لماذا يطالب نتنياهو بانسحاب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان؟
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء فإن الهجمات الصهيونية على مناطق الاستيطان وأصابت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان 5 جنود من قوات اليونيفيل في هذه المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وقامت بمراقبة وتسجيل الصهاينة على حدود لبنان وفلسطين. وفي السياق ذاته، أعلنت القوات الأممية عن وصول دبابتين للجيش الصهيوني إلى مقر قوات اليونيفيل، رافقهما إطلاق نار. وأعلنت القوات الأممية أن الدخان الناجم عن زحف القوات الصهيونية على قاعدة قوات اليونيفيل أدى إلى اختناق 15 جنديا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
ادعاء نتنياهو الكاذب بشأن الهجوم على قوات اليونيفيل
بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي قاعدة قوات الأمم المتحدة، بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، في بيان دائن، أثناء مطالبته قوات الأمم المتحدة بالانسحاب من جنوب لبنان وزعم أن حزب الله سيستخدم هذه القوات ويستخدم لقب الدروع البشرية. لذلك يطلب منهم المغادرة قبل أن تأخذهم قوات حزب الله كرهائن. ويدعي أنه أبلغ قوات “اليونيفيل” بوجود خطر داهم يتربص بهم.
ما هي مهمة قوات اليونيفيل؟
“اليونيفيل” هي اختصار لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام القوات في جنوب لبنان. تم إنشاء هذا الهيكل من قبل الأمم المتحدة عام 1978 لمراقبة انسحاب الصهاينة من جنوب لبنان واستقرار حدود لبنان وفلسطين المحتلة، ودعم الحكومة اللبنانية في تطوير سيادتها على المناطق الحدودية اللبنانية.
وبعد عام 2000 وانسحاب الصهاينة من لبنان، انتشرت هذه القوات بشكل كامل على حدود لبنان وفلسطين. وتقوم “اليونيفيل” بحماية الخطوط المعروفة بـ “الخط الأزرق” حتى لا يتم انتهاكها من قبل الجانب اللبناني أو الجانب الصهيوني. وبعد حرب 33 يوما عام 2006، تم تكليف هذه القوات بتنفيذ القرار الأممي 1701، الذي لم يأت بثماره بسبب عرقلة النظام الصهيوني ولا يتطابق لبنان وفلسطين، لكن حماية اليونيفيل لهذا الخط القريب إلى الحدود بين الجانبين، قللت من عدوان النظام الصهيوني إلى الحد الأدنى. ورغم ثبوت تعاون بعض قوات اليونيفيل مع النظام الصهيوني في بعض الحالات، إلا أن تواجد اليونيفيل على حدود لبنان وفلسطين ساهم في استقرار الحدود في هذه المنطقة.
أهداف النظام الصهيوني من التحذير إلى “اليونيفيل”
في السنوات الماضية، حاول النظام الصهيوني دائماً تطبيق بند صد حزب الله إلى شمال نهر “الليطاني” دون الالتزام بالتزاماته في القرار 1701. وذلك على الرغم من أنه خلال هذه السنوات سجلت انتهاكات ومعوقات مختلفة من قبل النظام الصهيوني فيما يتعلق باليونيفيل والقرار 1701. والآن، في الأيام التي يعتزمون فيها الدخول إلى لبنان عن طريق البر، يسعون إلى تنفيذ هذا الهدف وفتح المجال لغزو لبنان، وهو الهدف الذي يبدو مستحيلاً مع وجود حزب الله وقوات اليونيفيل.
إزالة العائق المسمى “UNIFL” وتقوم قوات اليونيفيل بتسجيل أي عدوان للنظام الصهيوني أو لبنان من “الخط الأزرق” منذ تمركزها على حدود لبنان، وتبلغ بذلك الأمم المتحدة والرأي العام العالمي. إن هذا العمل الذي قامت به قوات اليونيفيل هو أحد الأماكن القليلة التي يتم فيها تسجيل العدوان الصهيوني في المجتمع الدولي. ولهذا الإجراء عواقب دولية على النظام الصهيوني ويمكن أن يزيد من عزلة هذا النظام من خلال تسجيل اعتداءاته. ونتيجة لذلك، يمكن القول إن وجود قوات اليونيفيل منع هذه المنطقة الحدودية، مثل قطاع غزة، من أن تكون منطقة حرة للنظام الصهيوني لغزو لبنان متى شاء. وحتى في المرحلة الحالية، ومن خلال إعلان عدوان النظام الصهيوني من “الخط الأزرق”، تمكنت قوات اليونيفيل من منع أكاذيب النظام الصهيوني في هجومه البري على لبنان.
بما أن النظام الصهيوني يحاول دائمًا تحقيق أهداف متعددة الأطراف أثناء الأزمات، فإن الهجوم الحالي للنظام الصهيوني على لبنان هو أفضل فرصة لتهميش قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من خلال تسجيل اعتداءاته والكيان الصهيوني، فهم يشكلون عائقاً خطيراً أمام الاحتلالات التنظيمية لهذا النظام. وفي الوقت نفسه، فإن استمرار وجود اليونيفيل سيؤدي إلى تسجيل اعتداءات النظام الصهيوني، وهو أمر مضر للغاية لهذا النظام.
تنفيذ سياسة الضربة الواسعة لدخول جنوب لبنان
النظام الصهيوني يضرب دائمًا وقد استخدمت جماعات المقاومة سياسة القتل الجماعي والضربات واسعة النطاق. ويمكن رؤية مثال سياسة النظام الصهيوني هذه مرات عديدة خلال الحرب في قطاع غزة والهجمات الأخيرة على بيروت. الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة، وعمليات القتل الجماعي في المخيمات الفلسطينية، واغتيال “السيد حسن نصر الله”، الأمين العام الراحل للبنان، وتفجير عدة مباني بهدف اغتيال “السيد داشم صافي الدين”، كلها كانت يتم تنفيذها بهذه السياسة التي ينتهجها النظام الصهيوني.
يحاول النظام الصهيوني بهذه الطريقة وسياسته الإجرامية، من خلال قصف منطقة واسعة، دون مراعاة المنشآت والأشخاص الموجودين هناك، لإحداث دمار واسع النطاق ويحاول توجيه ضربة قوية للخصم بهذا الدمار الشامل.
والآن بعد أن أصبح النظام الصهيوني محاصراً في دفاع شرس من مقاتلي حزب الله. وفي جنوب لبنان، لا تستطيع أن تبدأ عملياتها البرية على الأراضي اللبنانية. وهم بهذا يحتاجون إلى جرائم جماعية وانفجارات كبيرة لتطبيق سياسة القتل الجماعي، إلا أن قوات اليونيفيل المتواجدة في المناطق الحدودية تعتبر عائقاً في طريق سياسة النظام الصهيوني هذه. فمن ناحية، لا يمكنهم المساس بهذه القوات، لأن أي اعتداء على هذه القوات الدولية سيجعل الصهاينة يواجهون ردة فعل المجتمع الدولي، ومن ناحية أخرى، لم يتمكنوا من دخول لبنان دون تنفيذ هذه السياسة الإجرامية. . ولذلك دخل قادة نظام الاحتلال مرحلة طرد قوات اليونيفيل من جنوب لبنان.
وجود “اليونيفيل” في جنوب لبنان، أصبح مهما للصهاينة الذين علقوا في المستنقع عند دخولهم لبنان، لدرجة أنهم هاجموا أولاً القوات الأممية، ثم أصدروا تحذيراً وأخيراً تحذيراً بالترحيل.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |