وقف إطلاق النار في البحر الأحمر والجمود في تل أبيب بين حسابات صنعاء وأولويات ترامب
وقف إطلاق النار بين واشنطن وصنعاء لا يعني نهاية المواجهة، بل هو إعادة ترتيب للأولويات. صنعاء تواصل استراتيجيتها القائمة على دعم فلسطين.
وكالة مهر للأنباء، مجموعة الدولية: «نجاح محمد علي» المحلل والناشط السياسي العراقي، أرسل مقالًا خاصًا بعنوان «وقف إطلاق النار في البحر الأحمر وجمود تل أبيب بين حسابات صنعاء وأولويات ترامب» لمجموعة الدولية في وكالة مهر للأنباء، وفيما يلي النص الكامل:
في 7 مايو 2025 (8 ذو القعدة 1446 هـ)، أعلن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حكومة صنعاء بوساطة من سلطنة عمان، يهدف إلى تأمين الملاحة في البحر الأحمر. ورغم أن هذا الاتفاق أدى إلى توقف الهجمات الأمريكية على أهداف في اليمن مقابل عدم استهداف السفن الأمريكية، أكدت صنعاء وترامب صراحةً أن الاتفاق لا يشمل الكيان المحتل، مما يعني استمرار العمليات ضد السفن المرتبطة به.
يكشف هذا التطور سمات مشهد إقليمي جديد تُعاد فيه كتابة أولويات أمريكا تحت قيادة ترامب، ويؤكد أن السيطرة على مضيق باب المندب اليوم ليست بيد واشنطن أو حلفائها، بل بيد المقاومة التي تفرض شروطها من موقع القوة.
الاتفاق بين صنعاء وواشنطن لا يعكس تراجعًا أمريكيًا عن دعم الكيان المحتل، بل يُعبّر عن رغبة إدارة ترامب في تقليل تدخلها العسكري باليمن وتحقيق استقرار نسبي في ممر بحري حيوي شهد اضطرابات متكررة منذ بدء عملية «طوفان الأقصى». قرار وقف المواجهة المباشرة مع صنعاء يعكس نهجًا براغماتيًا تحركه المصالح الأمريكية أولاً، بغض النظر عن الالتزامات المطلقة تجاه حلفائها بالمنطقة حتى لو كان هذا الحليف هو الكيان <spa