فك رموز سياسة أبوظبي تجاه أزمة غزة؛ من دحلان إلى حيفا
ويرى محللون في تفسير الاستراتيجية الإماراتية بشأن أزمة غزة أن تعاون الحكومة العربية مع تل أبيب سيدفع قطاع غزة إلى عدم قبول المساعدات والخيارات التي تدعمها أبو ظبي، مثل محمد دحلان لإدارة هذا القطاع بعد إعلان الاتفاق. وقف إطلاق النار ونهاية الحرب. |
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، عملية اقتحام الأقصى ومخلفاتها لقد دفع تأثيرها العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المهتمة إلى التفاعل والدخول في هذه الأزمة على العلاقات الجيوسياسية الجيواقتصادية في منطقة غرب آسيا. وفي هذه الأثناء، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها عضواً في حلف إبراهيم وحليفاً للكيان الصهيوني، واحدة من الدول الإسلامية القليلة التي أدانت عمليات حماس في عمق الأراضي المحتلة وأعربت عن تعاطفها مع الصهاينة.
رغم أن السلطات الإماراتية تنوي تقديم صورة إنسانية عن نفسها من خلال إعلان دعم حقوق المدنيين في قطاع غزة وتخصيص مساعدات مالية وخلق صورة “وساطية” و”إنسانية” أمام الرأي العام، لكن الأدلة الميدانية تشير إلى أن أبو ظبي وتل أبيب لديهما خطة لمهاجمة المقاومة الإسلامية في غزة. ويعد إنشاء طريق بديل لنقل البضائع التي تحتاجها إسرائيل من منطقة الخليج العربي إلى شمال الأراضي المحتلة، أبرز رمز للتعاون بين حكام أبو ظبي وحكومة نتنياهو. وفي استمرار لهذه المذكرة، سنحاول تحليل سياسة وتصرفات دولة الإمارات العربية المتحدة خلال حرب غزة.
الخلاف حول حاكم غزة المستقبلي
أصبح اختيار نوع الحكومة والحاكم المستقبلي لغزة إحدى القضايا الرئيسية والصعبة خلال المحادثات الدبلوماسية المكثفة بين البلدين. رؤساء الدول العربية الغربية. إن إصرار الصهاينة على تدمير القدرات العسكرية والأمنية لحماس وتغيير آلية إدارة غزة قد دفع كل من الحكومات أو كتل القوى إلى زيادة دورها في المستقبل السياسي لغزة من خلال اقتراح خيارات مختلفة.
في هذه الحملة السياسية، أبوظبي وبدعم من محمد دحلان الشخصيات الأمنية المقربة من السلطة الفلسطينية ومستشار محمد بن زايد آل نهيان وينوي نهيان الاستيلاء على الدوحة من أجل توسيع نطاقها، وقد وصل نفوذه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وبحسب بعض المسؤولين المحسوبين على التنظيم فإن دحلان هو الشخص الذي أقنع ولي عهد الإمارات آنذاك بالانضمام إلى حلف إبراهيم.
محمد دحلان ويحدد الخيار المدعوم إماراتياً لحكم غزة أن على رأسه محمد دحلان أو من يوافق عليه سيتولى إدارة هذا المجمع الجديد. وشرط الدول العربية للمساعدة في إعادة إعمار غزة هو تقديم ضمانة من تل أبيب فيما يتعلق بالتحرك نحو حل “الدولتين”. وفي هذه الخطة سيكون للقوات السعودية الإماراتية تواجد مباشر في غزة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام كضامن للسلام وإعادة الإعمار. ويبدو أن تنفيذ مثل هذه الخطة يتماشى مع مصلحة إسرائيل في سحب حكم المقاومة وتقليص دور إيران-قطر ومساعدة عملية السلام العبرية-العربية.
يعتقد بعض المحللين أن دحلان، مثل محمود عباس أو غيره من الخيارات المقترحة لإدارة غزة، لا يحظى بشعبية كبيرة بين الشعب الفلسطيني، لكن من الممكن أن تتمكن وكالات الاستخبارات الأمريكية الإسرائيلية من استخدام دحلان المحتملة أثناء الانتقال من حالة الحرب إلى مرحلة الاستقرار. وفي هذه الخطة، يعتزم الصهاينة الاستفادة من قدرات دحلان في نزع الأيديولوجية ونزع السلاح وتغيير نظام الحكم في هذه المنطقة بحجة إعادة بناء غزة.
إطلاق الممر البري وإنقاذ إسرائيل الاقتصاد
مع استمرار العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الأرض قطاع غزة، في نوفمبر 2023، أعلن الجيش الوطني اليمني أنه انطلاقاً من الواجب الديني والقوانين الدولية وإرادة الشعب اليمني، فإن نطاق هجمات المقاومة لن يقتصر فقط على جنوب الأراضي المحتلة؛ بل إن كافة المصالح الاقتصادية والسفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في شمال المحيط الهندي ستصبح أهدافًا مشروعة.
ردًا على هذا العمل المقاوم وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، أعلن لويد أوستن، وزير دفاع الولايات المتحدة، عن تشكيل التحالف البحري “حراس الرفاهية” لإنشاء خط آمن لمرور السفن التجارية. وبعد هزيمة هذا التحالف البحري، قبلت واشنطن ولندن من جانب واحد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 وبدأت في مهاجمة النقاط الاستراتيجية في اليمن. ولم تنضم الإمارات، إلى جانب دول عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية أو مصر، إلى هذه التحالفات العسكرية. ومن المثير للاهتمام أن الإماراتيين لم يسمحوا حتى لقوات القيادة المركزية المتمركزة في هذا البلد العربي بمهاجمة قواعد المقاومة في العراق وسوريا.
الممر البري بين دبي وحيفا الحملة العسكرية لأنصار الله في البحر الأحمر
لكن هناك مؤشرات على تعاون أبوظبي مع النظام الصهيوني في وذلك لكسر الحصار البحري لهذا النظام الذي يمثله الجيش اليمني. على سبيل المثال، بينما يحاول اليمنيون زيادة تكلفة حرب غزة على هذا النظام من خلال إضعاف طريق العبور للنظام الصهيوني في البحر الأحمر، تقوم الإمارات العربية المتحدة بإنشاء خط ممر من جبل علي إلى تل أبيب من أجل اليمن. النظام الإسرائيلي باعتباره شرياناً اقتصادياً، لا ينبغي فقط عدم قطع إسرائيل، بل يجب خلق مسار تنفس جديد لهذا النظام. بالإضافة إلى ذلك، قبل بدء العملية المفاجئة لاقتحام الأقصى، خططت الولايات المتحدة، بالتعاون مع الهند ودول الخليج العربي، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، والكيان الصهيوني، لكشف النقاب عن “الهند-الشرق الأوسط” “خط الممر شرق أوروبا”، لكن استباق حماس أدى إلى تأخيره. وتم وضع هذه الخطة.
على الرغم من مقتل أكثر من 30 ألف امرأة وطفل فلسطيني في قطاع غزة، إلا أن الإمارات لم تغير سياساتها المحافظة ولا تنوي الانسحاب من حلف إبراهيم أو الحصار الاقتصادي على تل أبيب. وبطبيعة الحال، من أجل استعادة صورتهم بين الدول الإسلامية، يحاول الإماراتيون لعب دور في عملية الموافقة على قرارات وقف إطلاق النار أو إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويمكن تقييم الموافقة على المشروع الذي اقترحته دولة الإمارات في مجلس الأمن بهدف وقف إطلاق النار الإنساني في غزة بما يتماشى مع هذه السياسة، ولكي يتمكن هذا الشيخ من الاستمرار في الهيمنة على التجارة البحرية في البحر الأحمر. البحر وخليج عدن من خلال شركة «موانئ دبي»، عليه أن يتحرك بما يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وألا يكون تحت «تهديد» الحكومات الغربية أبدًا. وفي الوقت نفسه، تخطط الإمارات لزيادة ثقلها في التطورات المستقبلية في فلسطين المحتلة إلى جانب حلفائها السعودية ومصر. وفي رد فعل على الاستراتيجية الإماراتية تجاه أزمة غزة، يرى محللون أن ارتباط الحكومة العربية بتل أبيب سيدفع سكان القطاع إلى عدم الثقة في المساعدات والخيارات التي تدعمها أبو ظبي بعد إعلان وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب. war.p dir=”RTL” style=”text-align:justify”>الكاتب: محمد بيات، خبير في قضايا غرب آسيا
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |