كيف أدت سياسة إسرائيل في فرض الرقابة على عدد القتلى إلى “يوم كارثي” للصهاينة؟
وقد أعلنت صحيفة هآرتس مؤخراً أن عدد الجرحى يزيد على 5000، وهو ما دفع الجيش الصهيوني إلى إبقاء هذا الرقم سراً، وذلك لأول مرة منذ بداية الحرب، ليعلن عدد الجرحى بربع الرقم. أعلنت صحيفة هآرتس. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
منذ أن أعلنت سلطات الكيان الصهيوني عن نيتها القيام بعمليات برية في قطاع غزة، أعطت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، الضوء الأخضر تحذير خطير للمحتلين من أن “غزة ستصبح مقبرة للمحتلين الصهاينة”. /p>
ومن جهة أخرى، رغم الاحتفاظ بإحصائيات القتلى وجرحى الجنود الصهاينة سرا من قبل سلطات هذا النظام والإزالة (الرقابة) المتعمدة والتنظيمية للإحصائيات الحقيقية في وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، ولكن بين الحين والآخر، يتم خلق الملاحم في غزة على يد المقاومة، التي تقوم بها هذه المقاومة التنظيمية. ولا يمكن أن يخفي القضاء ويكشف الحقيقة في هذه الحالات.
نظرة على إعلان عدد القتلى والجرحى قوي>
في كل الحروب والصراعات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني خلال 75 عاما من احتلال فلسطين، يعد عدم إعلان الإحصائيات الحقيقية ونشر إحصائيات كاذبة عمليا إحدى استراتيجيات الجيش الإسرائيلي من أجل تقليل حجم الخسائر البشرية، الإحصائيات الكاذبة التي كانت تؤدي دائما إلى أقل الخسائر في صفوف الصهاينة خلال الصراعات العسكرية.
خلال الانتفاضة الأولى أعلن الصهاينة أن عدد الشهداء الفلسطينيين 1300 وقتلاهم 160.
وفي الانتفاضة الثانية كانت مقاومة مسلحة وأحصى الصهاينة عدد الشهداء الفلسطينيين بنحو 4000 وعدد القتلى الصهاينة بنحو 2900.
إحصائيات الـ 22 يوماً حرب 2009 أسخف بكثير من هذه لأن الصهاينة حصدوا 14 قتيلاً مقابل 1285 شهيداً فلسطينياً.
وقد تم اتباع هذه العملية أيضاً خلال معركة “عاصفة الأقصى” مثال واضح على الإغفال المتعمد للإحصائيات الحقيقية يمكن رؤيته في تضارب الإحصائيات الرسمية مع تصريحات شهود عيان على معارك غزة، وفي أحد الأمثلة، الشخص المسؤول عن دفن الجثث في تل أبيب، خلال الأسابيع السابعة إلى الثامنة من الحرب، أعلن أنه يتم دفن 50 جثة لجنود في مقبرة هذه المدينة كل يوم، وستظهر الحسابات الأولية أنه في الأيام الخمسين، سيكون عدد القتلى من وكان ينبغي للنظام الصهيوني أن يصل إلى أكثر من 2500 شخص.
وفي مثال آخر، أعلنت صحيفة هآرتس عن عدد المصابين في نفس الأيام التي ارتفع فيها عدد الجرحى أكثر من 5000 شخص، وهذا ما دفع جيش النظام الصهيوني إلى إخفاء هذه الإحصائية، ولأول مرة منذ بداية الحرب، أصبح عدد الجرحى ربع الرقم الذي أعلنته صحيفة هآرتس، ولم يتم الإعلان عن هذه الإحصائية إلا سوروكا وكان مستشفى بيرال الصباح قد أعلن عن استقبال عدد من الجرحى يوميا بمعدل 25 شخصا، وكان عدد المصابين في هذا المستشفى مساويا للإحصائيات الرسمية المعلنة من قبل الجيش الصهيوني. .com/Tasnim/Uploaded/Image/1402/08/04/14020804111219629286486810.jpg”/>
ما لا تستطيع الرقابة التعامل معه
على الرغم من كل الإخفاء الإحصائي والقضاء المنظم على أعداد القتلى والجرحى، بعض الملاحم لا يمكن إنكارها، ومن هذه الحالات العملية البطولية التي نفذها المقاومون في اليوم الـ 108 من حرب خان يونس، والتي قُتل خلالها، بحسب الصهاينة أنفسهم، 21 جندياً صهيونياً. ما أسفر عن مقتل وجرح جنود وضباط صف.
ووفقاً لإعلان كتائب عز الدين القسام فإن الجناح العسكري لحركة حماس، في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم الاثنين 2 بهمن 1402 (22 يناير 2024)، استهدفت قوات المقاومة، بعملية مشتركة، المبنى الذي تتمركز فيه الوحدة الهندسية للكيان الصهيوني. شرق مخيم خان يونس “المغازي”، وسط قطاع غزة.
في بداية العملية، دمر المبنى استهداف قوات العدو بالصواريخ المضادة للأفراد. وبسبب تأثير الصواريخ المضادة للأفراد انفجرت الذخائر الموجودة في المبنى وانهار المبنى المذكور جراء هذا الانفجار، حيث انفجر بصاروخ ياسين 105.
وبالتزامن مع ذلك قام عدد آخر من المقاومين بنصب مجموعة من الكمائن المتفجرة لمجموعة أخرى من قوات الاحتلال في نفس المكان وقاموا بتفجير المكان، مما أدى إلى مقتل أو جرح جميع القوات الموجودة في هذا المصيدة المتفجرة، وعادت قوات المقاومة إلى قواعدها بصحة تامة.
وقد أعلن الجيش الصهيوني أن عدد قتلى هذه العملية المشتركة 10 أشخاص وعدد الجرحى 11 أي ما مجموعه 21 قتيلا وجريحا، إلا أن ملاحظات الشهود الميدانيين تشير إلى ويقال إن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى في هذه العملية أكثر من 50 شخصا. وأعلن النظام الصهيوني عن مقتل 24 شخصاً في اليوم الـ 108 للحرب، ولهذا السبب سمي هذا اليوم “يوم الكارثة”.
وعلى الرغم من تكتم النظام الصهيوني في إعلان الإحصائيات الدقيقة والنهائية لهذه العملية إلا أن هذه الإحصائية الكاذبة تعتبر كارثة بالنسبة له وأجبرت السلطات الصهيونية على الإشارة إلى اليوم الـ108 للحرب باعتباره “يوم الكارثة”، وهو ما يعني أن المجتمع الصهيوني، في الوضع الذي لا يزال غاضبا من عدم قدرة حكومة نتنياهو على تحديد مصير الأسرى الصهاينة في المقاومة، لا يتحمل موت المزيد من قواته. ، وارتفاع عدد القتلى يعرضهم لضغوط داخلية واجتماعية، وهي الضغوط التي تضاعفت الآن على الرغم من الإعلان عن 221 حالة وفاة منذ بداية العملية البرية، مما أدى إلى احتجاجات في الشوارع واعتصامات من قبل عائلات الشهداء. أسرى النظام الصهيوني.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |