صدمة حزب الله لاقتصاد إسرائيل؛ من إغلاق المصانع وإخلاء المزارع إلى شلل الصناعة
وبالإضافة إلى الخسائر العسكرية التي لا تعد ولا تحصى لجيش النظام الصهيوني في الجبهة الشمالية، والتي يحاول هذا الجيش إخفاءها، فإن الاقتصاد الإسرائيلي يعد أحد أهم القطاعات على مختلف المستويات التي تأثرت بشدة من الحرب وعمليات حزب الله المتقدمة. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن المقاومة الإسلامية في لبنان هي الجبهة الأولى لـ محور المقاومة ومن أجل مساعدة شعب ومقاومة غزة، أعلن عن مشاركته في معركة اقتحام الأقصى، وقد شكلت منذ البداية عبئاً ثقيلاً على أكتاف النظام الصهيوني على مختلف الأصعدة. إن دخول حزب الله في هذه المعركة جعل الصهاينة غير قادرين على التركيز جميعاً على محاور الحرب في غزة، وهكذا ظلت المقاومة اللبنانية حتى هذه اللحظة، خاصة بعد تكثيف عملياتها المتقدمة ضد مواقع العدو الصهيوني، لقد أزال عبئاً كبيراً عن كاهل المقاومة في غزة.
صدمة مقاومة لبنان للاقتصاد الإسرائيلي
لكن الضرر الذي سببه حزب الله إن ما قدمه نظام الاحتلال خلال المائة يوم الماضية لم يشمل فقط الخسائر العسكرية أو إخلاء المستوطنات الشمالية من فلسطين المحتلة. إن الخسائر الاقتصادية الهائلة التي سببها حزب الله للصهاينة في هذه الحرب هي قضية ربما حظيت باهتمام أقل من وسائل الإعلام، وقد دخلت هذه القضية بطريقة أو بأخرى في نطاق الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع المقاومة الفلسطينية.
وبناء على ذلك فإننا نستعرض هنا بعض الضربات التي تلقاها اقتصاد النظام الصهيوني نتيجة الحرب في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، حيث أعلنت قناة الأقصى دخول المقاومة اللبنانية إن دخول معركة الأقصى أثر بشدة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة. كما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها أن أكثر من 230 ألف مستوطن إسرائيلي نزحوا من المنطقة الشمالية نتيجة هجمات حزب الله، كما أشارت وسائل الإعلام الصهيونية إلى حالة الخوف والرعب السائدة في المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة في عام 2016. وأعلنت الحدود مع لبنان أن الجبهة الشمالية مهجورة تماماً وتحولت إلى مدينة أشباح، ومن الواضح أنه مع إخلاء المستوطنات وإغلاق الشركات سيتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لخسائر كبيرة في مختلف قطاعاته. وأعلن “تومر فضلون”، الخبير الاقتصادي في جامعة تل أبيب، في مقال بهذا المعنى، أن الصراع في المنطقة الشمالية سيؤثر بشدة على اقتصاد هذه المنطقة على المدى الطويل، وسيكون هذا التأثير مميتًا للغاية.
الخسارة في القطاع الزراعي للكيان الصهيوني في مناطق الشمال
يعتبر القطاع الزراعي من أهم قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي حيث أنه ويمثل 2.5% من إجمالي الإنتاج المحلي و3.6% من الصادرات، كما يعمل حوالي 3.7% من مجمل العاملين الصهاينة في القطاع الزراعي، والأهم من ذلك أن 95% من احتياجات الصهاينة الغذائية يتم تلبيتها من هذا القطاع. وبحسب تقرير وزارة الزراعة في الكيان الصهيوني، فإن المنطقة الشمالية مسؤولة عن إنتاج جزء كبير من غذاء الإسرائيليين، وتعتبر وحوالي 70% من الدجاج البياض يتواجد في الجليل والجولان، و40% من الدجاج البياض يتواجد في الجليل والجولان. يتم إنتاج % من الفاكهة الاستوائية في الحقول الشمالية والتي بعد بداية الحرب تم إخلاء جزء كبير منها ولم تتم زراعتها. /p>
نشرت صحيفة “جلوبز” الاقتصادية تقريرا عن ذلك الأمر وأعلنت أن نصف إنتاج إسرائيل الزراعي يأتي من مزارع في المنطقة الشمالية، على بعد 5 كيلومترات من الحدود مع لبنان.
كما أشارت صحيفة يديعوت أحرانوت العبرية في تقرير لهذا الغرض إلى الخسائر الاقتصادية للقطاع النظام الصهيوني، خاصة القطاع الزراعي في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة، وأعلن أن الخوف من هجمات حزب الله ألحق خسائر مالية فادحة بالإسرائيليين، وبات المزارعون والبستانيون في المناطق الشمالية غير قادرين على مواصلة أنشطتهم. وتقدر الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي في هذه المنطقة بنحو 500 مليون شيكل (عملة الكيان الصهيوني) أي ما يزيد عن 131 مليون دولار، كما يشير التقرير إلى أن المزارعين في المنطقة الشمالية لا يستطيعون الوصول إلى حدائقهم القريبة من حدود لبنان. سيقترب، وهذا سيضاعف خسارة القطاع الزراعي في المنطقة الشمالية؛ حيث لا يتمكن المزارعون من قطف الفواكه مثل التفاح والكيوي والأفوكادو. إضافة إلى ذلك سنرى آثار هذه الخسائر في المواسم المقبلة، هذا في حين أن دائرة الضرائب العقارية لم تقدم وعداً للفلاحين حتى الآن ولم يتم رسم خطة لتعويض الأضرار، بدورها. وأعلن مزارعو الكيان الصهيوني في السياق نفسه، أنه في أي منطقة نشعر أن حزب الله قد يهاجمها، لن تتم الزراعة، ومن الصعب تقدير الأضرار في هذا المجال بشكل دقيق. ووصل الوضع الحالي إلى أنه لا يمكن الاقتراب من الصفر إلى كيلومترين من الحدود مع لبنان، كما أن الثمار الموجودة في حقول هذه المنطقة لا تزال متروكة على الأشجار ومتعفنة، كما أفادت وسائل إعلام صهيونية أن قام مصنع “بيري هجليل” المخصص لفواكه منطقة الجليل في الشمال بطرد نصف موظفيه بعد قرار إغلاق أحد خطوط الإنتاج الرئيسية. حدث ذلك نتيجة التوترات المستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن رون تومر وقال رئيس اتحاد الصناعيين في الكيان الصهيوني، إن المئات من أصحاب المصانع الكبيرة في الجليل يطالبون بدعم وتدعيم المباني حتى يتمكن الموظفون من العودة إلى عملهم. والمصانع في المنطقة الشمالية، وخاصة في الجليل الأعلى، ليست معتادة على حالة الحرب والعديد منها مبني في مناطق غير محمية وتقع في مرمى صواريخ حزب الله. كما أن هناك مخاطر تتعلق باحتمالية تسلل قوات حزب الله إلى هذه المصانع.
وبحسب معطيات وزارة الاقتصاد في النظام الصهيوني، هناك 85 مصنعاً كبيراً في شمال إسرائيل (فلسطين المحتلة) والصعيد. الجليل التي كانت تحت إشراف هذه الوزارة منذ بداية الحرب خفضت متوسط إنتاجها إلى 70% والسبب في ذلك قلة العمال والخوف من دخول المصانع في ظل (حزب الله) وبحسب هذه المعلومات فإن إغلاق عشرات المصانع الصغيرة بسبب قربها من الحدود وإغلاق الطرق والمحاور الرئيسية بسبب الخوف من صواريخ حزب الله يشكل ضربة أخرى للاقتصاد الإسرائيلي في الشمال.
وفيما يتعلق بالمصانع والمناطق الصناعية والشركات فيمكن الاستدلال من بيانات هذه الوزارة أنه منذ اقتحام الأقصى تم إخلاء ما يقرب من 15 ألف مؤسسة ومصنع في شمال وجنوب فلسطين المحتلة .
وذلك على الرغم من عدم وجود أفق لردع جيش النظام المحتل على الجبهة الشمالية، فضلاً عن عدم رغبة المقاومة اللبنانية في منح أي ضمانات أمنية. وقد تسبب مستوطنوها في رفض معظم الإسرائيليين العودة إلى المستوطنات الشمالية. وتتسبب هذه القضية في عدم وجود أفق للتنمية الصناعية والنمو في المناطق الحدودية لفلسطين ولبنان المحتلتين حتى في فترة ما بعد الحرب. /p>
وفي مجال قطاع السياحة، نقلت وسائل الإعلام العبرية الضربة القوية التي عانت منها إسرائيل بعد حرب غزة. وأعلنت القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني في هذا الصدد أن الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة في إسرائيل نتيجة الحرب ستظهر آثارها على المدى الطويل وحتى لو انتهت الحرب فإن شعوب العالم ستختار أماكن أخرى للسياحة؛ أماكن واثقة من أمنها.
نقلت هذه وسائل الإعلام الصهيونية عن “إيران كيتر” المستشار والباحث في قسم السياحة والفنادق في النظام الصهيوني في كلية “كينرت” قوله إن التأثير الحرب على السياحة في إسرائيل تتجاوز مجرد تحذيرات السفر وحظر السفر إلى إسرائيل (فلسطين المحتلة). وستتحدد التأثيرات طويلة المدى لهذا الوضع على صورة إسرائيل.
كما أعلنت صحيفة غلوبس العبرية في هذا السياق أن المنشآت السياحية والمطاعم هي الضحايا الرئيسيون للحرب. وتظهر المؤشرات الاقتصادية أنه في الربع الأخير من عام 2023 مقارنة بنفس الفترة من عام 2022، انخفضت المرافق السياحية في فئتها بنسبة 73%.
وبحسب مصادر عبرية، بعد وقت قصير من عملية اقتحام الأقصى، أصبحت مراكز التزلج والمطاعم وجميع المرافق السياحية في إسرائيل خالية من الزوار والسياح.
ذلك في الوقت الذي حاولت فيه حكومة النظام الصهيوني إخلاء المستوطنات في شمال وجنوب فلسطين المحتلة خلال الحرب. وأفادت مصادر صهيونية أن تكلفة الإقامة في الفنادق لسكان هذه المستوطنات ارتفعت بشكل كبير ولم تعد الفنادق قادرة على استقبال النازحين.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |