إعادة قراءة دوافع الكيان الصهيوني لاغتيال صالح العاروري
وتحاول إسرائيل تصوير حادثة الاغتيال التي وقعت يوم الاثنين الماضي في بيروت على أنها إنجاز كبير لنفسها بعد الفشل الذريع في 7 أكتوبر، من خلال تناول مسألة أن العاروري كان النخبة وصانع حرب هجوم 7 أكتوبر. |
كما لعب دور حلقة الوصل بين حماس وحزب الله نظراً لقربه من إيران وموقعه في بيروت. عمل ورغم ذكره في وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية على أنه مهندس هجوم 7 أكتوبر (عاصفة الأقصى)، إلا أنه بحسب صحيفة فيجارو الفرنسية نقلا عن مصادر مقربة من حركة حماس، فإنه لم يكن على علم بالهجوم حتى منتصف الليل. قبل ساعة من الهجوم على الأراضي المحتلة.
وقد تحاول إسرائيل عبر بعض وسائل الإعلام التابعة لها، مثل صحيفة يديعوت أحرونوت، وصحيفة هآرتس، والقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، تناول قضية العاروري النخبة ومبدع حرب 7 أكتوبر الهجومية، أن يحقق لنفسه إنجازاً أكبر من الواقع، لأنه لم يصل بعد إلى أي من أهدافه المعلنة، بما في ذلك تدمير يحيى السنوار زعيم حماس محمد الصادق. – السنوار ومحمد الضعيف القادة الثلاثة الرئيسيون لحرب 7 أكتوبر (اقتحام الأقصى) وأيضا تدمير حماس بالكامل في غزة لم ينجح، ولذلك فإن ضرب أحد مسؤولي حماس خارج فلسطين، الذين لم يكن لهم بالأساس أي دور في هجوم 7 أكتوبر وكانوا خارج حسابات الحرب المذكورة، يحاولون على الساحتين المحلية والدولية أن يحققوا إنجازات لأنفسهم، وفي هذه الأثناء يجهل بعض إعلامنا الهدف من هذه الأخبار، يتم اتخاذ خطوات لتعزيز هذه القضية. وهو المعروف في وسائل الإعلام العبرية والعربية بصدقه في خطابه وعدم نكثه لوعوده، وكان قد هدد إسرائيل في إحدى خطاباته قبل هذا الاغتيال بأنه إذا تم اغتيال أحد فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان فإن ذلك سيتسبب في مقتله. لا يهم أنه سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً فإن الرد سيكون واحداً، ومن المؤكد أنه سيكون مصحوباً برد ساحق من جانب المقاومة، ويرى الخبراء أن رد المقاومة على هذا الإرهاب أمر مؤكد، ولكن الوقت والمكان المناسبين لذلك. كثافته مهمة، لأنه إذا أجّل الرد إلى وقت آخر، فإن هذا الموضوع سيكون له تأثير مباشر على القرارات المستقبلية لمجلس الوزراء الإسرائيلي، في حين يرى بعض المراقبين أنه حتى لو أجاب حزب الله، فإن الحكومة الأميركية ستكون مسؤولة أيضاً. ورغم الجدل الإعلامي والدعائي، إلا أنه لا يرغب كثيراً في الدخول في هذا الجدل. وبحسب هذه المجموعة، وبسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة واحتمال توسيع نطاق الحرب في المنطقة وتعريض المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة في منطقة جنوب غرب آسيا للخطر، فإن احتمال دخول الولايات المتحدة إلى ساحة المعركة مع حزب الله صغير جداً.
مصطفى أكبري/ ماجستير الدراسات الأمريكية وباحث في مجال النظام الصهيوني
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |