استراتيجية حزب الله في مهاجمة حيفا؛ النار ضد النار
هجمات حزب الله الصاروخية الساحقة على مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، والتي خلفت خسائر كبيرة في صفوف الصهاينة، يرى مراقبون أن القصف الصاروخي الذي يشنه حزب الله على مدينة حيفا ردا على الجرائم الهمجية التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق المدنيين اللبنانيين هو بمثابة قصف صاروخي مدمر على مدينة حيفا. نقطة تحول في الصراعات وهو قرار استراتيجي.
وفي هذا السياق أعلن العميد الياس حنا الخبير في الشؤون العسكرية في المنطقة في حديث لـ الجزيرة أن حزب الله لديه بالفعل قواعد ومنشآت عسكرية في حيفا وقد استهدف بشكل خاص قاعدة رمات ديفيد الجوية الاستراتيجية. لكن الهجمات الصاروخية الجديدة للمقاومة اللبنانية، استهدفت هذه المرة أعماق مدينة حيفا والمناطق المدنية للعدو الصهيوني؛ وهذا يعني أن معادلة “العين بالعين” يطبقها حزب الله، وفي حال لم يتوقف نظام الاحتلال عن قتل المدنيين اللبنانيين، فإن المناطق المدنية للصهاينة ستكون هذه المرة مستهدفة من قبل المقاومة اللبنانية.
قال هذا العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إن صاروخ باران حيفا يظهر أن حزب الله تمكن من استعادة توازن الردع لديه بالتزامن مع ذكرى طوفان الأقصى. وعلى الرغم من الهجمات الوحشية التي نفذها الصهاينة على جنوب لبنان وخاصة ضواحي بيروت في الأسابيع القليلة الماضية، واستشهاد قادة وقادة بارزين في المقاومة وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وأظهرت المقاومة اللبنانية أن لديها نظام قيادة وسيطرة ديناميكية جنوب الخط الأزرق. (الخط الأزرق يبلغ طوله 120 كيلومتراً ورسمته الأمم المتحدة عام 2000 بين لبنان وفلسطين المحتلة والجولان المحتل لضمان انسحاب الجيش الصهيوني من لبنان).
وأكد العميد الياس حنا أن حزب الله لم يكشف بعد عن صواريخه الدقيقة التوجيه، ودخول هذه الصواريخ إلى ساحة الصراع سيغير الكثير من المعادلات. حزب الله يعرف جيداً كيفية تجاوز التشكيلات الدفاعية للكيان الصهيوني، وبالإضافة إلى ذلك، يجب ألا ننسى أن المقاومة اللبنانية، بفضل الطائرة بدون طيار وعملياتها الاستطلاعية الأخرى، لديها أهداف دقيقة لمواقع الصهاينة في مناطق مختلفة. فلسطين المحتلة
وأضاف: حزب الله أثبت أنه لا يزال متمسكا بموقفه المتمثل في ربط جبهة الجنوب اللبناني مع جبهة غزة، وحتى في الوضع الذي لقد فقد قائده العظيم الشهيد السيد حسن نصر الله، ولا يزال يملك الإمكانات والأدوات اللازمة لتنفيذ معادلاته.
استهدف حزب الله المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة، وخاصة مدينة حيفا بصواريخ صباح اليوم الاثنين اعترفت وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني أنه للمرة الأولى منذ عام 2006، أصابت صواريخ حزب الله قلب مدينة حيفا.
وقد اعترفت السلطات الصهيونية المحلية في حيفا بأنه في هذا الهجوم الصاروخي، وهو أول هجوم لحزب الله في عمق حيفا منذ بداية الحرب، تسبب في أضرار جسيمة.
وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أنهم نقلوا مقتل 10 صهاينة بعد سقوط صواريخ حزب الله على حيفا وطبريا وأضاف أن حالة أحد الجرحى حرجة.
وحشية مقاتلي النظام الصهيوني تجاه المناطق السكنية في مناطق لبنان، وخاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، تغيرت استراتيجية مقاتلي حزب الله إلى توازن الرعب، بمعنى أنه كما أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشهيد مرات عديدة، حزب الله في مواجهة إن استهداف ضواحي بيروت سيستهدف حيفا، وهذه المعادلة مستمرة منذ الصباح. بمعنى آخر، الإرهاب في بيروت سيكون معادلاً للإرهاب في حيفا وتل أبيب.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |