عطوان: في خطة باريس لا توجد ضمانة كافية بأن الصهاينة لن يهاجموا غزة
قال محلل فلسطيني بارز: لا يوجد في خطة باريس ما يشير إلى وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون نظام الاحتلال، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتوفير ضمانات كافية بأن الصهاينة لن يهاجموا غزة مرة أخرى. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعد الجهود المتكررة التي بذلت خلال الفترة الأخيرة لوقف الحرب وفشلت غزة، يوم الأحد من هذا الأسبوع، توصل المفاوضون الأمريكيون والصهاينة والمصريون والقطريون في باريس إلى اتفاق حول إطار عمل لوقف الحرب وإطلاق سراح أسرى إسرائيليين آخرين من المقاومة الفلسطينية. ويتعلق الجزء الرئيسي من هذه الخطة بتبادل الأسرى بين المقاومة والكيان الصهيوني، لكن المقاومة قالت للوسطاء إنه بعد إطلاق سراح الأسرى، سيكثف النظام الصهيوني وحشيته ضد غزة ولن يوقفه شيء. خاصة أنه مع إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، فإن الضغوط الداخلية على الجيش وحكومة نظام الاحتلال ستنخفض، كما تؤكد مصادر مطلعة على سير هذه المفاوضات أن المقاومة الفلسطينية مضطرة إلى خسارة أحد أهم ثقلها. أي أن ورقة الأسرى الإسرائيليين لا تعرف دون الوصول إلى ضمانات حقيقية في إطار عدم استئناف الحرب.وفي هذا الصدد، قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة الرياليوم الإقليمية، وهو محلل بارز للشؤون العربية العالم، كتب في مذكرته الجديدة حول التطورات المتعلقة بحرب غزة، أنه دون أدنى شك يمكن القول إن الاتفاق نتج عن الاجتماع الاستخباراتي الرباعي الذي ضم الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، والذي عقد في عام 2014. باريس ولدت ميتة يوم الأحد ولا توجد فرصة لنجاحها. لأن هذه الخطة هي في الواقع فخ لتدمير الانتصار التاريخي للفلسطينيين في عملية اقتحام الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والتي صاحبتها خسائر كثيرة في صفوف نظام الاحتلال وحطمت أسطورة الجيش “الذي لا يقهر” لهذا النظام.
واصل عطوان أن الحكومة الأمريكية، التي كانت المنظم الرئيسي لهذا الاجتماع، تعيش حالة من القلق والخوف بسبب اتساع نطاق الحرب والهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار المتكررة على قواتها. وقواعد وسفن في اليمن والعراق وسوريا ونظام الاحتلال ومصر، ومارس ضغوطا على قطر للتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في غزة ومنع انتشار الحرب؛ ولأن كافة أذرع المقاومة في المنطقة، والتي تواصل عملياتها ضد النظام الصهيوني، بما فيها حزب الله واليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، تطالب بوقف جرائم الاحتلال ضد غزة ووصول المساعدات الكافية لهذه المنطقة، ووقف هجماتهم على المواقع الأمريكية الصهيونية، بشرط وقف عدوان العدو على غزة.
المؤامرة الأمريكية الشريرة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته
ويستمر هذا المقال، عندما نقول أن اتفاق باريس فخ وهو تدمير انتصار المقاومة الفلسطينية، فإننا لا نبالغ، ونقول ذلك من خلال الإشارة إلى بنود الاتفاق المذكور وأهمها منها الإعلان عن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل إطلاق سراح 35 أسيراً إسرائيلياً، معظمهم من جنرالات وجنود الجيش الإسرائيلي، في حين يتم إطلاق سراح مقابل كل أسير إسرائيلي ما بين 100 إلى 200 أسير فلسطيني. لكن في هذا الاتفاق لا يوجد ما يشير إلى وقف دائم لعدوان النظام الصهيوني على قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون نظام الاحتلال، وإعادة إعمار قطاع غزة وتوفير الغذاء الكافي. ضمانات بأن الصهاينة لن يهاجموا غزة مرة أخرى.
وبحسب هذا المحلل الفلسطيني، فإن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال، قال في تصريحاته الأخيرة إن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة، ولن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، وستستمر الحرب حتى تتحقق جميع أهداف إسرائيل، بما في ذلك القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى. ولن تنتهي إسرائيل، ويجب التأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديداً لإسرائيل. إسرائيل في المستقبل. كما أعلن يوآف غالانت، وزير الحرب في النظام الصهيوني، أن إسرائيل ستحتفظ بسيطرتها العسكرية على قطاع غزة حتى بعد انتهاء الحرب.
موقف المقاومة الفلسطيني الحاسم من شروط وقف إطلاق النار في غزة، أوضح عبد الباري عطوان، “زياد النخلة” أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، الليلة الماضية، بإصدار بيان البيان الذي أرفق به اسمه، بشأن أهداف هذا الفخ الذي أعدته الولايات المتحدة للفلسطينيين وحذرت وقال: “لن ندخل في أي شيء دون الحصول على ضمانة تتضمن الوقف الكامل للعدوان على غزة و الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وضمان إعادة إعمار قطاع غزة والتوصل إلى حل سياسي جدي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وهي نفس الشروط التي يتمسك بها قيادة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار وفريقه العسكري، وقال إن حكومته تدرس الاعتراف بالحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعتبر المستوطنات غير شرعية، ويجب إرسال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، كل ذلك في إطار نفس الفخ الذي تحاول الولايات المتحدة إنقاذ نفسها وسفنها وقواعدها في قطاع غزة، والذي أدى إلى توسيع مساحة المقاومة الفلسطينية. وأكد عطوان، هنا لا بد من التذكير بالتجارب السابقة لخرق الغرب للعقود، خاصة بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، والتي صدر فيها أكثر من 65 قرارا دوليا لإلزام إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي العربية وأيضا من أجل الحق. حق تقرير المصير للفلسطينيين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم. إن الولايات المتحدة التي استضافت الاجتماع الرباعي في باريس ووضعت اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، هي نفس الجهة التي أجبرت وزير الخارجية البريطاني على الإدلاء بالتصريحات المذكورة أعلاه من أجل خداع المقاومة الفلسطينية وإنقاذ نظام الاحتلال من الأمن، الأزمات الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن تسليط الضوء على الأضرار الجسيمة التي لحقت بشمال وجنوب فلسطين المحتلة.
وذكر هذا المحلل الفلسطيني الشهير أن نصيحتنا للمقاومة الفلسطينية وقيادتها هي عدم وعليهم أن يتحملوا أعباء مثل هذا الاتفاق بأي شكل من الأشكال. ولا ينبغي لهم أن يمضيوا ويتمسكوا بمواقفهم بشأن الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة دون عودة، وإعادة إعمار غزة وغيرها من الشروط، واستخدام القوة. قيام النظام الصهيوني بدفع تعويضات لأسر الشهداء الفلسطينيين والمتضررين من عدوان هذا النظام كما نطالب المقاومة بعدم الاستسلام لضغوط الوسطاء العرب.
الوسطاء العرب يلعبون دور ساعي البريد لأمريكا
وتابع: ومساعي الوسطاء العرب للقيام بذلك يستخدمون الاتفاقيات لأنها تخضع للإملاءات الأمريكية ويفضلون مصالح واشنطن وعلاقتهم بأمريكا على مطالب ومشاريع المقاومة. والحقيقة أن هؤلاء الوسطاء ليس لديهم مبادرة خاصة بهم ويلعبون دور ساعي البريد لتوصيل الرسائل الأميركية، لا أكثر. عندما يعقد تحالف حزب الليكود برئاسة نتنياهو وبحضور وزراء حكومته المتطرفين مثل إيتمار بن جوير وبتسلئيل سموتريش مؤتمرا في القدس المحتلة، أهم أجندته عودة المستوطنات لنظام الاحتلال، كل شيء الأمر واضح ويظهر أن هناك مؤامرة كبيرة على المقاومة وكل الفلسطينيين موجودون بعد عودة جميع الأسرى الإسرائيليين.
وأكد عطوان أننا مع قيادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي لقد حقق أعظم انتصار تاريخي لفلسطين منذ قيام النظام الإسرائيلي المزيف قبل 75 عاما، ونوصي زيد برفض كل هذه الاتفاقيات السامة والوعي بأهداف الأطراف التي تحاول إقناع المقاومة وكسب ثقتها بهدف إنقاذ نظام الاحتلال والولايات المتحدة، وعدم الوقوع في الفخ الذي تنشره الولايات المتحدة.
مصدر | وكالة للأنباء تسنيم |