مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد استمرار المفاوضات حول الملف النووي الإيراني
![[object Object] /الوكالة الدولية للطاقة الذرية , إيران , البرنامج النووي , رافائيل غروسي , الأمم المتحدة](/wp-content/uploads/2025/12/webangah-0ac1826859ef3387b45393ae143de3222df580fc77f271b11c245f4320b8f4ef.jpg)
وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، أكد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع صحيفة “إل ناسيونال” الأرجنتينية أن إيران تمتلك حالياً حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى اللازم للأغراض العسكرية، مما يتطلب رقابة فنية دقيقة.
جاءت تصريحات غروسي في وقت سابق لعب فيها دوراً في تمهيد الطريق لمواقف عدائية من قبل النظام الصهيوني والولايات المتحدة تجاه إيران بشأن برنامجها النووي.
وأشار غروسي إلى أن العودة الكاملة لمفتشي الوكالة إلى إيران واستئناف المهام الرقابية ضمن الاتفاقيات تشكل شرطاً أساسياً لتقديم تقييمات موثوقة حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف الدبلوماسي الأرجنتيني أنه بدون رقابة فعالة، لن يكون هناك إمكانية للحكم الفني الموثوق على طبيعة الأنشطة النووية الإيرانية.
وتابع غروسي أن المفاوضات والتشاورات مستمرة مع المسؤولين الإيرانيين والأطراف الدولية الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية وروسيا والصين لإيجاد حل دائم وقابل للتحقق لإدارة البرنامج النووي الإيراني.
وشدد على أن هذه الإجراءات فنية بحتة وتهدف إلى تقليل مخاطر الانتشار النووي.
كما أشار المدير العام للوكالة إلى التوترات الإقليمية الأخيرة، خاصة بين إيران والنظام الصهيوني، مؤكداً أن تصاعد النزاعات يعقد المشهد الدبلوماسي النووي ويزيد من خطر الأخطاء الحسابية.
ورداً على اتهامات بالانحياز، أكد غروسي أن الوكالة هي هيئة فنية مستقلة ومهمتها منع الانتشار النووي وتقليل المخاطر النووية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتحدث الدبلوماسي الأرجنتيني عن تزايد التوترات النووية وضعف التحالفات التقليدية وتحول العالم نحو تعدد الأقطاب، مشيراً إلى أن شرعية وفعالية المؤسسات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، قد تضررت بشدة.
وأوضح أنه عند النظر إلى الأزمات الأخيرة من كمبوديا وتايلاند إلى الهند وباكستان وأذربيجان وأرمينيا وجنوب السودان وغزة، فإن القاسم المشترك هو غياب الأمم المتحدة، وهو وضع لا يمكن أن يستمر.
وأكد غروسي، الذي يتولى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2019، أن الأمم المتحدة لا تزال “غير قابلة للاستبدال” للسلام والأمن العالميين بعد 80 عاماً من تأسيسها، لكنها تحتاج إلى استعادة الثقة والفعالية.
واعتبر أن الأزمات غير المحلولة مثل حرب أوكرانيا وغزة هي أمثلة على فشل الهيكل الحالي للتعددية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تواجه “أزمة عميقة في المصداقية والفعالية”.
وقال إن عودة الحروب الكلاسيكية وتصاعد المنافسات الجيوسياسية والاستخدام السياسي لأدوات مثل التعريفات التجارية قد أوصل العالم إلى وضع غير مسبوق.
يذكر أن غروسي البالغ من العمر 64 عاماً هو أول أمريكي لاتيني يتولى رئاسة الوكالة بعد أربعة عقود، وقد أعلن ترشحه بدعم رسمي من الحكومة الأرجنتينية، ومن المقرر الإعلان عن ترشيحه رسمياً في 22 ديسمبر في بوينس آيرس بدعم من المجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية.
وأضاف مدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مهمته هي حماية نظام عدم الانتشار ومنع وقوع حادث نووي، الأمر الذي يتطلب الحوار مع جميع الأطراف.
وحذر غروسي أيضاً من “إحياء الردع النووي”، قائلاً إن القوى النووية لم تحافظ فقط على ترساناتها بل تعمل على تحديثها وتوسيعها، وهي عملية تزيد من الضغوط للانتشار النووي في دول أخرى.
ورفض اتهامات بالانحياز في النزاعات المختلفة، قائلاً إن هذه الانتقادات جزء من طبيعة الدبلوماسية، مؤكد أن الحوار والوساطة وعرض الحلول العملية هي الطريق الوحيد لمنع تصاعد الأزمات.
وقال غروسي إن القرار النهائي بشأن الأمين العام المقبل للأمم المتحدة سيتخذ في مجلس الأمن، حيث يواجه منافسين بما في ذلك ميشيل باشيليت الرئيسة السابقة لتشيلي.
وأوضح أن ترشيحه لم يكن قائماً على النظرية بل على الخبرة العملية في إدارة أخطر الأزمات الجيوسياسية في العالم.
