تأثير أعمال حزب الله على الاقتصاد الإسرائيلي
وأعلنت وسائل إعلام عبرية في تقرير لها أن قطاعات الاقتصاد والزراعة والسياحة في هذه المنطقة أصيبت بالشلل التام. |
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، وسط اشتداد الانتقادات للمسؤولين والمستوطنين الصهاينة حول الوضع الفوضوي بالجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وفي ظل عمليات حزب الله، نشرت وسائل الإعلام العبرية إحصائيات وأرقام جديدة للأضرار التي لحقت بالإسرائيليين في المنطقة الشمالية من الأراضي المحتلة، خاصة في القطاعين الاقتصادي والزراعي.
الوضع الفوضوي لمستعمرات شمال فلسطين المحتلة
وقد أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية في هذا السياق أن المستوطنات الشمالية، وخاصة مستوطنتي “شلومي” و”كريات” “شمونة” في الجليل، متورطان بشكل مباشر في الأضرار الناجمة عن هجمات حزب الله، وتصل تكلفة حماية هاتين المستوطنتين إلى نصف مليون شيكل (عملة النظام الصهيوني) شهريا. إضافة إلى ذلك فإن الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الهجمات في تزايد.
وأعلنت صحيفة “يديعوت أحرانوت” العبرية في هذا الصدد نقلاً عن “شاي أهرانوفيتش” رئيس هيئة الضرائب الصهيونية، أن وتقدر الخسائر الحربية للمشاريع التجارية والعقارية بنحو 6 مليارات دولار، وهي مرشحة للزيادة، ويتعلق نحو 300 مليون دولار من هذه الأضرار بالمناطق الشمالية. وبالطبع لا نستطيع في الوقت الراهن تقدير هذه الأضرار بشكل دقيق.
كما أشارت هذه وسائل الإعلام الصهيونية إلى حالة الخوف والرعب السائدة في المستوطنات الصهيونية شمال فلسطين المحتلة، وأعلنت على سبيل المثال أن الاستيطان “المطلة” خلال الـ 5 أشهر الأخيرة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة وتشرد جميع سكانها البالغ عددهم 2500 نسمة، ولا يوجد إنسان في هذه المستوطنة. ورغم الأضرار الكثيرة التي لحقت بهذه البلدة، خاصة في القطاع الزراعي، لم يحضر أي مسؤول من دائرة العقار أو التأمين للتحقيق في الأضرار وتقديم تعويضات للفلاحين، وفي هذا السياق أعلنت مستوطنة المطلة أن فقد تم تهجير أكثر من 100 ألف إسرائيلي من منازلهم في الشمال منذ 6 أشهر، وتم إفراغ المستوطنات الإسرائيلية على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب من سكانها ولم يبق هناك سوى الجنود.
شلل إسرائيل القطاع الزراعي في الشمال
من ناحية أخرى أشار الموقع العبري في تقرير له إلى الوضع المزري الذي تعيشه بلدة المنارة شمال فلسطين المحتلة. وأصبحت رمزا لهجمات حزب الله ومن بين 155 وحدة سكنية فيها، أصيبت 104 وحدة بالصواريخ ودمرت بعض هذه الوحدات بشكل كامل.
وأضافت هذه وسائل الإعلام العبرية أن المباني العامة والبنية التحتية وفي بلدة المنارة أيضاً عانوا كثيراً، وتضرر القطاع الزراعي هنا بشدة؛ حيث لا يستطيع العمال الاقتراب من حدائقهم ولم يحصد أصحاب الحدائق محصول هذا العام فحسب، بل خسروا أيضًا محصول العام المقبل لأنه ليس من الممكن العناية بالأشجار وإعدادها للموسم المقبل.
وقال أحد سكان بلدة المنارة في حديث لموقع فالا إنه وغيره من سكان هذه البلدة لا ينوون العودة حتى بعد الحرب.
كريات شمونة أصبحت ثكنة عسكرية للجيش الإسرائيلي
في كريات شمونة، باعتبارها أكبر مستوطنة صهيونية على حدود فلسطين المحتلة مع لبنان، تظهر الطرق المؤدية إليها بوضوح أن الشوارع فارغة بشكل غير مسبوق، وأصبحت الأزقة الفارغة مكانًا لتجمع جنود الصهاينة وسياراتهم وقد أدى هذا الوضع إلى اختفاء علامات الحياة في منطقة كانت ذات أهمية كبيرة للمنطقة الشمالية من الناحية الزراعية والصناعة والاقتصاد، وهجر البساتين والأراضي وإخلاء الحقول في شمال وجنوب المنطقة. أدت فلسطين المحتلة إلى تدمير المنتجات الزراعية وتوقف الإنتاج، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الغذائي للصهاينة، وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن حكومة هذا النظام مضطرة للتعامل مع المشاكل الغذائية وتعويض النازحين. الإسرائيليين عن طريق استيراد البضائع، الأمر الذي يفرض تكلفة باهظة على إسرائيل. هذا على الرغم من أن إسرائيل كانت قبل الحرب قد فتحت حساباً على ربح 131 مليون دولار من القطاع الزراعي، وضاعت كلها. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 30%.
ضربة كبيرة لقطاع السياحة
وبحسب هذا التقرير فإن نشاط مزارع الدواجن ومؤسسات إنتاج البيض توقفت في المناطق الشمالية. إضافة إلى ذلك، فإن قطاع السياحة الذي كانت المنطقة الشمالية تعتمد عليه بشكل كامل، أصبح متوقفاً عن العمل تماماً، والأماكن السياحية في «جبل الشيخ» (جبل حرمون) خالية تماماً. وتشير التقديرات إلى أن إيرادات قطاع السياحة ستنخفض بنسبة 73% عام 2024. في المقابل، حذر خبراء صهاينة من أنه إذا استمرت الحرب وأدت إلى توسيع الحرب في الجبهة الشمالية، فإن التكلفة التي تدفعها إسرائيل اليوم هي وهو قليل جداً مقارنة بالكلفة الباهظة التي سيتعين عليها دفعها مستقبلاً.
وفي ظل استمرار قلق الصهاينة من الانفلات الأمني في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة بسبب العمليات المتقدمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي حزب الله اللبناني أظهرت نتائج استطلاع رأي بين المستوطنين الصهيونيين أن 6% فقط من المستوطنين الذين فروا من الشمال راضون عن أداء الجيش الإسرائيلي على هذه الجبهة.
وفي هذا الاستطلاع الذي أجري وذكرت القناة 13 الصهيونية أن أكثر من 81% من سكان البلدات الشمالية الذين هجروا من هذه المنطقة يقولون إنهم لن يعودوا أبداً إلى منازلهم دون انسحاب حزب الله من الحدود، و5% فقط من المستوطنين يرغبون بالعودة إلى البلدات الشمالية.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |