف، نائب رئيس لجنة الصناعة بوزارة الصناعة والبناء الكازاخستانية، أن هناك 17 منطقة اقتصادية حرة في كازاخستان، وأن هناك حوافز ضريبية وجمركية للمستثمرين للاستثمار فيها. وأشار إلى وجود إعفاءات ضريبية مثل ضريبة الأراضي وضريبة المنشآت والمرافق وضريبة الجمارك.
وأضاف أنه تم استخدام الخبرات العالمية في إنشاء هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع إنشاء 66 منطقة صناعية في كازاخستان. والفرق بين المناطق الصناعية والاقتصادية الحرة هو الترتيبات الضريبية والجمركية. في المناطق الصناعية، يجب دفع ضريبة الجمارك. على أي حال، فإن الهدف من إنشاء هذه المناطق هو جذب المستثمرين، وهم يدعمون وجود المستثمرين الإيرانيين في كازاخستان.
وفي إشارة إلى فرص قطاع التعدين في كازاخستان، قالت غولنارا بيجانا، نائبة رئيس مجلس إدارة غرفة ريادة الأعمال الوطنية في كازاخستان “أتامكن”: إن هذا القطاع هو عمود التنمية في كازاخستان. ويمثل قطاع التعدين أكثر من 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان، ويعمل فيه أكثر من 2500 بشكل مباشر.
وأضافت أن هذه الغرفة الوطنية سهلت الحوار بين القطاع الخاص والحكومة وتهيئة الظروف للتعاون مع القطاعات الخاصة في البلدان الأخرى، بما في ذلك إيران. وقالت إنهم يرحبون بالتعاون مع القطاع الخاص الإيراني، وتم سن قوانين جديدة لدعم هذا التعاون.
وشددت على أن سياسة كازاخستان هي خلق المزيد من الشفافية وتقليل البيروقراطية الإدارية وزيادة دعم الحكومة للقطاع الخاص. ودعت التجار الإيرانيين إلى إقامة تعاون مستدام مع التجار الكازاخستانيين. وقالت إن التعاون الوثيق بين القطاعات الخاصة في البلدين يمكن أن يؤدي أيضًا إلى اتفاقيات أكثر عملية بين الحكومات.
كما قال ألكسندر ياشكوف – المدير التنفيذي لاتحاد مصنعي الحبوب في كازاخستان – في الاجتماع إن صادرات القمح في البلاد بلغت في الموسم الماضي أكثر من 13 مليون طن إلى مختلف دول العالم. وأضاف: إنهم يريدون زيادة صادرات القمح إلى إيران ويريدون تصدير القمح إلى دول الخليج الفارسي من خلال إيران.
في هذا الاجتماع أيضًا، قدمت زيبك أجي باييفا – رئيسة جمعية الشركات التجارية في كازاخستان – عرضًا تقديميًا حول أداء مراكز التوزيع بالجملة كمراكز لوجستية متعددة الأغراض لتخزين وترانزيت البضائع. كما تحدث رئيس فريق تسريع الصادرات والتدريب في غاز تريد عن برنامج تسريع الصادرات الخاص بالشركة. وتحدث المدير التنفيذي لشركة وكالة ائتمان الصادرات الكازاخستانية عن التأمين على معاملات التصدير والضمانات والأدوات المالية للتبادلات مع إيران. وأكدوا على حضور المستثمرين الإيرانيين في كازاخستان وزيادة التعاون المشترك بين تجار البلدين.
نهاية الرسالة.
